33
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

الكِتابَ إلَيهِ .
ثُمَّ لَم يُمسِ الحُسَينُ عليه السلام يَومَهُ ذلِكَ حَتّى وَرَدَ عَلَيهِ بِشرُ بنُ مُسهِرٍ الصَّيداوِيُّ وعَبدُ الرَّحمنِ بنُ عُبَيدٍ الأَرحَبِيُّ ، ومَعَهُما خَمسونَ كِتابا مِن أشرافِ أهلِ الكوفَةِ ورُؤَسائِها ، كُلُّ كِتابٍ مِنها مِنَ الرَّجُلَينِ وَالثَّلاثَةِ وَالأَربَعَةِ بِمِثلِ ذلِكَ .
فَلَمّا أصبَحَ وافاهُ هانِئُ بن هانِئٍ السَّبيعِيُّ وسَعيدُ بنُ عَبدِ اللّهِ الخَثعَمِيُّ ، ومَعَهُما أيضا نَحوٌ مِن خَمسينَ كِتابا .
فَلَمّا أمسى أيضا ذلِكَ اليَومَ وَرَدَ عَلَيهِ سَعيدُ بنُ عَبدِ اللّهِ الثَّقَفِيُّ ، وَمَعَهُ كِتابٌ واحِدٌ مِن شَبَثِ بنِ رِبِعيٍّ ، وحَجّارِ بنِ أبجَرَ ، ويَزيدَ بنِ الحارِثِ ، وعَزرَةَ بنِ قَيسٍ ، وعَمرِو بنِ الحَجّاجِ ، ومُحَمَّدِ بنِ عُمَيرِ بنِ عُطارِدٍ ، وكانَ هؤُلاءِ الرُّؤَساءَ مِن أهلِ الكوفَةِ ، فَتَتابَعَت عَلَيهِ في أيّامٍ رُسُلُ أهلِ الكوفَةِ ، ومِنَ الكُتُبِ ما مَلأََ مِنهُ خُرجَينِ. ۱

۱۰۰۹.الفخريّ :لَمَّا استَقَرَّ [الحُسَينُ عليه السلام ] بِمَكَّةَ اتَّصَلَ بِأَهلِ الكوفَةِ تَأَبّيهِ مِن بَيعَةِ يَزيدَ ، وكانوا يَكرَهونَ بَني اُمَيَّةَ خُصوصا يَزيدَ ؛ لِقُبحِ سيرَتِهِ ومُجاهَرَتِهِ بِالمَعاصي ، وَاشتِهارِهِ بِالقَبائِحِ .
فَراسَلُوا الحُسَينَ عليه السلام وكَتَبوا إلَيهِ الكُتُبَ يَدعونَهُ إلى قُدومِ الكوفَةِ ، ويَبذُلونَ لَهُ النُّصرَةَ عَلى بني اُمَيَّةَ ، وَاجتَمَعوا وتَحالَفوا عَلى ذلِكَ ، وتابَعُوا الكُتُبَ إلَيهِ في هذَا المَعنى. ۲

۱۰۱۰.تذكرة الخواصّ عن الواقدي :لَمَّا استَقَرَّ الحُسَينُ عليه السلام بِمَكَّةِ وعَلِمَ بِهِ أهلُ الكوفَةِ ، كَتَبوا إلَيهِ يَقولونَ : إنّا قَد حَبَسنا أنفُسَنا عَلَيكَ ، ولَسنا نَحضُرُ الصَّلاةَ مَعَ الوُلاةِ ، فَاقدَم عَلَينا فَنَحنُ في مِئَةِ ألفٍ ، فَقَد فَشا فينَا الجَورُ ، وعُمِلَ فينا بِغَيرِ كِتابِ اللّهِ وسُنَّةِ نَبِيَّهِ ،

1.الأخبار الطوال : ص ۲۲۹ .

