الكِتابَ إلَيهِ .
ثُمَّ لَم يُمسِ الحُسَينُ عليه السلام يَومَهُ ذلِكَ حَتّى وَرَدَ عَلَيهِ بِشرُ بنُ مُسهِرٍ الصَّيداوِيُّ وعَبدُ الرَّحمنِ بنُ عُبَيدٍ الأَرحَبِيُّ ، ومَعَهُما خَمسونَ كِتابا مِن أشرافِ أهلِ الكوفَةِ ورُؤَسائِها ، كُلُّ كِتابٍ مِنها مِنَ الرَّجُلَينِ وَالثَّلاثَةِ وَالأَربَعَةِ بِمِثلِ ذلِكَ .
فَلَمّا أصبَحَ وافاهُ هانِئُ بن هانِئٍ السَّبيعِيُّ وسَعيدُ بنُ عَبدِ اللّهِ الخَثعَمِيُّ ، ومَعَهُما أيضا نَحوٌ مِن خَمسينَ كِتابا .
فَلَمّا أمسى أيضا ذلِكَ اليَومَ وَرَدَ عَلَيهِ سَعيدُ بنُ عَبدِ اللّهِ الثَّقَفِيُّ ، وَمَعَهُ كِتابٌ واحِدٌ مِن شَبَثِ بنِ رِبِعيٍّ ، وحَجّارِ بنِ أبجَرَ ، ويَزيدَ بنِ الحارِثِ ، وعَزرَةَ بنِ قَيسٍ ، وعَمرِو بنِ الحَجّاجِ ، ومُحَمَّدِ بنِ عُمَيرِ بنِ عُطارِدٍ ، وكانَ هؤُلاءِ الرُّؤَساءَ مِن أهلِ الكوفَةِ ، فَتَتابَعَت عَلَيهِ في أيّامٍ رُسُلُ أهلِ الكوفَةِ ، ومِنَ الكُتُبِ ما مَلأََ مِنهُ خُرجَينِ. ۱
۱۰۰۹.الفخريّ :لَمَّا استَقَرَّ [الحُسَينُ عليه السلام ] بِمَكَّةَ اتَّصَلَ بِأَهلِ الكوفَةِ تَأَبّيهِ مِن بَيعَةِ يَزيدَ ، وكانوا يَكرَهونَ بَني اُمَيَّةَ خُصوصا يَزيدَ ؛ لِقُبحِ سيرَتِهِ ومُجاهَرَتِهِ بِالمَعاصي ، وَاشتِهارِهِ بِالقَبائِحِ .
فَراسَلُوا الحُسَينَ عليه السلام وكَتَبوا إلَيهِ الكُتُبَ يَدعونَهُ إلى قُدومِ الكوفَةِ ، ويَبذُلونَ لَهُ النُّصرَةَ عَلى بني اُمَيَّةَ ، وَاجتَمَعوا وتَحالَفوا عَلى ذلِكَ ، وتابَعُوا الكُتُبَ إلَيهِ في هذَا المَعنى. ۲
۱۰۱۰.تذكرة الخواصّ عن الواقدي :لَمَّا استَقَرَّ الحُسَينُ عليه السلام بِمَكَّةِ وعَلِمَ بِهِ أهلُ الكوفَةِ ، كَتَبوا إلَيهِ يَقولونَ : إنّا قَد حَبَسنا أنفُسَنا عَلَيكَ ، ولَسنا نَحضُرُ الصَّلاةَ مَعَ الوُلاةِ ، فَاقدَم عَلَينا فَنَحنُ في مِئَةِ ألفٍ ، فَقَد فَشا فينَا الجَورُ ، وعُمِلَ فينا بِغَيرِ كِتابِ اللّهِ وسُنَّةِ نَبِيَّهِ ،