415
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

وجاء في رواية اُخرى قوله :
لَأَن اُقتَلَ خارِجاً مِنها بِشِبرَينِ أحَبُّ إلَيَّ مِن أن اُقتَلَ خارِجاً مِنها بشِبرٍ . ۱
وخاطب ابن الزبير قائلاً :
لَأَن اُدفَنَ بِشاطِىِ?الفُراتِ أحَبُّ إلَيَّ مِن أن اُدفَنَ بِفِناءِ الكعبَة . ۲
وهذه الأقوال تعني أنّه سواء ذهب إلى الكوفة ، أم لم يذهب إليها فإنّه سيُقتل حتماً على يد عمّال يزيد ، وعلى هذا فإنّ عليه أن يختار مكاناً للشهادة كي يقدّم بدمه أكبر خدمة للإسلام ، ويوجّه أكبر ضربة إلى الحكومة الاُموية ، ومع حفظه على حرمة الحرم أيضاً ، ولم تكن تلك المنطقة سوى أرض العراق .
وبعبارة أوضح : إن لم يستطع الإمام الحسين عليه السلام أن يُمسك بزمام الحكم من خلال تعاون الناس معه ، فقد كان أمامه طريقان إزاء حكومة يزيد : إمّا أن يبايع يزيد رغم كلّ سلوكيّاته المنافية للإسلام ۳ ، أو يقتل . ولمّا كان الإمام يرى الطريق الأوّل على خلاف مصالح الإسلام ، فقد اختار الطريق الثاني . وعلى هذا الأساس فإنّ جميع القرائن كانت تدلّ على أنّه سيُقتل إن لم يبايع يزيد ، فضلاً عمّا كان قد سمعه من رسول اللّه صلى الله عليه و آله نفسه ومن الآخرين حول شهادته ، ولذلك فإنّ الذين كان يوصونه بعدم الذهاب إلى العراق ، كانوا يطلبون منه صراحة ، أو تلويحاً أن يبايع يزيد .
ولذلك فعندما طلب عبد اللّه بن عمر من الإمام بإصرار أن ينصرف عن السفر إلى العراق قائلاً :
فارجع معنا إلى المدينة ، وإن لم تحبّ أن تبايع فلا تبايع أبداً واقعد في منزلك .
أجابه الإمام عليه السلام :

1.راجع : ص ۲۹۲ ح ۱۳۸۲ .

2.راجع : ص ۲۸۸ ح ۱۳۷۳ .

3.راجع : ج ۲ ص ۳۷۶ (الفصل الأوّل / طلب البيعة من الإمام عليه السلام ) .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
414

وَكَفى ، وَإِن يَكُن ما لابُدَّ مِنهُ ، فَفَوزٌ وَشَهادَةٌ إن شاءَ اللّهُ . ۱
كما اكتفى بأجوبة إجماليّة ردّاً على بشر بن غالب ۲ وعبد اللّه بن مطيع وعمر بن عبد الرحمن والفرزدق ، وأمثالهم . ۳

۳ . الردّ على الخواصّ

وأمّا أجوبة الإمام عليه السلام على شخصيّات كبيرة مثل اُمّ سلمة وعبد اللّه بن جعفر ومحمّد بن الحنفية ، فقد كانت مختلفة تماماً عن أجوبته على الآخرين ، فقد كان يخبرهم بشهادته ، كما قال ردّاً على اُمّ سلمة :
إنّي واللّهِ مَقتولٌ كَذلِكَ ، وإن لَم أخرُج إلَى العِراقِ يَقتُلوني أيضاً . ۴
كما أجاب عبد اللّه بن جعفر قائلاً :
لَو كُنتُ في جُحرِ هامَةٍ مِن هَوامِّ الأَرضِ لَاستَخرَجوني وَيَقتلونّي . ۵
وقال أيضاً لعمرو بن لوذان :
وَاللّهِ، لا يَدَعوني حَتّى يَستَخرِجوا هذِهِ العَلَقَةَ مِن جَوفي . ۶
وكان ردّه على عبد اللّه بن عبّاس وابن الزبير شبيهاً بتلك الأجوبة ، فقد أجاب ابن عبّاس قائلاً :
لَأَن اُقتَلَ ـ وَاللّهِ ـ بِمَكانِ كَذا ، أحَبُّ إلَيَّ مِن أن اُستَحَلَّ بِمَكَّةَ . ۷

1.راجع : ص ۲۴۱ ح ۱۳۰۹ .

2.راجع : ص ۳۳۲ (الفصل السابع / لقاء بشر بن غالب في ذات عرق) .

3.راجع : ص ۲۳۳ (الفصل السادس / من أشار على الإمام عليه السلام بعدم التوجّه نحو العراق) .

4.راجع : ص ۲۳۸ ح ۱۳۰۴ .

5.راجع : ص ۲۴۳ ح ۱۳۱۱ .

6.راجع : ص ۲۶۳ ح ۱۳۴۵ .

7.راجع : ص ۲۴۵ ح ۱۳۱۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4496
صفحه از 458
پرینت  ارسال به