427
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

والملاحظة الملفتة للنظر في وصف المجموعة الثانية من محبّي أهل البيت عليهم السلام هي «أنّ ألسنتهم معنا وسيوفهم علينا» ، ولكن جاء في كلام الفرزدق والآخرين أنّ «القلوب مع أهل البيت والسيوف ضدّهم» . والحقيقة أنّ القلوب لو كانت مع أهل البيت عليهم السلام ، لما أمكن للسيوف أن تكون ضدّهم .
وتظهر المناهضة العمليّة لهذه الطائفة لأهل بيت الرسالة في أنّ ولاءهم لهذه الاُسرة لم يكن يتجاوز اللسان كما جاء في كلام الإمام الصادق عليه السلام ، وكما قال الإمام الحسين عليه السلام عندما سمع الفرزدق يقول : «السيوف مع بني اُمية» :
ما أراكَ إلّا صَدَقتَ ، النّاسُ عَبيدُ المالِ ، وَالدّينُ لَغوٌ عَلى ألسِنَتِهِم ، يَحوطونَهُ ما دَرَّت بِهِ معايِشُهُم ، فَإِذا مُحِّصوا بِالبَلاءِ قَلَّ الدَّيّانونَ . ۱

۳ . الشيعة من الطبقة الثالثة

كانت المجموعة الثالثة من محبّي أهل البيت عليهم السلام تتمثّل في الأشخاص الذين لم يكونوا يدافعون عن أهل البيت عليهم السلام في الظاهر والباطن مثل المجموعة الاُولى ، كما لم يكن حبّهم ظاهريّاً مثل المجموعة الثانية، و إنّما كانت هذه المجموعة تحبّ أهل البيت عليهم السلام حبّاً صادقاً ، ولكنّها لم تكن تجرؤ على إظهار ولائها لهم ، وهم حسب تعبير الإمام الصادق عليه السلام محبّون من النمط الأوسط ، وهذا هو نصّ حديث الإمام :
وَالطَّبَقَةُ الثالِثَةُ : النَّمَطُ الأَوسَطُ ، أحَبّونا فِي السِّرِّ وَلَم يُحِبّونا فِي العَلانِيَةِ .
ثمّ يقول عليه السلام في بيان خصائص المجموعة الثالثة :
وَلَعَمري لَئِن كانوا أحَبّونا فِي السرِّ دُونَ العَلانِيَةِ فَهُمُ الصَّوامونَ بِالنَّهارِ القَوّامونَ بِاللَّيلِ ، تَرى أثَرَ الرَّهبانِيَةَ في وُجوهِهِم ، أهلُ سِلمٍ وَانقِيادٍ . ۲

1.راجع : ص ۳۲۷ ح ۱۴۳۸ .

2.تحف العقول : ص ۳۲۵ ، بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۲۷۵ ح ۳۱ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
426

ويقول :
لَبِئسَ حُشّاشُ نارِ الحَربِ أنتُم . ۱
ويقول :
هَيهاتَ أن أطلُعَ بِكُم أسرارَ العَدلِ . ۲
ويقول :
لَو كَانَ لي مِنكُم عِصابَةٌ بِعَدَدِ أهِل بَدرٍ . ۳
ويقول :
اللَّهُمَّ إنّي قَد مَلَلتُهُم وَمَلّوني ، وَسَئِمتُهُم وَسَئِموني ۴ . ۵
و استناداً إلى بعض الروايات فقد كان الإمام الحسن عليه السلام يصفهم عند بيان حكمة صلحه مع معاوية قائلاً :
يَقولونَ لَنا إنَّ قُلُوبَهُم مَعَنا وَإِنَّ سُيوفَهُم لَمَشهورَةٌ عَلَينا ! ۶
ويقول الفرزدق في وصف هذه الطائفة من محبّي أهل البيت عليهم السلام عند لقائه الإمام الحسين عليه السلام :
القُلوبُ مَعَكَ ، وَالسُّيوفُ مَع بَني اُمَيَّةَ . ۷

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۲۵ ، الغارات : ج ۱ ص ۳۶ ، بحار الأنوار : ج ۳۴ ص ۴۹ ح ۹۱۰ - ۹۱۱ ، تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۹۰ .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۳۱ ، بحار الأنوار : ج ۳۴ ص ۱۱۰ ح ۹۴۹ .

3.الإرشاد : ج ۱ ص ۲۶۳ ، الاحتجاج : ج۱ ص ۴۰۸ ح ۸۸ ، بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۳۹۰ ح ۳۶۰

4.نهج البلاغة : الخطبة ۲۵ ،الإرشاد : ج ۱ ص ۲۸۲ ، بحار الأنوار : ج ۳۴ ص ۱۳۹ ح ۹۵۶ .

5.راجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام : ج ۳ ص ۶۹ (القسم السابع / الفصل الثالث / شكوى الإمام من عصيان الصحابة) وص ۱۹۳ (الفصل العاشر / بحث في جذور التخاذل و العوامل الجانبيّة) .

6.الاحتجاج : ج ۲ ص ۷۲ ح ۱۵۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۴۷ ، ح ۱۴ .

7.راجع : ص ۳۲۳ ح ۱۴۳۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4454
صفحه از 458
پرینت  ارسال به