305
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

إنَّ المُتَمَتِّعَ مُرتَبِطٌ بِالحَجِّ ، وَالمُعتَمِرُ إذا فَرَغَ مِنها ذَهَبَ حَيثُ شاءَ ، وقَدِ اعتَمَرَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام في ذِي الحِجَّةِ ثُمَّ راحَ يَومَ التَّروِيَةِ إلَى العِراقِ ، وَالنّاسُ يَروحونَ إلى مِنى ، ولا بَأسَ بِالعُمرَةِ في ذي الحِجَّةِ لِمَن لا يُريدُ الحَجَّ . ۱
ثانياً : لا يصحّ من الناحية الفقهية تغيير إحرام الحجّ إلى العمرة ، والشخص المحرم بإحرام الحجّ يخرج من الإحرام بالتضحية إذا ما منعه شيء منه . ۲ ولا يتغيّر حجّه إلى العمرة ، ولذلك يقول الفقيه الكبير آية اللّه السيّد محسن الحكيم في هذا المجال :
وأمّا ما في بعض كتب المقاتل من أنّه جعل عمرتَه عمرةً مفردة ممّا يظهر منه أنّها كانت عمرة تمتّع وعدل بها إلى الإفراد ، فليس ممّا يصحّ التعويل عليه في مقابل الأخبار المذكورة الّتي رواها أهل البيت عليهم السلام . ۳
ومن البديهي أنّه لو كان هناك دليل يمكن الاعتماد عليه على أنّ الإمام كان قد أبدل حجّه إلى عمرة ، لَما أفتى الفقهاء بخلافه ، وعلى هذا ـ وكما سبقت الإشارة ـ فإنّنا لا نفتقد الدليل على هذا المعنى وحسب ، بل إنّ الدليل يُثبت خلاف ذلك .

1.الكافي : ج ۴ ص ۵۳۵ ح ۴ ، تهذيب الأحكام : ج ۵ ص ۴۳۷ ح ۱۵۱۹ وراجع : ص ۴۳۶ ح ۱۵۱۶ والكافي : ج ۴ ص ۵۳۵ ح ۳ .

2.راجع : تهذيب الأحكام : ج ۱۲ ص ۳۴۹ وتقريرات الحجّ للگلپايگاني : ج ۱ ص ۵۸ و كتاب الحجّ للداماد : ج ۱ ص ۳۳۳ .

3.مستمسك العروة الوثقى : ج ۱۱ ص ۱۹۲ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
304

المصدر الرئيس لهذه الشهرة هو ما ذكره بعض أرباب المقاتل وأصحاب السير ، ۱ ومن جملتهم العلّامة المجلسي رحمه الله ، حيث قال في بيان سبب خروج الإمام من المدينة إلى مكّة ، ومن مكّة في موسم الحجّ :
إنّه قد ظهر لك من الأخبار السابقة أنّه عليه السلام هرب من المدينة ـ خوفا من القتل ـ إلى مكّة ، وكذا خرج من مكّة بعدما غلب على ظنّه أنّهم يريدون غيلته وقتله ، حتّى لم يتيسّر له ـ فداه نفسي وأبي واُمّي وولدي ـ أن يتمّ حجّه ، فتحلّل وخرج منها خائفاً يترقّب ، وقد كانوا لعنهم اللّه ضيّقوا عليه جميع الأقطار ، ولم يتركوا له موضعاً للفرار .
ولقد رأيت في بعض الكتب المعتبرة أنّ يزيد أنفذ عمرو بن سعيد بن العاص في عسكر عظيم وولّاه أمر الموسم وأمّره على الحاجّ كلّهم ، وكان قد أوصاه بقبض الحسين عليه السلام سرّا ، وإن لم يتمكّن منه بقتله غيلة ، ثم إنّه دسّ مع الحاجّ في تلك السنة ثلاثين رجلاً من شياطين بني اُمية ، وأمرهم بقتل الحسين عليه السلام على أيّ حالٍ اتّفقَ ، فلمّا علم الحسين عليه السلام بذلك حلّ من إحرام الحجّ ، وجعلها عمرةً مفردةً . ۲
ولكنّ هذا الكلام لا يمكن الأخذ به للأسباب التالية :
أوّلاً : إنّ رواية معاوية بن عمّار ، وكذلك إبراهيم بن عمير اليماني ـ المعتبرتان من حيث السند ـ تدلّان بوضوح على أنّ عمرة الإمام الحسين عليه السلام كانت عمرة مفردة لا عمرة تمتّع ، وعلى هذا فإنّ الإمام عليه السلام لم يكن محرماً أساساً عند خروجه من مكّة ، ولم يكن يواجه مشكلة من هذه الناحية ، ويفيد نصّ رواية معاوية بن عمار بأنّه سأل الإمام الصادق عليه السلام :
من أين افترق المتمتّع والمعتمر ؟ فقال :

1.في الإرشاد : لمّا أراد الحسين عليه السلام التوجّه إلى العراق ، طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة ، وأحلّ من إحرامه وجعلها عمرة ؛ لأنّه لم يتمكّن من تمام الحجّ (راجع : الإرشاد : ج ۲ ص ۶۷ و إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۵ و روضة الواعظين : ص ۱۹۶ و مثير الأحزان : ص ۳۸ و ص ۴۰) .

2.بحار الأنوار : ج۴۵ ص ۹۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8088
صفحه از 458
پرینت  ارسال به