خَفقَةً ، فَرَأَيتُ فارِسا عَلى فَرَسٍ وَقَفَ عَلَيَّ ، وقالَ : يا حُسَينُ ، إنَّكُم تُسرِعونَ وَالمَنايا تُسرِعُ بِكُم إلَى الجَنَّةِ . فَعَلِمتُ أنَّ أنفُسَنا نُعِيَت إلَينا .
فَقالَ لَهُ ابنُهُ عَلِيٌّ : يا أبَه ، أفَلَسنا عَلَى الحَقِّ ؟ قالَ : بَلى يا بُنَيَّ ، وَالَّذي إلَيهِ مَرجِعُ العِبادِ ، فَقالَ ابنُهُ عَلِيٌّ : إذَن لا نُبالي بِالمَوتِ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : جَزاكَ اللّهُ يا بُنَيَّ خَيرَ ماجَزى بِهِ وَلَدا عَن والِدِهِ . ۱
۷ / ۳۳
كِتابُ ابنِ زِيادٍ إلَى الحُرِّ يَأمُرُهُ بِتَضييقِ الأَمرِ عَلَى الإِمامِ عليه السلام
۱۵۰۵.تاريخ الطبري عن عقبة بن سمعان :فَلَمّا أصبَحَ [الحُسَينُ عليه السلام ] نَزَلَ فَصَلَّى الغَداةَ ، ثُمَّ عَجَّلَ الرُّكوبَ ، فَأَخَذَ يَتَياسَرُ بِأَصحابِهِ يُريدُ أن يُفَرِّقَهُم ، فَيَأتيهِ الحُرُّ بنُ يَزيدَ فَيَرُدُّهُم فَيَرُدُّهُ ، فَجَعَلَ إذا رَدَّهُم إلَى الكوفَةِ رَدّا شَديدا امتَنَعوا عَلَيهِ فَارتَفَعوا ، فَلَم يَزالوا يَتَسايَرونَ [الحُسَينُ عليه السلام وَالحُرُّ] حَتَّى انتَهَوا إلى نينَوى ؛ المَكانِ الَّذي نَزَلَ بِهِ الحُسَينُ عليه السلام .
قالَ : فَإِذا راكِبٌ عَلى نَجيبٍ لَهُ ، وعَلَيهِ السِّلاحُ ، مُتَنَكِّبٌ قَوسا ، مُقبِلٌ مِنَ الكوفَةِ ، فَوَقَفوا جَميعا يَنتَظِرونَهُ .
فَلَمَّا انتَهى إلَيهِم سَلَّمَ عَلَى الحُرِّ بنِ يَزيدَ وأصحابِهِ ، ولَم يُسَلِّم عَلَى الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ ، فَدَفَعَ إلَى الحُرِّ كِتابا مِن عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ فَإِذا فيهِ : أمّا بَعدُ ، فَجَعجِع بِالحُسَينِ حينَ يَبلُغُكَ كِتابي ، وَيقدَمُ عَلَيكَ رَسولي ، فَلا تُنزِلهُ إلّا بِالعَراءِ في غَيرِ حِصنٍ وعَلى غَيرِ ماءٍ ، وقَد أمَرتُ رَسولي أن يَلزَمَكَ ولا يُفارِقَكَ ، حَتّى يَأتِيَني