مُشتاقونَ ، وإنَّ لَكَ فِي الجَنَّةِ دَرَجاتٍ لَن تَنالَها إلّا بِالشَّهادَةِ .
قالَ : فَجَعَلَ الحُسَينُ عليه السلام يَنظُرُ في مَنامِهِ إلى جَدِّهِ صلى الله عليه و آله ويَسمَعُ كَلامَهُ وهُوَ يَقولُ : يا جَدّاه لا حاجَةَ لي فِي الرُّجوعِ إلَى الدُّنيا أبَدا ، فَخُذني إلَيكَ وَاجعَلني مَعَكَ إلى مَنزِلِكَ .
قالَ : فَقالَ لَهُ النّبِيُّ صلى الله عليه و آله : يا حُسَينُ ، إنَّهُ لا بُدَّ لَكَ مِنَ الرُّجوعِ إلَى الدُّنيا حَتّى تُرزَقَ الشَّهادَةَ وما كَتَبَ اللّهُ لَكَ فيها مِنَ الثَّوابِ العَظيمِ ؛ فَإِنَّكَ وأباكَ وأخاكَ وعَمَّكَ وعَمَّ أبيكَ تُحشَرونَ يَومَ القِيامَةِ في زُمرَةٍ واحِدَةٍ حَتّى تَدخُلُوا الجَنَّةَ .
قالَ : فَانتَبَهَ الحُسَينُ عليه السلام مِن نَومِهِ فَزِعا مَذعورا ، فَقَصَّ رُؤياهُ عَلى أهلِ بَيتِهِ وبَني عَبدِ المُطَّلِبِ ، فَلَم يَكُن ذلِكَ اليَومُ في شَرقٍ ولا غَربٍ أشَدَّ غَمّا مِن أهلِ بَيتِ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله ولا أكثَرَ مِنهُ باكِيا وباكِيَةً .
وتَهَيَّأَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام وعَزَمَ عَلَى الخُروجِ مِنَ المَدينَةِ ، ومَضى في جَوفِ اللَّيلِ إلى قَبرِ اُمِّهِ ، فَصَلّى عِندَ قَبرِها ووَدَّعَها .
ثُمَّ قامَ عَن قَبرِها وصارَ إلى قَبرِ أخيهِ الحَسَنِ عليه السلام فَفَعَلَ مِثلَ ذلِكَ ، ثُمَّ رَجَعَ إلى مَنزِلِهِ . ۱
۹۷۴.المناقب لابن شهر آشوب :كانَ الحُسَينُ عليه السلام يُصَلّي يَوما إذ وَسِنَ ۲ ، فَرَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله في مَنامِهِ يُخبِرُهُ بِما يَجري عَلَيهِ ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : لا حاجَةَ لي فِي الرُّجوعِ إلَى الدُّنيا فَخُذني إلَيكَ ، فَيَقولُ : لا بُدَّ مِنَ الرُّجوعِ حَتّى تَذوقَ الشَّهادَةَ ۳ .