2.الفخري : ص ۱۱۴ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
32

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
لِلحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ مِن شيعَتِهِ وشيعَةِ أبيهِ . أمّا بَعدُ ، فَحَيَّهَلا فَإِنَّ النّاسَ مُنتَظِرونَ لا رَأيَ لَهُم في غَيرِكَ ، فَالعَجَلَ العَجَلَ يَابنَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ! قَدِ اخضَرَّتِ الجَنّاتُ ، وَأينَعَتِ الثِّمارُ ، وأعشَبَتِ الأَرضُ ، وأورَقَتِ الأَشجارُ ، فَاقدَم إذا شِئتَ فَإِنَّما تَقدَمُ إلى جُندٍ لَكَ مُجَنَّدٍ ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ وَرحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ وعَلى أبيكَ مِن قَبلِكَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام لِهانِئٍ وَسعيدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحَنَفِيِّ : خَبِّراني مَنِ اجتَمَعَ عَلى هذَا الكِتابِ الَّذي كُتِبَ مَعَكُما إلَيَّ ؟ فَقالا : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، اجتَمَعَ عَلَيهِ شَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ ، وحَجّارُ بنُ أبجَرَ ، ويَزيدُ بنُ الحارِثِ ، ويَزيدُ بنُ رُوَيمٍ ، وعُروَةُ بنُ قَيسٍ ، وعَمرُو بنُ الحَجّاجِ ، ومُحَمَّدُ بنُ عُمَيرِ بنِ عُطارِدٍ .
قالَ : فَعِندَها قامَ الحُسَينُ ، فَتَطَهَّرَ وصَلّى رَكعَتَينِ بَينَ الرُّكنِ وَالمَقامِ ، ثُمَّ انفَتَلَ مِن صَلاتِهِ وسَأَلَ رَبَّهُ الخَيرَ فيما كَتَبَ إلَيهِ أهلُ الكوفَةِ ، ثُمَّ جَمَعَ الرُّسُلَ فَقالَ لَهُم : إنّي رَأَيتُ جَدّي رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله في مَنامي ، وقَد أمَرَني بِأَمرٍ وأنَا ماضٍ لأَِمرِهِ ، فَعَزَمَ اللّهُ لي بِالخَيرِ ، إنَّهُ وَلِيُّ ذلِكَ وَالقادِرُ عَلَيهِ إن شاءَ اللّهُ تَعالى . ۱

۱۰۰۸.الأخبار الطوال :لَمّا بَلَغَ أهلَ الكوفَةِ وَفاةُ مُعاوِيَةَ وخُروجُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام إلى مَكَّةَ ، اجتَمَعَ جَماعَةٌ مِنَ الشّيعَةِ في مَنزِلِ سُلَيمانَ بنِ صُرَدٍ ، وَاتَّفَقوا عَلى أن يَكتُبوا إلَى الحُسَينِ عليه السلام يَسأَلونَهُ القُدومَ عَلَيهِم ، لِيُسَلِّمُوا الأَمرَ إلَيهِ ويَطرِدُوا النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ ، فَكَتَبوا إلَيهِ بِذلِكَ ، ثُمَّ وَجَّهوا بِالكِتابِ مَعَ عُبَيدِ اللّهِ بنِ سُبَيعٍ الهَمدانِيِّ وعَبدِ اللّهِ بنِ وَدّاكٍ السُلَمِيِّ ، فَوافُوا الحُسَينَ عليه السلام بِمَكَّةَ لِعَشرٍ خَلَونَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، فَأَوصَلُوا

1.الفتوح : ج ۵ ص ۲۷ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۹۳ ؛ الملهوف : ص ۱۰۲ وزاد فيه : «فورد عليه في يوم واحد ستّمئة كتاب ، وتواترت الكتب حتّى اجتمع عنده منها في نوب متفرّقة اثني عشر ألف كتاب» بعد «فلا يجيبهم» وكلاهما نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8159
صفحه از 458
پرینت  ارسال به