399
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

تحليل حول تقييم سفر الإمام الحسين عليه السّلام إلى العراق وثورة الكوفة

بعد خروج الإمام الحسين عليه السلام من المدينة في الثالث من شعبان وحتّى الثامن من ذي الحجّة سنة ۶۰ للهجرة ، توقّف في مكّة حوالي أربعة أشهر وخمسة أيّام ، وبعد استلام كتاب مسلم بن عقيل عليه السلام من الكوفة والذي كان يفيد استعداد أهل الكوفة للدفاع عنه مقابل حكومة يزيد ، وكذلك بعد الإحساس بالخطر الأكيد من جانب عمّال السلطة في مراسم الحجّ ، غادر مكّة في الثامن من ذي الحجّة متّجهاً إلى الكوفة . وبعد أن قطع ركب الإمام عليه السلام حوالي ۲۸ منزلاً ، ووصل موضعاً يدعى «الشِّراف» ، على بعد مسافة تبلغ حوالي ۱۶۰ كيلومتراً عن الكوفة ۱ ، مال عن طريق الكوفة باتّجاه اليسار ؛ وذلك عند مشاهدته جيش الحرّ ، وواجه هذا الجيش في «ذو حَسَم» .
وعندما حال الحرّ دون سير ركب الإمام عليه السلام باتّجاه الكوفة أو عودته ، واصل الإمام عليه السلام و أصحابه مع جيش الحرّ طريقهم في اتّجاهٍ نصف دائري تقريباً ، ووصل ركب الإمام عليه السلام كربلاء أخيراً في الثاني من محرّم سنة ۶۱ للهجرة بعد اجتياز ۳۴ منزلاً و ۱۴۴۷ كيلومتراً ۲ خلال ۲۵ يوماً ، وكان الإمام وأصحابه في كربلاء من الثاني وحتّى العاشر من المحرّم ، حيث وقعت حادثة عاشوراء الأليمة .
واستناداً إلى الروايات المتقدّمة في هذا الفصل ، فقد قبل الإمام عليه السلام دعوة أهل الكوفة واتّجه إلى هذه المدينة ، ثمّ سار نحو كربلاء وهو يلوّح بشكل متكرّر بشهادته هو

1.راجع : الخريطة رقم ۳ في آخر هذه المجلّد .

2.راجع : الخريطة رقم ۳ في آخر هذا المجلّد .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
398

۱۵۰۸.الملهوف :وسارَ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى صارَ عَلى مَرحَلَتَينِ مِنَ الكوفَةِ ، فَإِذا بِالحُرِّ بنِ يَزيدَ في ألفِ فارِسٍ . فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : ألَنا أم عَلَينا ؟ فَقالَ : بَل عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللّهِ ، فَقالَ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ! ثُمَّ تَرادَّ القَولُ بَينَهُما ، حَتّى قالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : فَإِذا كُنتُم عَلى خِلافِ ما أتَتني بِهِ كُتُبُكُم ، وقَدِمَت بِهِ عَلَيَّ رُسُلُكُم ، فَإِنّي أرجِعُ إلَى المَوضِعِ الَّذي أتَيتُ مِنهُ ؛ فَمَنَعَهُ الحُرُّ وأصحابُهُ مِن ذلِكَ ، وقالَ : لا ، بَل خُذ يَابنَ رَسولِ اللّهِ طَريقا لا يُدخِلُكَ الكوفَةَ ، ولا يوصِلُكَ إلَى المَدينَةِ ، لِأَعتَذِرَ إلَى ابنِ زِيادٍ بِأَنَّكَ خالَفتَنِي الطَّريقَ . فَتَياسَرَ الحُسَينُ عليه السلام ، حَتّى وَصَلَ إلى عُذَيبِ الهِجاناتِ .
قالَ : فَوَرَدَ كِتابُ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ إلَى الحُرِّ يَلومُهُ في أمرِ الحُسَينِ عليه السلام ، ويَأمُرُهُ بِالتَّضييقِ عَلَيهِ . فَعَرَضَ لَهُ الحُرُّ وأصحابُهُ ، ومَنَعوهُ مِنَ المَسيرِ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : ألَم تَأمُرنا بِالعُدولِ عَنِ الطَّريقِ ؟
فَقالَ الحُرُّ : بَلى ، ولكِنَّ كِتابَ الأَميرِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ قَد وَصَلَ يَأمُرُني فيهِ بِالتَّضييقِ عَلَيكَ ، وقَد جَعَلَ عَلَيَّ عَينا يُطالِبُني بِذلِكَ . ۱

1.الملهوف : ص ۱۳۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4549
صفحه از 458
پرینت  ارسال به