هَلَكتَ لَنُستَرَقَّنَّ بَعدَكَ . فَأقبَلَ حَتّى نَزَلَ مَكَّةَ . ۱
۱۳۲۸.أنساب الأشراف :شَخَصَ [الحُسَينُ عليه السلام ] إلى مَكَّةَ ، فَلَقِيَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ مُطيعٍ العَدَوِيُّ مِن قُرَيشٍ ، فَقالَ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ أينَ تُريدُ ؟ قالَ : أمَّا الآنَ فاُريدُ مَكَّةَ ، وأمّا بَعدَ أن آتِيَ مَكَّةَ فَإِنّي أستَخيرُ اللّهَ .
فَقالَ : خارَ اللّهُ لَكَ يَابنَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ ، وجَعَلَني فِداكَ ! فَإِذا أتَيتَ مَكَّةَ فَاتَّقِ اللّهَ ولا تَأتِ الكوفَةَ ؛ فَإِنَّها بَلدَةٌ مَشؤومَةٌ ، بِها قُتِلَ أبوكَ وطُعِنَ أخوكَ ، وأنا أرى أن تَأتِيَ الحَرَمَ فَتَلزَمَهُ ، فَإِنَّكَ سَيِّدُ العَرَبِ ، ولَن يَعدِلَ أهلُ الحِجازِ بِكَ أحَدا ، ووَاللّهِ لَئِن هَلَكتَ لَنُستَرَقَّنَّ بَعدَكَ .
ويُقالُ : إنَّهُ كانَ لَقِيَهُ عَلى ماءٍ في طَريقِهِ حينَ تَوَجَّهَ إلَى الكوفَةِ مِن مَكَّةَ ، فَقالَ لَهُ : إنّي أرى لَكَ أن تَرجِعَ إلَى الحَرَمِ فَتَلزَمَهُ ، ولا تأتِيَ الكوفَةَ . ۲
۱۳۲۹.الأخبار الطوال :جَعَلَ الحُسَينُ عليه السلام يَطوِي المَنازِلَ ، فَاستَقبَلَهُ عَبدُاللّهِ بنُ مُطيعٍ ، وهُوَ مُنصَرِفٌ مِن مَكَّةَ يُريدُ المَدينَةَ ، فَقالَ لَهُ : أينَ تُريدُ ؟ قالَ الحُسَينُ عليه السلام : أمَّا الآنَ فَمَكَّةَ . قالَ : خارَ اللّهُ لَكَ ، غَيرَ أنّي اُحِبُّ أن اُشيرَ عَلَيكَ بِرَأيٍ .
قالَ الحُسَينُ عليه السلام : وما هُوَ ؟
قالَ : إذا أتَيتَ مَكَّةَ ، فَأَرَدتَ الخُروجَ مِنها إلى بَلَدٍ مِنَ البُلدانِ ، فَإِيّاكَ وَالكوفَةَ ؛ فَإِنَّها بَلدَةٌ مَشؤومَةٌ ، بِها قُتِلَ أبوكَ ، وبِها خُذِلَ أخوكَ ، وَاغتيلَ بِطَعنَةٍ كادَت تَأتي عَلى نَفسِهِ ، بَلِ الزَمِ الحَرَمَ ؛ فَإِنَّ أهلَ الحِجازِ لا يَعدِلونَ بِكَ أحَدا ، ثُمَّ ادعُ إلَيكَ شيعَتَكَ مِن كُلِّ أرضٍ ، فَسَيَأتونَكَ جَميعا .
قالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : يَقضِي اللّهُ ما أحَبَّ . ثُمَّ أطلَقَ عِنانَهُ ، ومَضى حَتّى وافى مَكَّةَ ،