يَستَنصِرُكُم . فَأَمَرَ بِهِ عُبَيدُ اللّهِ ، فَطُرِحَ مِن فَوقِ القَصرِ فَماتَ .
ووَجَّهَ الحُصَينُ بنُ تَميمٍ الحُرَّ بنَ يَزيدَ اليَربوعِيَّ ـ مِن بَني رِياحٍ ـ في ألفٍ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، وقالَ : سايِرهُ ولا تَدَعهُ يَرجِعُ حَتّى يَدخُلَ الكوفَةَ ، وجَعجِع ۱ بِهِ ، فَفَعَلَ ذلِكَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ ، فَأَخَذَ الحُسَينُ عليه السلام طَريقَ العُذَيبِ حَتّى نَزَلَ الجَوفَ ، مَسقَطَ النَّجَفِ مِمّا يَلِي المِئَتَينِ ، فَنَزَلَ قَصرَ أبي مُقاتِلٍ . ۲
۷ / ۲۷
سَدُّ الحُرِّ الطَّريقَ عَلَى الإِمامِ عليه السلام
۱۴۷۹.تاريخ الطبري عن هشام عن أبي مخنف عن أبي جناب عن عديّ بن حرملة عن عبداللّه بن سليم والمذري بن المشمعلّ الأسديّين :ثُمَّ ساروا مِنها [أي مِن شَرافِ ]فَرَسَموا ۳ صَدرَ يَومِهِم حَتَّى انتَصَفَ النَّهارُ . ثُمَّ إنَّ رَجُلاً قالَ : اللّهُ أكبَرُ ! فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : اللّهُ أكبَرُ ، ما كَبَّرتَ ؟
قالَ : رَأَيتُ النَّخلَ ، فَقالَ لَهُ الأَسَدِيّانِ : إنَّ هذَا المَكانَ ما رَأَينا بِهِ نَخلَةً قَطُّ ، قالا : فَقالَ لَنَا الحُسَينُ عليه السلام : فَما تَرَيانِهِ رَأى ؟ قُلنا : نَراهُ رَأى هَوادِيَ الخَيلِ ۴ ، فَقالَ : وأنَا وَاللّهِ أرى ذلِكَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أما لَنا مَلجَأٌ نَلجَأٌ إلَيهِ نَجعَلُهُ في ظُهورِنا ، ونَستَقبِلُ القَومَ مِن وَجهٍ واحِدٍ ؟ فَقُلنا لَهُ : بَلى ، هذا ذو حُسُمٍ إلى جَنبِكَ ، تَميلُ إلَيهِ عَن يَسارِكَ ، فَإِن
1.جَعْجِعْ به : أي ضيّق عليه المكانَ (النهاية : ج ۱ ص ۲۷۵ «جعجع») .
2.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۳ .
3.يرسُمون نحوه : أي يذهبون إليه سرعا . والرَّسيم : ضربٌ من السير سريع يؤثّر في الأرض (النهاية : ج ۲ ص ۲۲۴ «رسم») .
4.هَوادي الخيل : يعني أوائلها ، والهادي والهادية : العُنُق (النهاية : ج ۵ ص ۲۵۵ «هدا») .