۴ / ۳
خُطبَةُ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ ۱ وتَحذيرُهُ النّاسَ
۱۰۵۶.تاريخ الطبري عن أبي الودّاك :خَرَجَ إلَينَا النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ فَصَعِدَ المِنبَرَ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أمّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللّهَ عِبادَ اللّهِ ، ولا تُسارِعوا إلَى الفِتنَةِ وَالفُرقَةِ ؛ فَإِنَّ فيهِما يَهلِكُ الرِّجالُ ، وتُسفَكُ الدِّماءُ ، وتُغصَبُ الأَموالُ ـ وكانَ حَليما ناسِكا يُحِبُّ العافِيَةَ ـ [ثُمَّ] ۲
قالَ : إنّي لَم اُقاتِل مَن لَم يُقاتِلني ، ولا أثِبُ عَلى مَن لا يَثِبُ عَلَيَّ ، ولا اُشاتِمُكُم ولا أتَحَرَّشُ بِكُم ، ولا آخُذُ بِالقَرَفِ ۳ ، ولَا الظِّنَّةِ ، ولَا التُّهَمَةِ ، ولكِنَّكُم إن أبَديتُم صَفحَتَكُم لي ، ونَكَثتُم بَيعَتَكُم ، وخالَفتُم إمامَكُم ، فَوَاللّهِ الَّذي لا إلهَ غَيرُهُ ، لَأَضرِبَنَّكُم بِسَيفي ما ثَبَتَ قائِمُهُ في يَدي ، ولَو لَم يَكُن لي مِنكُم ناصِرٌ ، أما إنّي أرجو أن يَكونَ مَن يَعرِفُ الحَقَّ مِنكُم ، أكثَرَ مِمَّن يُرديهِ ۴ الباطِلُ .
قالَ : فَقامَ إلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ مُسلِمِ بنِ سَعيدٍ الحَضرَمِيُّ حَليفُ بَني اُمَيَّةَ ، فَقالَ : إنَّهُ
1.نعمان بن بشير بن سعد، أبو عبداللّه . كان أبوه بشير بن سعد أوّل من بايع أبابكر يوم السقيفة. هو أوّل مولود من الأنصار بالمدينة بعد الهجرة برواية أهل المدينة ، وأمّا أهل الكوفة فقد رووا أنّه سمع عن النبيّ صلى الله عليه و آله أخبارا كثيرة ، فيكون أكبر سنّا ممّا ذكر أهل المدينة.
كان شاعرا ، وكان عثمانيّا منحرفاً عن أمير المومنين عليّ عليه السلام . صاحَبَ معاوية بصفّين ولم يكن معه من الأنصار غيره ، استعمله معاوية على حمص ثمّ على الكوفة ، واستعمله يزيد أيضا عليها. كان من اُمراء يزيد ، وصار زبيريّا في خلافة مروان بن الحكم . دعا أهلَ حمص إلى نفسه فلم يجيبوه ، فهرب من حمص ، فطلبوه وأدركوه ، فقتلوه واحتزّوا رأسه سنة (۶۴ أو ۶۵ ه) (راجع: الطبقات الكبرى: ج ۶ ص ۵۳ و اُسد الغابة: ج ۵ ص ۳۱۰ و الإصابة: ج ۶ ص ۳۴۶ والأخبار الطوال : ص ۲۲۷ وتاريخ دمشق : ج ۱۰ ص ۲۸۸ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج ۴ ص ۷۷ والأعلام للزركلي: ج ۸ ص ۳۶ وتاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۱۹۵).
2.ما بين المعقوفين أثبتناه من الكامل في التاريخ .
3.القَرَفُ : التُّهمة (النهاية : ج ۴ ص ۴۶ «قرف») .
4.رَدِيَ فلانٌ : هلك . وأرداهُ غَيرُهُ (تاج العروس : ج ۱۹ ص ۴۵۵ «ردى») .