مُعاوِيَةَ ، عَلَيها وَرسٌ وحُلَلٌ كَثيرَةٌ ، فَأَخَذَهَا الحُسَينُ عليه السلام وَانطَلَقَ بِها ، وَاستَأجَرَ أصحابَ الجِمالِ عَلَيها إلَى الكوفَةِ ، ودَفَعَ إلَيهِم اُجرَتَهُم . ۱
۱۴۲۷.الملهوف :سارَ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى مَرَّ بِالتَّنعيمِ ، فَلَقِيَ هُناكَ عيرا تَحمِلُ هَدِيَّةً قَد بَعَثَ بِها بَحيرُ بنُ رَيسانَ الحِميَرِيُّ ـ عامِلُ اليَمَنِ ـ إلى يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، فَأَخَذَ عليه السلام الهَدِيَّةَ ، لِأَنَّ حُكمَ اُمورِ المُسلِمينَ إلَيهِ ، ثُمَّ قالَ لِأَصحابِ الجِمالِ :
مَن أحَبَّ أن يَنطَلِقَ مَعَنا إلَى العِراقِ ، وَفَّيناهُ كِراهُ وأحسَنّا صُحبَتَهُ ، ومَن أحَبَّ أن يُفارِقَنا ، أعطَيناهُ كِراهُ بِقَدرِ ما قَطَعَ مِنَ الطَّريقِ . فَمَضى مَعَهُ قَومٌ وَامتَنَعَ آخَرونَ . ۲
۷ / ۱۳
اِمتِناعُ الإِمامِ عليه السلام عن قَبولِ أمانِ عَمرِو بنِ سَعيدٍ
۱۴۲۸.تاريخ الطبري عن الحارث بن كعب الواليّ عن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب [زين العابدين] عليه السلام :لَمّا خَرَجنا مِن مَكَّةَ ، كَتَبَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرِ بنِ أبيطالِبٍ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام مَعَ ابنَيهِ عَونٍ ومُحَمَّدٍ : أمّا بَعدُ ، فَإِنّي أسأَلُكَ بِاللّهِ لَمَّا انصَرَفتَ حينَ تَنظُرُ في كِتابي ، فَإِنّي مُشفِقٌ عَلَيكَ مِنَ الوَجهِ الَّذي تَوَجَّهُ لَهُ أن يَكونَ فيهِ هَلاكُكَ وَاستِئصالُ أهلِ بَيتِكَ ، إن هَلَكتَ اليَومَ طَفِئَ نورُ الأَرضِ ، فَإِنَّكَ عَلَمُ المُهتَدينَ ، ورَجاءُ المُؤمِنينَ ، فَلا تَعَجَّل بِالسَّيرِ فَإِنّي في أثَرِ الكِتابِ ، وَالسَّلامُ .
قالَ : وقامَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ إلى عَمرِو بنِ سَعيدِ بنِ العاصِ فَكَلَّمَهُ ، وقالَ : اُكتُب إلَى الحُسَينِ كِتابا تَجَعلُ لَهُ فيهِ الأَمانَ ، وتُمَنّيهِ فيهِ البِرَّ وَالصِّلَةَ ، وتوثِقُ لَهُ في كِتابِكَ ، وتَسأَلُهُ الرُّجوعَ ، لَعَلَّهُ يَطمَئِنُّ إلى ذلِكَ فَيَرجِعَ .