مِن أمرِهِ ، وخِذلانِ أهلِ الكوفَةِ إيّاهُ ، بَعدَ أن بايَعوهُ ، وقَد كانَ مُسلِمٌ سَأَلَ مُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ ذلِكَ .
فَلَمّا قَرَأَ الكِتابَ استَيقَنَ بِصِحَّةِ الخَبَرِ ، وأفظَعَهُ قَتلُ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ وهانِئِ بنِ عُروَةَ ، ثُمَّ أخبَرَهُ الرَّسولُ بِقَتلِ قَيسِ بنِ مُسهِرٍ رَسولِهِ الَّذي وَجَّهَهُ مِن بَطنِ الرُّمَّةِ .
وقَد كانَ صَحِبَهُ قَومٌ مِن مَنازِلِ الطَّريقِ ، فَلَمّا سَمِعوا خَبَرَ مُسلِمٍ ، وقَد كانوا ظَنّوا أنَّهُ يَقدَمُ عَلى أنصارٍ وعَضُدٍ ، تَفَرَّقوا عَنهُ ، ولَم يَبقَ مَعَهُ إلّا خاصَّتُهُ . ۱
۱۴۶۳.أنساب الأشراف :لَقِيَ الحُسَينَ عليه السلام ومَن مَعَهُ رَجُلٌ يُقالُ لَهُ : بَكرُ بنُ المُعنِقةِ بنِ رُودٍ ، فَأَخبَرَهُم بِمَقتَلِ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ وهانِئٍ ، وقالَ : رَأَيتُهُما يُجَرّانِ بِأَرجُلِهِما فِي السّوقِ ، فَطَلَبَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام فِي الاِنصِرافِ ، فَوَثَبَ بَنو عَقيلٍ فَقالوا : وَاللّهِ لا نَنصَرِفُ حَتّى نُدرِكَ ثَأرَنا ، أو نَذوقَ ماذاقَ أخونا .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : ماخَيرٌ فِي العَيشِ بَعدَ هؤُلاءِ . فَعُلِمَ أنَّهُ قَد عَزَمَ رَأيَهُ عَلَى المَسيرِ ، فَقالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ سُلَيمٍ وَالمَدَرِيُّ بنُ الشِّمعَلِ الأَسَدِيّانِ : خارَ اللّهُ لَكَ ، فَقالَ : رَحِمَكُمَا اللّهُ . ۲
۱۴۶۴.الفتوح :بَلَغَ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام بِأَنَّ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ قَد قُتِلَ ، وذلِكَ أنَّهُ قَدِمَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن أهلِ الكوفَةِ ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : مِن أينَ أقبَلتَ ؟
فَقالَ : مِنَ الكوفَةِ ، وما خَرَجتُ مِنها حَتّى نَظَرتُ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ وهانِئَ بنَ عُروَةَ المَذحِجِيَّ ـ رَحِمَهُمَا اللّهُ ـ قَتيلَينِ مَصلوبَينِ مُنَكَّسَينِ في سوقِ القَصّابينَ ، وقَد وُجِّهَ بِرَأسَيهِما إلى يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ .