السِّبطِ عليه السلام ، فَرَفَعوا ذلِكَ إلى والِي الشّامِ ، فَذَهَبَ ورَأى ذلِكَ بِنَفسِهِ ، وأمَرَهُم أن لا يُحدِثوا فِي المَكانِ شَيئا ، ثُمَّ رَفَعَ الأَمرَ إلَى السُّلطانِ عَبدِ المَجيدِ خان بنِ السُّلطانِ محمود خان ، فَأَمَرَ بِكَشفِ ذلِكَ المَكانِ بِحُضورِ جُمهورٍ مِنَ العُلَماءِ وَالاُمَراءِ ووُجوهِ النّاسِ ، وكَشَفُوا الحَجَرَ الَّذي عَلَيهِ الكِتابَةُ ، فَوَجَدوا فَجوَةً خالِيَةً لَيسَ فيها شَيءٌ ، وبَعدَ أن رَآهَا الحاضِرونَ أمَرَ بِسَدِّها كَما كانَت ، ورَفَعَ ذلِكَ إلَى السُّلطانِ عَبدِ المَجيدِ ، فَأَمَرَ بِصُنعِ طَوقٍ مِنَ الفِضَّةِ حَولَ الحَجَرِ .
ومَضَى المُؤَلِّفُ يَقولُ : وكُنتُ أعلَمُ مِقدارَ وَزنِهِ ، وأظُنُّهُ سَبعَةَ آلافِ دِرهَمٍ ، وَاستَطرَدَ يَقولُ : إنَّ هذِهِ الأَمارَةَ تَدُلُّ عَلى أنَّ هذَا الرَّأسَ دُفِنَ بِدِمَشقَ ، وبَعدَها بِنَحوِ مِئَةِ عامٍ ظَهَرَ مَشهَدُ عَسقَلانَ ، وَانتُقِلَ مِن عَسقَلانَ إلَى القاهِرَةِ بِواسِطَةِ المَلِكِ الصّالِحِ طَلائِعَ ۱ في نِصفِ القَرنِ السّادِسِ . ۲
۲۲۴۴.لواعج الأشجان :حَكى غَيرُ واحِدٍ مِنَ المُؤَرِّخينَ أنَّ الخَليفَةَ العَلَوِيَّ بِمِصرَ أرسَلَ إلى عَسقَلانَ ـ وهِيَ مَدينَةٌ كانَت بَينَ مِصرَ وَالشّامِ ، وَالآنَ هِيَ خَرابٌ ـ فَاستَخرَجَ رَأسا زَعَمَ أنَّهُ رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام ، وجيءَ بِهِ إلى مِصرَ ، فَدَفَنَ فيها فِي المَشهَدِ المَعروفِ الآنَ ، وهُوَ مَشهَدٌ مُعَظَّمٌ يُزارُ ، وإلى جانِبِهِ مَسجِدٌ عَظيمٌ رَأَيتُهُ في سَنَةِ إحدى وعِشرينَ بَعدَ الثَّلاثِمِئَةٍ وألفٍ ، وَالمِصرِيّونَ يَتَوافَدونَ إلى زِيارَتِهِ أفواجا رِجالاً ونِساءً ، ويَدعونَ ويَتَضَرَّعونَ عِندَهُ . وأخْذُ العَلَوِيّينَ لِذلِكَ الرَّأسِ مِن عَسقَلانَ ودَفنُهُ بِمِصرَ كَأَنَّهُ لا رَيبَ فيهِ ، لكِنَّ الشَّأنَ في كَونِهِ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام . ۳
۲۲۴۵.البداية والنهاية :اِدَّعَتِ الطّائِفَةُ المُسَمَّونَ بِالفاطِمِيّينَ ـ الَّذينَ مَلَكُوا الدِّيارَ المِصرِيَّةَ قَبلَ