401
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

بالنصرة ، ولكنّهم لم يتركوا الدفاع عنه فحسب ، بل هبّوا لمحاربته ، وبذلك فإنّ الشيعة أنفسهم هم السبب الرئيس في مأساة عاشوراء؟
أم أنّ مفهوم «الشيعة» في ذلك العصر مفهوم يختلف عن المفهوم الحالي له ، وأنّ الأشخاص الذين خذلوا الإمام كان تشيّعهم له تشيّعا سياسياً واجتماعياً ، لا عقيدياً وحقيقياً؟
۳ . ماهي أسباب إقبال أهل الكوفة على النهضة الحسينية وإدبارهم عنها ؟ وماهي عوامل فشلها؟


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
400

و أهل بيته وأصحابه ، بل ويصرّح بها ، وذلك رغم منع الحكومة الاُموية له بشكل أكيد ، حيث كانت تمنعه عن السفر إلى الكوفة بشكل مباشر وغير مباشر ، وبعد أن رفض مقترحات البعض من المحبّين له ، الذين كانوا يلحّون عليه في أن ينثني عن عزمه ، مصوّرين له مخاطر هذا السفر ، إلّا أنّه استجاب لدعوة أهل الكوفة وسار إليها ، وقد أخبر في عدّة مواضع بشهادته وشهادة أهل بيته وأصحابه عند توجّهه إلى كربلاء . وعند انطلاقه من مكّة نحو العراق كتب إلى بني هاشم قائلاً :
مَن لَحِقَ بِيَ استُشهِدَ ، ومَن تَخَلَّفَ عَنّي لَم يَبلُغِ الفَتحَ . ۱
وتتبادر إلى الأذهان في هذا المجال عدّة تساؤلات لابدّ من إجابتها، وهي:
۱ . هل كان اختيار الكوفة كقاعدة للثورة ضدّ حكومة يزيد عملاً صحيحاً من الناحية السياسية ، وهل يثق سياسيّ كبير مثل الإمام عليه السلام بالكوفيّين رغم مواقفهم السابقة مع أبيه وأخيه الأكبر ، ويعتمد على وعودهم بالدفاع عنه في مقابل حكومة بني اُمية ، ليتّخذ من الكوفة قاعدة للنهضة ضدّ نظام الحكم؟
وبتعبير أكثر وضوحاً : ألم يكن الإمام عليه السلام يعلم بما كان الآخرون يقولونه بشأن المخاطر التي تكتنف سفره إلى الكوفة؟ وأخيراً ، ألم يكن الإمام عليه السلام يعلم أنّ الجوّ العامّ لتأييده والذي كان يسود هذه المدينة قبل قدوم ابن زياد إلى الكوفة هو جوٌّ مفتعلٌ ؟
۲ . هل كان جميع الذين وجّهوا الدعوة إلى الإمام الحسين عليه السلام من شيعته وأتباعه في
العقيدة حقّاً ، وهل كان الأمر كما ظنّ البعض ۲ من أنّه انخدع بشيعته الذين وعدوه

1.راجع : ص ۳۱۳ (كتاب الإمام عليه السلام إلى بني هاشم يخبرهم بالمستقبل) .

2.منهم عبداللّه بن عبدالعزيز في كتابه : «مَن قَتَل الحسين عليه السلام » حيث يقول فيه : إنّ أهل الكوفة هم الذين كتبوا إلى الحسين عليه السلام وطلبوا منه المجيء ، وما لبثوا أن خذلوا رسوله مسلم بن عقيل وغدروا به ، ثمّ جاء الدور على الحسين لينال منهم ما ناله مسلم بن عقيل ، وليس الحسين الوحيد الذي غدر به الشيعة ، بل غدروا قبله بأبيه وأخيه ، ثمّ من بعده أئمّة أهل البيت ـ رضي اللّه عنهم ـ (مَن قَتَل الحسين عليه السلام : ص ۱۱۸) .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8290
صفحه از 458
پرینت  ارسال به