181
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

فَقالَ ابنُ زِيادٍ : مِنَّتكَ نَفسُكَ أمرا حالَ اللّهُ دونَهُ ، ولَم يَرَكَ لَهُ أهلاً ، وجَعَلَهُ لِأَهلِهِ .
فَقالَ مُسلِمٌ : ومَن أهلُهُ يَابنَ مَرجانَةَ ؟
فَقالَ : أهلُهُ يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ .
فَقالَ مُسلِمٌ : اَلحَمدُ للّهِِ ، رَضينا بِاللّهِ حَكَما بَينَنا وبَينَكُم .
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : أتَظُنُّ أنَّ لَكَ فِي الأَمرِ شَيئا .
فَقالَ مُسلِمٌ : وَاللّهِ ما هُوَ الظَّنُّ ولكِنَّهُ اليَقينُ .
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : أخَبِرني يا مُسلِمُ ، لِمَ أتَيتَ هذَا البَلَدَ وأمرُهُم مُلتَئِمٌ فَشَتَّتتَ أمرَهُم بَينَهُم ، وفَرَّقتَ كَلِمَتَهُم ؟
فَقالَ لَهُ مُسلِمٌ : ما لِهذا أتَيتُ ، ولكِنَّكُم أظهَرتُمُ المُنكَرَ ، ودَفَنتُمُ المَعروفَ ، وتَأَمَّرتُم عَلَى النّاسِ بِغَيرِ رِضىً مِنهُم ، وحَمَلتُموهُم عَلى غَيرِ ما أمَرَكُم بِهِ اللّهُ ، وعَمِلتُم فيهِم بِأَعمالِ كِسرى وقَيصَرَ ، فَأَتَيناهُم لِنَأمُرَ فيهِم بِالمَعروفِ ، ونَنهى عَنِ المُنكَرِ ، ونَدعُوَهُم إلى حُكمِ الكِتابِ وَالسُّنَّةِ ، وكُنّا أهلَ ذلِكَ كَما أمَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
فَجَعَلَ ابنُ زِيادٍ لَعَنَهُ اللّهُ يَشتِمُهُ ، ويَشتِمُ عَلِيّا وَالحَسَنَ وَالحُسَينَ عليهم السلام . فَقالَ لَهُ مُسلِمٌ : أنتَ وأبوكَ أحَقُّ بِالشَّتمِ ، فَاقضِ ما أنتَ قاضٍ يا عَدُوَّ اللّهِ. ۱

۱۲۲۹.أنساب الأشراف عن الشعبي :اُدخِلَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ـ رَحِمَهُ اللّهُ تَعالى ـ عَلَى ابنِ زِيادٍ ، وقَد ضُرِبَ عَلى فَمِهِ ، فَقالَ : يَابنَ عَقيلٍ ، أتَيتَ لِتَشتيتِ الكَلِمَةِ !
فَقالَ : ما لِذلِكَ أتَيتُ ، ولكِنَّ أهلَ المِصرِ كَتَبوا أنَّ أباكَ سَفَكَ دِماءَهُم ، وَانتَهَكَ أعراضَهُم ، فَجِئنا لِنَأمُرَ بِالمَعروفِ ، ونَنهى عَنِ المُنكَرِ .

1.الملهوف : ص ۱۲۰ ، مثير الأحزان : ص ۳۶ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۷ وفيه صدره إلى «البريّة» .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
180

أهلُ بَيتٍ مُوَكَّلٌ بِنَا البَلاءُ .
فَقالَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ : اِلحَقوا بِهِ إلى أعلَى القَصرِ ، فَاضرِبوا عُنُقَهُ ، وألحِقوا رَأسَهُ جَسَدَهُ .
فَقالَ مُسلِمٌ ـ رَحِمَهُ اللّهُ ـ : أمَا وَاللّهِ يَا بنَ زِيادٍ ! لَو كُنتَ مِن قُرَيشٍ ، أو كانَ بَيني وبَينَكَ رَحِمٌ أو قَرابَةٌ لَما قَتَلتَني ، ولكِنَّكَ ابنُ أبيكَ ۱ . ۲

۱۲۲۸.الملهوف :لَمّا اُدخِلُ [مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ] عَلى عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ ، لَم يُسَلِّم عَلَيهِ ، فَقالَ لَهُ الحَرَسِيُّ : سَلِّم عَلَى الأَميرِ ، فَقالَ لَهُ : اُسكُت يا وَيحَكَ ! وَاللّهِ ما هُوَ لي بِأَميرٍ .
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : لا عَلَيكَ ، سَلَّمتَ أم لَم تُسَلِّم فَإِنَّكَ مَقتولٌ .
فَقالَ لَهُ مُسلِمٌ : إن قَتَلتَني فَلَقَد قَتَلَ مَن هُوَ شَرٌّ مِنكَ مَن هُوَ خَيرٌ مِنّي ، وبَعدُ ، فَإِنَّكَ لا تَدَعُ سوءَ القِتلَةِ ، وقُبحَ المُثلَةِ ، وخُبثَ السَّريرَةِ ، ولُؤمَ الغَلَبَةِ ، لا أحَدَ أولى بِها مِنكَ .
فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : يا عاقُّ يا شاقُّ ، خَرَجتَ عَلى إمامِكَ ، وشَقَقتَ عَصَا المُسلِمينَ ، وألقَحتَ الفِتنَةَ بَينَهُم .
فَقالَ لَهُ مُسلِمٌ : كَذَبتَ يَابنَ زِيادٍ ! إنَّما شَقَّ عَصَا المُسلِمينَ مُعاوِيَةُ وَابنُهُ يَزيدُ ، وأمَّا الفِتنَةُ فَإِنَّما ألقَحَها أنتَ وأبوكَ زِيادُ بنُ عُبَيدٍ ، عَبدُ بَني عِلاجٍ مِن ثَقيفٍ ۳ ، وأنَا أرجو أن يَرزُقَني اللّهُ الشَّهادَةَ عَلى يَدَي أشَرِّ البَرِيَّةِ .

1.عبيد اللّه هو ابن زياد، ولا يعلم جدّه أي أبو زياد، ولهذا يقال له : زياد بن أبيه، فقال له مسلم على سبيل الكناية: إنّك ابن أبيك، فنسبك غير معلوم.

2.الفتوح : ج ۵ ص ۵۵ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۱۱ نحوه .

3.هذه العبارة من مسلم طعن في نسب عبيد اللّه ، فأبو عبيد اللّه هو زياد بن سمية أو زياد بن أبيه والذي ولد من اُمٍّ عاهرة اسمها سميّة ، ولم يُعرف أبوه بالدقّة، فعدّه معاوية من أبناء أبي سفيان (أي أنّه أخوه)، وعدّه مسلم من أبناء عبيد الذي كان من موالي بني علاج.

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8454
صفحه از 458
پرینت  ارسال به