قَد أتَتني كُتُبُكُم ، وقَدِمَت عَلَيَّ رُسُلُكُم بِبَيعَتِكُم ؛ أنَّكُم لا تُسلِمونّي ولا تَخذُلونّي ، فَإِن تَمَّمتُم عَلى بَيعَتِكُم تُصيبوا رُشدَكُم ، فَأَنَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ ، وَابنُ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، نَفسي مَعَ أنفُسِكُم ، وأهلي مَعَ أهليكُم ، فَلَكُم فِيَّ اُسوَةٌ ، وإن لَم تَفعَلوا ونَقَضتُم عَهدَكُم ، وخَلَعتُم بَيعَتي مِن أعناقِكُم ، فَلَعَمري ما هِيَ لَكُم بِنُكرٍ ، لَقَد فَعَلتُموها بِأَبي وأخي وَابنِ عمّي مُسلِمٍ ، وَالمَغرورُ مَنِ اغتَرَّ بِكُم ، فَحَظَّكُم أخطَأتُم ، ونَصيبَكُم ضَيَّعتُم ، ومَن نَكَثَ ۱
فَإِنّما يَنكُثُ عَلى نَفسِهِ ، وسَيُغنِي اللّهُ عَنكُم ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ۲
. ۳
۱۴۹۱.الفتوح :أصبَحَ الحُسَينُ عليه السلام مِن وَراءِ عُذَيبِ الهِجاناتِ ۴
... فَقالَ لَهُ زُهَيرٌ : فَسِر بِنا حَتّى نَصيرَ بِكَربَلاءَ ؛ فَإِنَّها عَلى شاطِئِ الفُراتِ فَنَكونَ هُنالِكَ ، فَإِن قاتَلونا قاتَلناهُم وَاستَعَنّا بِاللّهِ عَلَيهِم .
قالَ : فَدَمِعَت عَينا الحُسَينِ عليه السلام ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ ، ثُمَّ اللّهُمَّ ، إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكَربِ وَالبَلاءِ .
قالَ : ونَزَلَ الحُسَينُ عليه السلام في مَوضِعِهِ ذلِكَ ، ونَزَلَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ حِذاءَهُ في ألفِ فارِسٍ ، ودَعَا الحُسَينُ عليه السلام بِدَواةٍ وبَياضٍ ، وكَتَبَ إلى أشرافِ الكوفَةِ مِمَّن كانَ يَظُنَّ أنَّهُ عَلى رَأيِهِ :
1.النَّكْثُ : نقضُ العهد (النهاية : ج۵ ص۱۱۴ «نكث») .
2.فيما يرتبط بخطب الإمام الحسين عليه السلام ، فإنّ ثمّة اختلاف يلاحظ أحيانا في مكان إلقائها أو المخاطبين بها . كما يوجد ثمّة تلفيق بين بعض المقاطع فيها أو التغيير لمواضعها . وفي الوقت الذي نحاول فيه الاقتصار في حالات الاختلاف في نقل الحادثة على موضع الحاجة خاصّة، فإنّا نعتمد في ترتيب الحوادث ما يذكره الطبري قدر المستطاع .
3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۲ نحوه .
4.وكما يلاحظ فإنّ الفتوح أورد ما ذكره الطبري بعنوان : خطبة الإمام في منزل البيضة ، على أنّه كتاب الإمام الذي بعثه إلى أشراف الكوفة قريبا من عذيب الهجانات .