إنَّها لَحُرَمَةُ الإِسلامِ تُنتَهَكُ ، وحُرمَةُ قُرَيشٍ ، وحُرمَةُ العَرَبِ ، فَلا تَفعَل ، ولا تَأتِ الكوفَةَ ، ولا تَعرِض لِبَني اُمَيَّةَ .
قالَ : فَأَبى إلّا أن يَمضِيَ ، قالَ : فَأَقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى كانَ بِالماءِ فَوقَ زَرودَ ۱ . ۲
۱۳۳۶.الإرشاد :ثُمَّ أقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام مِنَ الحاجِزِ يَسيرُ نَحوَ الكوفَةِ ، فَانتَهى إلى ماءٍ مِن مِياهِ العَرَبِ ، فَإِذا عَلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ مُطيعٍ العَدَوِيُّ ، وهُوَ نازِلٌ بِهِ ، فَلَمّا رَأَى الحُسَينَ عليه السلام قامَ إلَيهِ فَقالَ : بِأَبي أنتَ واُمّي يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، ما أقدَمَكَ ؟ وَاحتَمَلَهُ وأنزَلَهُ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : كانَ مِن مَوتِ مُعاوِيَةَ ما قَد بَلَغَكَ ، فَكَتَبَ إلَيَّ أهلُ العِراقِ يَدعونَني إلى أنفُسِهِم .
فَقالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ مُطيعٍ : اُذَكِّرُكَ اللّهَ ـ يَابنَ رَسولِ اللّهِ ـ وحُرمَةَ الإِسلامِ أن تُنتَهَكَ ، أنشُدُكَ اللّهَ في حُرمَةِ قُرَيشٍ ، أنشُدُكَ اللّهَ في حُرمَةِ العَرَبِ ! فَوَاللّهِ لَئِن طَلَبتَ ما في أيدي بَني اُمَيَّةَ لَيَقتُلُنَّكَ ، ولَئِن قَتَلوكَ لا يَهابوا بَعدَكَ أحَدا أبَدا ، وَاللّهِ إنَّها لَحُرمَةُ الإِسلامِ تُنتَهَكُ ، وحُرمَةُ قُرَيشٍ ، وحُرمَةُ العَرَبِ ، فَلا تَفعَل ، ولا تَأتِ الكوفَةَ ، ولا تُعَرِّض نَفسَكَ لِبَني اُمَيَّةَ ؛ فَأَبَى الحُسَينُ عليه السلام إلّا أن يَمضِيَ . ۳
۱۳۳۷.الأخبار الطوال :سارَ الحُسَينُ عليه السلام مِن بَطنِ الرُّمَّةِ ۴ ، فَلَقِيَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ مُطيعٍ ، وهُوَ مُنصَرِفٌ مِنَ العِراقِ ، فَسَلَّمَ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام ، وقالَ لَهُ :
بِأَبي أنتَ واُمّي يَابنَ رَسولِ اللّهِ ! ما أخرَجَكَ مِن حَرَمِ اللّهِ وحَرَمِ جَدِّكَ ؟
1.زَرُود : رمال بين الثعلبيّة والخزيميّة بطريق الحجّ من الكوفة (معجم البلدان : ج ۳ ص ۱۳۹) وراجع: الخريطة رقم ۳ في آخر هذا المجلّد .
2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۵ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۸ ، الفصول المهمّة : ص ۱۸۶ نحوه وزاد فيه «قريب من الحاجز» بعد «إلى ماء» وفيه «أتى الثعلبيّة» بدل «فوق زرود» .
3.الإرشاد : ج ۲ ص ۷۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۷۰ .
4.بَطنُ الرُّمّة : منزل لأهل البصرة إذا أرادوا المدينة ، بها يجتمع أهل الكوفة والبصرة (معجم البلدان : ج ۳ ص ۷۲) وراجع: الخريطة رقم ۳ في آخر هذا المجلّد .