غَسّانَ وحِمَيرٍ ، ومِنَ النُّعمانِ بنِ المُنذِرِ ، ومِنَ الأَسوَدِ وَالأَحمَرِ ، وَاللّهِ إن دَخَلَ عَلَينا ذُلٌّ قَطُّ ، فَأَسيرُ مَعَكَ حَتّى اُنزِلَكَ القَريَةَ ، ثُمَّ نَبعَثُ إلَى الرِّجالِ مِمَّن بِأَجَأٍ وسَلمى مِن طَيِّئٍ ، فَوَاللّهِ لا يَأتي عَلَيكَ عَشَرَةُ أيّامٍ حَتّى يَأتِيَكَ طَيِّئٌ رِجالاً و رُكبانا ، ثُمَّ أقِم فينا ما بَدا لَكَ ، فَإِن هاجَكَ هَيجٌ فَأَنا زَعيمٌ لَكَ بِعِشرينَ ألفَ طائِيٍّ يَضرِبونَ بَينَ يَدَيكَ بِأَسيافِهِم ، وَاللّهِ لا يوصَلُ إلَيكَ أبَدا ومِنهُم عَينٌ تَطرِفُ .
فَقالَ لَهُ : جَزاكَ اللّهُ وقَومَكَ خَيرا ، إنَّهُ قَد كانَ بَينَنا وبَينَ هؤُلاءِ القَومِ قَولٌ لَسنا نَقدِرُ مَعَهُ عَلَى الاِنصِرافِ ، ولا نَدري عَلامَ تَنصَرِفُ بِنا وبِهِمُ الاُمورُ في عاقِبِهِ . ۱
۱۳۰۹.مثير الأحزان :رُوِّيتُ أنَّ الطِّرِمّاحَ بنَ حَكَمٍ قالَ : لَقيتُ حُسَينا عليه السلام وقَدِ امتَرتُ لِأَهلي ميرَةً ۲ ، فَقُلتُ : اُذَكِّرُكَ في نَفسِكَ ، لا يَغُرَّنَّكَ أهلُ الكوفَةِ ، فَوَاللّهِ لَئِن دَخَلتَها لَتُقتَلَنَّ ، وإنّي لَأَخافُ ألّا تَصِلَ إلَيها ، فَإِن كُنتَ مُجمِعا عَلَى الحَربِ فَانزِل أجَأً ، فَإِنَّهُ جَبَلٌ مَنيعٌ ، وَاللّهِ ما نالَنا فيهِ ذُلٌّ قَطُّ ، وعَشيرَتي يَرَونَ جَميعا نَصرَكَ ، فَهُم يَمنَعونَكَ ما أقَمتَ فيهِم .
فَقالَ : إنَّ بَيني و بَينَ القَومِ مَوعِدا أكرَهُ أن اُخلِفَهُم ، فَإِن يَدفَعِ اللّهُ عَنّا ، فَقَديما ما أنعَمَ عَلَينا وكَفى ، وإن يَكُن ما لابُدَّ مِنهُ ، فَفَوزٌ وشَهادَةٌ إن شاءَ اللّهُ . ۳
راجع : ص ۳۸۰ (الفصل السابع / إقبال أربعة نفر من الكوفة معهم الطرمّاح بن عديّ إلى الإمام عليه السلام ) .