بَيعَتَكُم ، وخالَفتُم إمامَكُم ، فَإِن رَأَيتُم أنَّكُم رَجَعتُم عَن ذلِكَ ، وإلّا فَوَاللّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، لَأَضرِبَنَّكُم بِسَيفي ما ثَبَتَ قائِمُهُ في يَدي ، ولَو لَم يَكُن لي مِنكُم ناصِرٌ ، مَعَ أنّي أرجو أنَّ مَن يَعرِفُ الحَقَّ مِنكُم أكثَرُ مِمَّن يُريدُ الباطِلَ .
فَقامَ إلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ مُسلِمِ بنِ سَعيدٍ الحَضرَمِيُّ ، فَقالَ : أيُّهَا الأَميرُ ، أصلَحَكَ اللّهُ ! إنَّ هذَا الَّذي أنتَ عَلَيهِ مِن رَأيِكَ ، إنَّما هُوَ رَأيُ المُستَضعَفينَ .
فَقالَ لَهُ النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ : يا هذا ، وَاللّهِ لَأَن أكونَ مِنَ المُستَضعَفينَ في طاعَةِ اللّهِ ، أحَبُّ إلَيَّ مِن أن أكونَ مِنَ المَغلوبينَ في مَعصِيَةِ اللّهِ . قالَ : ثُمَّ نَزَلَ عَنِ المِنبَرِ ، ودَخَلَ قَصرَ الإِمارَةِ. ۱
۱۰۵۹.البداية والنهايةـ في خَبَرِ مُسلِمٍ ومَن بايَعَهُـ : اِنتَشَرَ خَبَرُهُم حَتّى بَلَغَ أميرَ الكوفَةِ النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ ، خَبَّرَهُ رَجُلٌ بِذلِكَ ، فَجَعَلَ يَضرِبُ عَن ذلِكَ صَفحا ، ولا يَعبَأُ بِهِ ، ولكِنَّهُ خَطَبَ النّاسَ ونَهاهُم عَنِ الاِختِلافِ وَالفِتنَةِ ، وأمَرَهُم بِالاِئتِلافِ وَالسُّنَّةِ .
وقالَ : إنّي لا اُقاتِلُ مَن لا يُقاتِلُني ، ولا أثِبُ عَلى مَن لا يَثِبُ عَلَيَّ ، ولا آخُذُكُم بِالظِّنَّةِ ، ولكِن وَاللّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، لَئِن فارَقتُم إمامَكُم ، ونَكَثتُم بَيعَتَهُ ، لَاُقاتِلَنَّكُم ما دامَ في يَدي مِن سَيفي قائِمَتُهُ. ۲
۴ / ۴
إعلامُ يَزيدَ بِمُبايَعَةِ النّاسِ لِمُسلِمٍ وضَعفِ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ
۱۰۶۰.تاريخ الطبري عن أبي الودّاك :خَرَجَ عَبدُ اللّهِ بنُ مُسلِمٍ ، وكَتَب إلى يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ قَد قَدِمَ الكوفَةَ ، فَبايَعَتهُ الشّيعَةُ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ ، فَإِن كانَ لَكَ بِالكوفَةِ حاجَةٌ ، فَابعَث إلَيها رَجُلاً قَوِيّا يُنَفِّذُ أمرَكَ ، ويَعمَلُ مِثلَ عَمَلِكَ