وعَلَيكَ السَّلامُ يَا بنَ رَسولِ اللّهِ ، قَدِمتَ خَيرَ مَقدَمٍ ، حَتَّى انتَهى إلَى القَصرِ وفيهِ النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ ، فَتَحَصَّنَ فيهِ .
ثُمَّ أشرَفَ [أيِ النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ] عَلَيهِ ، فَقالَ : يَا بنَ رَسولِ اللّهِ ، ما لي ولَكَ ؟ وما حَمَلَكَ عَلى قَصدِ بَلَدي مِن بَينِ البُلدانِ ؟!
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : لَقَد طالَ نَومُكَ يا نَعيمُ ، وحَسَرَ اللِّثامَ عَن فيهِ فَعَرَفَهُ ، فَفَتَحَ لَهُ ، وتَنادَى النّاسُ : ابنُ مَرجانَةَ ! وحَصَبوهُ ۱ بِالحَصباءِ ، فَفاتَهُم ودَخَلَ القَصرَ . ۲
۱۰۸۹.الملهوف :لَمّا أصبَحَ [ابنُ زِيادٍ] استَنابَ عَلَيهِم أخاهُ عُثمانَ بنَ زِيادٍ ، وأسرَعَ هُوَ إلى قَصدِ الكوفَةِ ، فَلَمّا قارَبَها نَزَلَ حَتّى أمسى ، ثُمَّ دَخَلَها لَيلاً ، فَظَنَّ أهلُها أنَّهُ الحُسَينُ عليه السلام ، فَتَباشَروا بِقُدومِهِ ودَنَوا مِنهُ ، فَلَمّا عَرَفوا أنَّهُ ابنُ زِيادٍ تَفَرَّقوا عَنهُ .
فَدَخَلَ قَصرَ الإِمارَةِ ، وباتَ لَيلَتَهُ إلَى الغَداةِ ، ثُمَّ خَرَجَ وصَعِدَ المِنبَرَ وخَطَبَهُم ، وتَوَعَّدَهُم عَلى مَعصِيَةِ السُّلطانِ ، ووَعَدَهُم مَعَ الطّاعَةِ بِالإِحسانِ. ۳
۱۰۹۰.مثير الأحزان :أسرَعَ هُوَ [أيِ ابنُ زِيادٍ] إلى قَصدِ الكوفَةِ ، فَلَمّا أشرَفَ عَلَيها نَزَلَ حَتّى أمسى ؛ لِئَلّا تَظُنُّ أهلُها أنَّهُ الحُسَينُ عليه السلام ۴ ، ودَخَلَها مِمّا يَلِي النَّجَفَ .
فَقالَتِ امرَأَةٌ : اللّهُ أكبَرُ ، ابنُ رَسولِ اللّهِ ورَبِّ الكَعبَةِ ! فَتَصايَحَ النَّاسُ ، قالوا : إنّا مَعَكَ أكثَرُ مِن أربَعينَ ألفا ، وَازدَحَموا عَلَيهِ ، حَتّى أخَذوا بِذَنَبِ دابَّتِهِ ، وظَنُّهُم أنَّهُ الحُسَينُ عليه السلام .
فَحَسَرَ اللِّثامَ ، وقالَ : أنَا عُبَيدُ اللّهِ ، فَتَساقَطَ القَومُ ، ووَطِئَ بَعضُهُم بَعضا ، ودَخَلَ