99
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

شَديدَ التَّشَيُّعِ ، فَأَرسَلَ إلَيهِ عُبَيدُ اللّهِ : إنّي رائِحٌ إلَيكَ العَشِيَّةَ .
فَقالَ لِمُسلِمٍ : إنَّ هذَا الفاجِرَ عائِدِي العَشِيَّةَ ، فَإِذا جَلَسَ فَاخرُج إلَيهِ فَاقتُلهُ ، ثُمَّ اقعُد فِي القَصرِ لَيسَ أحَدٌ يَحولُ بَينَكَ وبَينَهُ ، فَإِن بَرِئتُ مِن وَجَعي هذا أيّامي هذِهِ ، سِرتُ إلَى البَصرَةِ وكَفَيتُكَ أمرَها .
فَلَمّا كانَ مِنَ العَشِيِّ أقبَلَ عُبَيدُ اللّهِ لِعِيادَةِ شَريكٍ ، فَقامَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ لِيَدخُلَ ، وقالَ لَهُ شَريكٌ : لا يَفوتَنَّكَ إذا جَلَسَ ، فَقامَ هانِئُ بنُ عُروَةَ إلَيهِ فَقالَ : إنّي لا اُحِبُّ أن يُقتَلَ في داري . كَأَنَّهُ استَقبَحَ ذلِكَ .
فَجاءَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ ، فَدَخَلَ فَجَلَسَ ، فَسَأَلَ شَريكا عَن وَجَعِهِ ، وقالَ : مَا الَّذي تَجِدُ ، ومَتَى اُشكيتَ ؟ فَلَمّا طالَ سُؤالُهُ إيّاهُ ، ورَأى أنَّ الآخَرَ لا يَخرُجُ ، خَشِيَ أن يَفوتَهُ ، فَأَخَذَ يَقولُ : «ما تَنظُرونَ بِسَلمى أن تُحَيّوها» ۱ اِسقِنيها وإن كانَت فيها نَفسي ، فَقالَ ذلِكَ مَرَّتَينِ أو ثَلاثا .
فَقالَ عُبَيدُ اللّهِ ـ ولا يَفطُنُ ـ : ما شَأنُهُ ؟ ! أتَرَونَهُ يَهجُرُ ۲ ؟ فَقالَ لَهُ هانِئٌ : نَعَم أصلَحَكَ اللّهُ ! ما زالَ هذا دَيدَنُهُ قُبَيلَ عَمايَةِ الصُّبحِ حَتّى ساعَتِهِ هذِهِ . ثُمَّ إنَّهُ قامَ فَانصَرَفَ .
فَخَرَجَ مُسلِمٌ ، فَقالَ لَهُ شَريكٌ : ما مَنَعَكَ مِن قَتلِهِ ؟ فَقالَ : خَصلَتانِ : أمّا إحداهُما فَكَراهَةُ هانِئٍ أن يُقتَلَ في دارِهِ ، وأمَّا الاُخرى فَحَديثٌ حَدَّثَهُ النّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله :

1.في المصدر : «ما تنتظرون . . .» ، وهو تصحيف ظاهر ، فالوزن لا يستقيم إلّا بما أثبتناه . وجاء في مقاتل الطالبيّين هكذا : مَا الاِنتظار بِسَلمى أن تُحيّوهاحَيّوا سُلَيمي وحَيّوا من يُحيّيها كأس المَنيّةِ بالتعجيل فاسقوها

2.هَجَرَ يهجُر هَجرا : إذا خَلَطَ في كلامه ، وإذا هذى (النهاية : ج ۵ ص ۲۴۵ «هجر») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
98

۴ / ۱۳

ما رُوِيَ فِي التَّخطيطِ لِاغتِيالِ ابنِ زِيادٍ

۱۱۲۱.تاريخ الطبري عن عيسى بن يزيد الكنانيّ :قَدِمَ شَريكُ بنُ الأَعوَرِ شاكِيا ، فَقالَ لِهانِئٍ : مُر مُسلِما يَكُن عِندي ؛ فَإِنَّ عُبَيدَ اللّهِ يَعودُني ، وقالَ شَريكٌ لِمُسلِمٍ : أرَأَيتَكَ إن أمكَنتُكَ مِن عُبَيدِ اللّهِ ، أضارِبُهُ أنتَ بِالسَّيفِ ؟ قالَ : نَعَم وَاللّهِ .
وجاءَ عُبَيدُ اللّهِ شَريكا يَعودُهُ في مَنزِلِ هانِئٍ ، وقَد قالَ شَريكٌ لِمُسلِمٍ : إذا سَمِعتَني أقولُ : «اِسقوني ماءً» فَاخرُج عَلَيه فَاضرِبهُ .
وجَلَسَ عُبَيدُ اللّهِ عَلى فِراشِ شَريكٍ ، وقامَ عَلى رَأسِهِ مِهرانُ ، فَقالَ : «اِسقوني ماءً» ، فَخَرَجَت جارِيَةٌ بِقَدَحٍ ، فَرَأَت مُسلِما فَزالَت ، فَقالَ شَريكٌ : «اِسقوني ماءً» ، ثُمَّ قالَ الثّالِثَةَ : وَيلَكُم ، تَحمونِي الماءَ ! اِسقونيه ولَو كانَت فيهِ نَفسي ، فَفَطِنَ مِهرانُ ، فَغَمَزَ عُبَيدَ اللّهِ فَوَثَبَ .
فَقالَ شَريكٌ : أيُّهَا الأَميرُ ، إنّي اُريدُ أن اُوصِيَ إلَيكَ ؛ قالَ : أعودُ إلَيكَ .
فَجَعَلَ مِهرانُ يَطَّرِدُ بِهِ ، وقالَ : أرادَ وَاللّهِ قَتلَكَ ، قالَ : وكَيفَ ؟ مَعَ إكرامي شَريكا وفي بَيتِ هانِئٍ ، ويَدُ أبي عِندَهُ يَدٌ ! فَرَجَعَ . ۱

۱۱۲۲.تاريخ الطبري عن أبي الودّاك :مَرِضَ هانِئُ بنُ عُروَةَ ، فَجاءَ عُبَيدُ اللّهِ عائِدا لَهُ .
فَقالَ لَهُ عُمارةُ بنُ عُبَيدٍ السَّلولِيُّ : إنَّما جَماعَتُنا وكَيدُنا قَتلَ هذَا الطّاغِيَةِ ، فَقَدَ أمكَنَكَ اللّهُ مِنهُ فَاقتُلهُ .
قالَ هانِئٌ : ما اُحِبُّ أن يُقتَلَ في داري . فَخَرَجَ فَما مَكَثَ إلّا جُمعَةً حَتّى مَرِضَ شَريكُ بنُ الأَعوَرِ ، وكانَ كَريما عَلَى ابنِ زِيادٍ ، وعَلى غَيرِهِ مِنَ الاُمَراءِ ، وكانَ

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۶۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4471
صفحه از 458
پرینت  ارسال به