373
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

الحَماماتِ ۱ ، فَنَزَلوا جَميعا ، وكُلُّ فَريقٍ مِنهُما عَلى غَلوَةٍ ۲ مِنَ الآخَرِ . ۳

۱۴۸۳.الإرشاد :سارَ الحُسَينُ عليه السلام وسارَ الحُرُّ في أصحابِهِ يُسايِرُهُ وهُوَ يَقولُ لَهُ : يا حُسَينُ ، إنّي اُذَكِّرُكَ اللّهَ في نَفسِكَ ؛ فَإِنّي أشهَدُ لَئِن قاتَلتَ لَتُقتَلَنَّ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أفَبِالمَوتِ تُخَوِّفُني ؟ وهَل يَعدو بِكُمُ الخَطبُ أن تَقتُلوني ؟ وسَأَقولُ كَما قالَ أخُو الأَوسِ لاِبنِ عَمِّهِ ، وهُوَ يُريدُ نُصرَةَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَخَوَّفَهُ ابنُ عَمِّهِ ، وقالَ : أينَ تَذهَبُ ، فَإِنَّكَ مَقتولٌ ؟! فَقالَ :

سَأَمضيفَما بِالمَوتِ عارٌ عَلَى الفَتىإذا ما نَوى حَقّا وجاهَدَ مُسلِما
وآسى الرِّجالَ الصّالِحينَ بِنَفسِهِوفارَقَ مَثبورا وباعَدَ مُجرِما
فَإِن عِشتُ لَم أندَم وإن مِتُّ لَم اُلَمكَفى بِكَ ذُلّاً أن تَعيشَ وتُرغَما
فَلَمّا سَمِعَ ذلِكَ الحُرُّ تَنَحّى عَنهُ ، فَكانَ يَسيرُ بِأَصحابِهِ ناحِيَةً ، وَالحُسَينُ عليه السلام في ناحِيَةٍ اُخرى ، حَتَّى انتَهَوا إلى عُذَيبِ الهِجاناتِ . ۴

۱۴۸۴.الأمالي للصدوق عن عبداللّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين] عليهم السلام :إنَّ الحُسَينَ عليه السلام قَد نَزَلَ الرُّهَيمَةَ ، فَأَسرى [ابنُ زيادٍ ]إلَيهِ الحُرَّ بنَ يَزيدَ في ألفِ فارِسٍ .
قالَ الحُرُّ : فَلَمّا خَرَجتُ مِن مَنزِلي مُتَوَجِّها نَحوَ الحُسَينِ عليه السلام نُوديتُ ثَلاثا : يا حُرُّ ! أبشِر بِالجَنَّةِ ، فَالتَفَتُّ فَلَم أرَ أحَدا ، فَقُلتُ : ثَكِلَتِ الحُرَّ اُمُّهُ ؛ يَخرُجُ إلى قِتالِ ابنِ

1.الصحيح : عذيب الهجانات ، كما في سائر المصادر .

2.الغَلْوَةُ : قَدْرُ رمية بسهم (النهاية : ج ۳ ص ۳۸۳ «غلا») .

3.الأخبار الطوال : ص ۲۴۸ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۲۲ .

4.الإرشاد : ج ۲ ص ۸۱ ، روضة الواعظين : ص ۱۹۸ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۹ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۷۸ ؛ تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۴ عن عقبة بن أبي العيزار ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۳ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۷۳ والأربعة الأخيرة نحوه .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
372

القَومِ ، ثُمَّ قالَ :
أيُّهَا النّاسُ ! مَعذِرَةً إلَى اللّهِ ، ثُمَّ إلَيكُم ، إنّي لَم آتِكُم حَتّى أتَتني كُتُبُكُم ، وقَدِمَت عَلَيَّ رُسُلُكُم ، فَإِن أعطَيتُموني ما أطمَئِنُّ إلَيهِ مِن عُهودِكُم ومَواثيقِكُم دَخَلنا مَعَكُم مِصرَكُم ، وإن تَكُنِ الاُخرى انصَرَفتُ مِن حَيثُ جِئتُ . فَاُسكِتَ القَومُ ، فَلَم يَرُدّوا عَلَيهِ .
حَتّى إذا جاءَ وَقتُ العَصرِ ، نادى مُؤَذِّنُ الحُسَينِ عليه السلام ثُمَّ أقامَ ، وتَقَدَّمَ الحُسَينُ عليه السلام ، فَصَلّى بِالفَريقَينِ ، ثُمَّ انفَتَلَ إلَيهِم ، فَأَعادَ مِثلَ القَولِ الأَوَّلِ ، فَقالَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ : وَاللّهِ ما نَدري ما هذِهِ الكُتُبُ الَّتي تَذكُرُ !
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : اِيتِني بِالخُرجَينِ اللَّذَينِ فيهِما كُتُبُهُم ، فَاُتِيَ بِخُرجَينِ مَملوءَينِ كُتُبا ، فَنُثِرَت بَينَ يَدَيِ الحُرِّ وأصحابِهِ ، فَقالَ لَهُ الحُرُّ : يا هذا ، لَسنا مِمَّن كَتَبَ إلَيكَ شَيئا مِن هذِهِ الكُتُبِ ، وقَد اُمِرنا ألّا نُفارِقَكَ إذا لَقيناكَ ، أو نَقدَمَ بِكَ الكوفَةَ عَلَى الأَميرِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : المَوتُ دونَ ذلِكَ . ثُمَّ أمَرَ بِأَثقالِهِ فَحُمِلَت ، وأمَرَ أصحابَهُ فَرَكِبوا ، ثُمَّ وَلّى وَجهَهُ مُنصَرِفا نَحوَ الحِجازِ ، فَحالَ القَومُ بَينَهُ وبَينَ ذلِكَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام لِلحُرِّ : مَا الَّذي تُريدُ ؟ قالَ : اُريدُ وَاللّهِ أن أنطَلِقَ بِكَ إلَى الأَميرِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ . قالَ الحُسَينُ عليه السلام : إذَن وَاللّه اُنابِذُكَ الحَربَ .
فَلَمّا كَثُرَ الجِدالُ بَينَهُما قالَ الحُرُّ : إنّي لَم اُؤمَر بِقِتالِكَ ، وإنَّما اُمِرتُ ألّا اُفارِقَكَ ، وقَد رَأَيتُ رَأيا فيهِ السَّلامَةُ مِن حَربِكَ ، وهُوَ أن تَجعَلَ بَيني وبَينَكَ طَريقا لا تُدخِلُكَ الكوفَةَ ، ولا تَرُدُّكَ إلَى الحِجازِ ، تَكونُ نَصَفا بَيني وبَينَكَ ، حَتّى يَأتِيَنا رَأيُ الأَميرِ .
قالَ الحُسَينُ عليه السلام : فَخُذ هاهُنا . فَأَخَذَ مُتَياسِرا مِن طَريقِ العُذَيبِ ، ومِن ذلِكَ المَكانِ إلَى العُذَيبِ ثَمانِيَةٌ وثَلاثونَ ميلاً . فَسارا جَميعا حَتَّى انتَهَوا إلى عُذَيبِ

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4641
صفحه از 458
پرینت  ارسال به