247
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

العُمرَةِ ، فَقالَ لَهُمَا ابنُ عُمَرَ : اُذَكِّرُكُمَا اللّهَ إلّا رَجَعتُما فَدَخَلتُما في صالِحِ ما يَدخُلُ فيهِ النّاسُ ، وتَنظُرا ، فَإِنِ اجتَمَعَ النّاسُ عَلَيهِ لَم تَشُذّا ، وإنِ افتُرِقَ عَلَيهِ كانَ الَّذي تُريدانِ .
وقالَ ابنُ عُمَرَ لِحُسَينٍ عليه السلام : لا تَخرُج ، فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله خَيَّرَهُ اللّهُ بَينَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ فَاختارَ الآخِرَةَ ، وأنتَ بَضعَةٌ مِنهُ ، ولا تَنالُها ـ يَعنِي الدُّنيا ـ فَاعتَنَقَهُ وبَكى ووَدَّعَهُ .
فَكانَ ابنُ عُمَرَ يَقولُ : غَلَبَنا حُسَينٌ عليه السلام عَلَى الخُروجِ ، ولَعَمري لَقَد رَأى في أبيهِ وأخيهِ عِبرَةً ، ورَأى مِنَ الفِتنَةِ وخِذلانِ النّاسِ لَهُم ما كانَ يَنبَغي لَهُ ألّا يَتَحَرَّكَ ما عاشَ ، وأن يَدخُلَ في صالِحِ ما دَخَلَ فيهِ النّاسُ ، فَإِنَّ الجَماعَةَ خَيرٌ . ۱

۱۳۱۸.الملهوف :جاءَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ ـ في مَكَّةَ ـ فَأَشارَ إلَيهِ بِصُلحِ أهلِ الضَّلالِ ، وحَذَّرَهُ مِنَ القَتلِ وَالقِتالِ .
فَقالَ لَهُ : يا أبا عَبدِ الرَّحمنِ ، أما عَلِمتَ أنَّ مِن هَوانِ الدُّنيا عَلَى اللّهِ أنَّ رَأسَ يَحيَى بنِ زَكَرِيّا اُهدِيَ إلى بَغِيٍّ مِن بَغايا بَني إسرائيلَ؟!
أما عَلِمتَ أنَّ بَني إسرائيلَ كانوا يَقتُلونَ ما بَينَ طُلوعِ الفَجرِ إلى طُلوعِ الشَّمسِ سَبعينَ نَبِيّا ، ثُمَّ يَجلِسونَ في أسواقِهِم يَبيعونَ ويَشتَرونَ كَأَن لَم يَصنَعوا شَيئا ، فَلَم يُعَجِّلِ اللّهُ عَلَيهِم ، بَل أمهَلَهُم وأخَذَهُم بَعدَ ذلِكَ أخذَ عَزيزٍ مُقتَدِرٍ ! اِتَّقِ اللّهَ يا أبا عَبدِ الرَّحمنِ ، ولا تَدَعَنَّ نُصرَتي . ۲

1.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۴ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۶ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۷ وفيه «عبد اللّه بن عبّاس بن أبي ربيعة» ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۰۸ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۶ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۸ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۲ وفيه «وعبد اللّه بن عبّاس وابن أبي ربيعة» .

2.الملهوف : ص ۱۰۲ ، مثير الأحزان : ص ۴۱ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۶۵ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
246

وسَعيدِ بنِ العاصِ وجَماعَةٍ كَثيرَةٍ ، كُلُّهُم يُشيرونَ عَلَيهِ ألّا يَتَوَجَّهَ إلَى العِراقِ وأن يُقيمَ بِمَكَّةَ ، هذا كُلُّهُ وَالقَضاءُ غالِبٌ عَلى أمرِهِ ، وَالقَدَرُ آخِذٌ بِزِمامِهِ ، فَلَم يَكتَرِث بِما قيلَ لَهُ ، ولا بِما كُتِبَ إلَيهِ ، وتَجَهَّزَ وخَرَجَ مِن مَكَّةَ يَومَ الثَّلاثاءِ ، وهُوَ يَومُ التَّروِيَةِ . ۱

راجع: ص ۲۷۸ (الفصل السابع / حوار الإمام عليه السلام مع عبد اللّه بن عبّاس).

۶ / ۱۳

عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ ۲

۱۳۱۷.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) :لَقِيَهُما [أيِ الحُسَينَ عليه السلام وعَبدَ اللّهِ بنَ الزُّبَيرِ] عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ وعَبدُ اللّهِ بنُ عَيّاشِ بنِ أبي رَبيعَةَ ۳ بِالأَبواءِ ۴ ، مُنصَرِفَينِ مِنَ

1.مطالب السؤول : ص ۷۴ ، الفصول المهمّة : ص ۱۸۵ نحوه ؛ كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۵۵ .

2.عبداللّه بن عمر بن الخطّاب ، أبو عبد الرحمن ، ولد قبل الهجرة وأسلم مع أبيه في مكّة ، ثمّ هاجر إلى المدينة . لم يشارك في حربي بدر واُحد لصغر سنّه ، وشارك في حرب الأحزاب وما بعدها من الحروب . رويت عنه أحاديث كثيرة في كتب أهل السنّة . خالف عمرُ في جعله أحد أعضاء الشورى مستدلّاً بعدم أهليّته للخلافة ، بل عدم قدرته على طلاق زوجته ! وقد ورد في بعض النقول أنّه صار من أعضاء الشورى مشروطا بأن لا يكون له من الأمر شيء . ابتعد عن السياسة بعد خلافة عثمان ، وبايع معاوية ويزيد . لم يصحب الإمام عليّا عليه السلام في حروبه ، ولم يكن من المعادين له . توفّي سنة (۷۴ ه) وهو ابن أربع وثمانين سنة (راجع : الطبقات الكبرى: ج ۴ ص ۱۴۲ ـ ۱۸۸ والاستيعاب : ج ۳ ص ۸۰ واُسد الغابة: ج ۳ ص ۳۳۶ ـ ۳۴۱ وتاريخ بغداد : ج ۱ ص ۱۷۱ وتهذيب الكمال : ج ۱۵ ص ۳۳۲ ـ ۳۴۰ وسير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۰۳ ـ ۲۳۹ وتاريخ دمشق : ج ۳۱ ص ۷۹ ـ ۹۸ و ۱۷۹ ـ ۲۰۴).

3.عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي ، أبو الحارث . كان أبوه قديم الإسلام ، فهاجر إلى الحبشة فولد عبداللّه بها . أدرك ثمان سنين من حياة النبيّ صلى الله عليه و آله . قال في وصف الإمام أمير المومنين عليه السلام بقوله : «إنّ عليّا كان له ما شئت من ضرس قاطع في العلم ، وكان له البسطة في العشيرة والقدم في الإسلام والصهر لرسول اللّه صلى الله عليه و آله ، والفقه في السنّة ، والنجدة في الحرب ، والجود بالماعون» . مات بمكّة يوم جاءهم نعي يزيد بن معاوية سنة (۶۴ ه) وهو ابن اثنين وستّين سنة ، ودفن بالحجون (راجع : الطبقات الكبرى : ج ۵ ص ۲۸ واُسد الغابة: ج ۳ ص ۳۵۶ و ج ۴ ص ۹۶ والإصابة : ج ۴ ص ۱۷۵ والثقات: ج ۳ ص ۲۱۸ وتاريخ دمشق : ج ۳۱ ص ۳۸۵ ـ ۳۹۲) .

4.راجع: الخريطة رقم ۳ في آخر هذا المجلّد .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4427
صفحه از 458
پرینت  ارسال به