411
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

التي دعاه فيها أهل الكوفة للقدوم . ولو أنّ الإمام عليه السلام كان قد توجّه في مثل هذا الجوّ إلى منطقة اُخرى لإعلان الثورة ، وقُتل على يد عمّال الحكومة ، لاتّهم بعدم الحنكة السياسية .

سابعاً : منع الحكومة الاُموية الإمامَ عليه السلام من الذهاب إلى الكوفة

كان وصول الإمام الحسين عليه السلام إلى الكوفة يشكّل خطراً كبيراً على الاُمويّين ، ولذلك فقد بذل يزيد وعمّاله ـ قبل السيطرة الكاملة لابن زياد على الكوفة ـ كلّ جهدهم من أجل الحيلولة دون ذهاب الإمام إلى الكوفة ، حتّى إنّ يزيد مدّ يد العون إلى ابن عبّاس ۱ كي يمنع الإمام من الذهاب إلى الكوفة ، كما سعى عمرو بن سعيد ـ والي مكّة ـ لأن يحول دون ذهاب الإمام ، وأرسل مجموعة تمنع الإمام عليه السلام من مغادرة مكّة ، إلّا أنّ الإمام عليه السلام اتّجه إلى العراق بعد قتال يسير . ۲
وعلى هذا ، فقد كانت الكوفة من حيث الموقع الثقافي والسياسي والاجتماعي والعسكري والجغرافي أفضل منطقة لبدء الثورة ضدّ حكومة يزيد ، ولذلك يقول السيّد المرتضى رحمه الله في تحليل وقعة كربلاء :
إنّ أسباب الظفر بالأعداء كانت [ظاهرة ]لائحة متوجّهة ، وإنّ الاتّفاق عكس الأمر وقلبه حتّى تمّ فيه ما تمّ . ۳
ورغم أنّنا لا نؤيّد هذا الرأي ، إلّا أنّنا نعتبر الكوفة أفضل خيارٍ لتحقيق أهداف النهضة الحسينية للأسباب السابقة ، وسوف نسلّط الضوء أكثر على هذا الموضوع في القسم الثاني .

1.راجع : ص ۲۷۱ (الفصل السابع / جهود يزيد لصرف الإمام عليه السلام عن الخروج) .

2.راجع : ص ۳۱۰ (الفصل السابع / خيبة شرطة عمرو بن سعيد في منع الإمام عليه السلام عن الخروج) .

3.تنزيه الأنبياء : ص ۱۷۶ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۹۸ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
410

وجاء في رواية اُخرى عن الإمام الصادق عليه السلام :
إنَّ اللّهَ عَرَضَ وَلايَتَنا عَلى أهلِ الأَمصارِ فَلَم يَقبَلها إلّا أهلُ الكوفَةِ . ۱
وهناك روايات اُخرى أيضاً تؤيّد أنّ أنصار أهل البيت عليهم السلام في الكوفة كانوا أكثر من أيّ مدينة اُخرى ، رغم أنّ حبّ غالبيّتهم لم يبلغ حدّ الدفاع العملي والتضحية بالنفس ، ولكنّ أهل البيت لم يكن لهم في المدن الاُخرى هذا العدد من الموالين ، ولذلك فعندما أجبر ابن زياد أهل الكوفة على التوجّه إلى كربلاء ومحاربة الإمام عليه السلام فإنّ الكثير منهم هربوا أثناء الطريق ولم يشهدوا كربلاء . يقول البلاذري في هذا المجال :
وكان الرجل يبعث في ألف فلا يصل إلّا في ثلاثمئة أو أربعمئة وأقلّ من ذلك ؛ كراهةً منهم لهذا الوجه . ۲
ويقول ابن قتيبة :
كان ابن زياد إذا وجّه الرجل إلى قتال الحسين عليه السلام في الجمع الكثير ، يصلون إلى كربلاء ولم يبقَ منهم إلّا القليل ، كانوا يكرهون قتال الحسين عليه السلام فيرتدعون ويتخلّفون . ۳
وتدلّ المشاركة الواسعة لأهل الكوفة في ثورة التوّابين والثورات التي حدثت بعدها ، على أنّ قسماً كبيراً من أهل الكوفة لم يكونوا متواجدين في كربلاء .

سادساً : دعوة أهل الكوفة للإمام عليه السلام

لم يدعُ أحدٌ الإمامَ الحسين عليه السلام في جميع أرجاء العالم الإسلامي للثورة ضدّ حكومة يزيد سوى أهل الكوفة، ولذلك فقد كان من أجوبة الإمام على المعترضين ، ۴ الاستنادُ إلى الكتب

1.كامل الزيارات : ص ۳۱۳ ح ۵۳۰ ، بصائر الدرجات : ص ۷۶ ح ۱ ، بحار الأنوار : ج ۲۳ ص ۲۸۱ ح ۲۵ .

2.راجع : ج۴ ص۲۶ ح۱۵۳۴ .

3.راجع : ج ۴ ص ۲۶ ح ۱۵۳۳ .

4.راجع : ص ۲۳۹ (الفصل الأوّل : من أشار على الإمام عليه السلام بعدم التوجّه نحو العراق / بحير بن شداد) وص ۲۵۲ (عبداللّه بن مطيع) .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4519
صفحه از 458
پرینت  ارسال به