85
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

دارَ الإِمارَةِ وعَلَيهِ عِمامَةٌ سَوداءُ. ۱

۱۰۹۱.الفتوح :لَمّا كانَ مِنَ الغَدِ ، نادى [ابنُ زِيادٍ] فِي النّاسِ ، وخَرَجَ مِنَ البَصرَةِ يُريدُ الكوفَةَ ، ومَعَهُ مُسلِمُ بنُ عَمرٍو الباهِلِيُّ ، وَالمُنذِرُ بنُ الجارودِ العَبدِيُّ ، وشَريكُ بنُ الأَعوَرِ الحارِثِيُّ ، وحَشَمُهُ وأهلُ بَيتِهِ ، فَلَم يَزَل يَسيرُ حَتّى بَلَغَ قَريبا مِنَ الكوفَةِ .
فَلَمّا تَقارَبَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ مِنَ الكوفَةِ نَزَلَ ، فَلمّا أمسى وجاءَ اللَّيلُ ، دَعا بِعِمامَةٍ غَبراءَ وَاعتَجَرَ بِها ، ثُمَّ تَقَلَّدَ سَيفَهُ ، وتَوَشَّحَ قَوسَهُ ، وتَكَنَّنَ كِنانَتَهُ ۲ ، وأخَذَ في يَدِهِ قَضيبا وَاستَوى عَلى بَغلَتِهِ الشَّهباءِ ، ورَكِبَ مَعَهُ أصحابُهُ ، وأقبَلَ حَتّى دَخَلَ الكوفَةَ مِن طَريقِ البادِيَةِ ، وذلِكَ في لَيلَةٍ مُقمِرَةٍ ، وَالنّاسُ مُتَوَقِّعونَ قُدومَ الحُسَينِ عليه السلام .
قالَ : فَجَعَلوا يَنظُرونَ إلَيهِ وإلى أصحابِهِ ، وهُوَ في ذلِكَ يُسَلِّمُ عَلَيهِم فَيَرُدّونَ عَلَيهِ السَّلامَ ، وهُم لايَشُكّونَ أنَّهُ الحُسَينُ عليه السلام ، وهُم يَمشونَ بَينَ يَدَيهِ ، وهُم يَقولونَ : مَرحَبا بِكَ يَا بنَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ ، قَدِمتَ خَيرَ مَقدَمٍ .
قالَ : فَرأى عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ مِن تَباشيرِ النّاسِ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ما ساءَهُ ذلِكَ ، وسَكَتَ ولَم يُكَلِّمهُم ، ولا رَدَّ عَلَيهِم شَيئا . قالَ : فَتَكَلَّمَ مُسلِمُ بنُ عَمرٍو الباهِلِيُّ ، وقالَ : إلَيكُم عَنِ الأَميرِ يا تُرابِيَّةُ ، فَلَيسَ هذا مَن تَظُنّونَ ، هذَا الأَميرُ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ !
قالَ : فَتَفَرَّقَ النّاسُ عَنهُ ، ودَخَلَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ قَصرَ الإِمارَةِ ، وقَدِ امتَلَأَ غَيظا وغَضَبا. ۳

1.مثير الأحزان : ص ۳۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۴۰ .

2.الكِنانَةُ : جعبة السهام تُتّخذ من جلود (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۳۶۱ «كنن») .

3.الفتوح : ج ۵ ص ۳۸ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۹۹ نحوه وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۱ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
84

وعَلَيكَ السَّلامُ يَا بنَ رَسولِ اللّهِ ، قَدِمتَ خَيرَ مَقدَمٍ ، حَتَّى انتَهى إلَى القَصرِ وفيهِ النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ ، فَتَحَصَّنَ فيهِ .
ثُمَّ أشرَفَ [أيِ النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ] عَلَيهِ ، فَقالَ : يَا بنَ رَسولِ اللّهِ ، ما لي ولَكَ ؟ وما حَمَلَكَ عَلى قَصدِ بَلَدي مِن بَينِ البُلدانِ ؟!
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : لَقَد طالَ نَومُكَ يا نَعيمُ ، وحَسَرَ اللِّثامَ عَن فيهِ فَعَرَفَهُ ، فَفَتَحَ لَهُ ، وتَنادَى النّاسُ : ابنُ مَرجانَةَ ! وحَصَبوهُ ۱ بِالحَصباءِ ، فَفاتَهُم ودَخَلَ القَصرَ . ۲

۱۰۸۹.الملهوف :لَمّا أصبَحَ [ابنُ زِيادٍ] استَنابَ عَلَيهِم أخاهُ عُثمانَ بنَ زِيادٍ ، وأسرَعَ هُوَ إلى قَصدِ الكوفَةِ ، فَلَمّا قارَبَها نَزَلَ حَتّى أمسى ، ثُمَّ دَخَلَها لَيلاً ، فَظَنَّ أهلُها أنَّهُ الحُسَينُ عليه السلام ، فَتَباشَروا بِقُدومِهِ ودَنَوا مِنهُ ، فَلَمّا عَرَفوا أنَّهُ ابنُ زِيادٍ تَفَرَّقوا عَنهُ .
فَدَخَلَ قَصرَ الإِمارَةِ ، وباتَ لَيلَتَهُ إلَى الغَداةِ ، ثُمَّ خَرَجَ وصَعِدَ المِنبَرَ وخَطَبَهُم ، وتَوَعَّدَهُم عَلى مَعصِيَةِ السُّلطانِ ، ووَعَدَهُم مَعَ الطّاعَةِ بِالإِحسانِ. ۳

۱۰۹۰.مثير الأحزان :أسرَعَ هُوَ [أيِ ابنُ زِيادٍ] إلى قَصدِ الكوفَةِ ، فَلَمّا أشرَفَ عَلَيها نَزَلَ حَتّى أمسى ؛ لِئَلّا تَظُنُّ أهلُها أنَّهُ الحُسَينُ عليه السلام ۴ ، ودَخَلَها مِمّا يَلِي النَّجَفَ .
فَقالَتِ امرَأَةٌ : اللّهُ أكبَرُ ، ابنُ رَسولِ اللّهِ ورَبِّ الكَعبَةِ ! فَتَصايَحَ النَّاسُ ، قالوا : إنّا مَعَكَ أكثَرُ مِن أربَعينَ ألفا ، وَازدَحَموا عَلَيهِ ، حَتّى أخَذوا بِذَنَبِ دابَّتِهِ ، وظَنُّهُم أنَّهُ الحُسَينُ عليه السلام .
فَحَسَرَ اللِّثامَ ، وقالَ : أنَا عُبَيدُ اللّهِ ، فَتَساقَطَ القَومُ ، ووَطِئَ بَعضُهُم بَعضا ، ودَخَلَ

1.حصبت الرجل : أي رميته بالحصباء ؛ وهي الحصى (الصحاح : ج ۱ ص ۱۱۲ «حصب») .

2.مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۶ .

3.الملهوف : ص ۱۱۴ .

4.كذا في المصدر ، وفي العبارة خللٌ ، وفي بحارالأنوار : «... نزلَ حتّى أمسى ليلاً ، فظنّ أهلُها أنّه الحسين» ، والظاهر أنّه الصواب .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8118
صفحه از 458
پرینت  ارسال به