177
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

۱۲۲۷.الفتوح :اُدخِلَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ عَلى عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ ، فَقالَ لَهُ الحَرَسِيُّ : سَلِّم عَلَى الأَميرِ ، فَقالَ لَهُ مُسلِمٌ : اُسكُت لا اُمَّ لَكَ ! ما لَكَ ولِلكَلامِ ، وَاللّهِ لَيسَ هُوَ لي بِأَميرٍ فَاُسَلِّمَ عَلَيهِ ، واُخرى : فَما يَنفَعُنِي السَّلامُ عَلَيهِ وهُوَ يُريدُ قَتلي ؟ فَإِنِ استَبقاني فَسَيَكثُرُ عَلَيهِ سَلامي .
فَقالَ لَهُ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ : لا عَلَيكَ ، سَلَّمتَ أم لَم تُسَلِّم فَإِنَّكَ مَقتولٌ .
فَقالَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ : إن قَتَلتَني فَقَد قَتَلَ شَرٌّ مِنكَ مَن كانَ خَيرا مِنّي .
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : يا شاقُّ يا عاقُّ ! خَرَجتَ عَلى إمامِكَ ، وشَقَقتَ عَصَا المُسلِمينَ ، وألقَحتَ الفِتنَةَ !
فَقالَ مُسلِمٌ : كَذَبتَ يَابنَ زِيادٍ ! وَاللّهِ ما كانَ مُعاوِيَةُ خَليفَةً بِإِجماعِ الاُمَّةِ ، بَل تَغَلَّبَ عَلى وَصِيِّ النَّبِيِّ بِالحيلَةِ ، وأخَذَ عَنهُ الخِلافَةَ بِالغَصبِ ، وكَذلِكَ ابنُهُ يَزيدُ . وأمَّا الفِتنَةُ ، فَإِنَّكَ ألقَحتَها ، أنتَ وأبوكَ زِيادُ بنُ ۱
عِلاجٍ مِن بَني ثَقيفٍ ، وأنَا أرجو أن يَرزُقَنِي اللّهُ الشَّهادَةَ عَلى يَدَي شَرِّ بَرِيَّتِهِ ، فَوَاللّهِ ما خالَفتُ ولا كَفَرتُ ولا بَدَّلتُ ، وإنَّما أنَا في طاعَةِ أميرِ المُؤمِنينَ الحُسينِ بنِ عَلِيٍّ ابنِ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ونَحنُ أولى بِالخِلافَةِ مِن مُعاوِيَةَ وَابنِهِ وآلِ زِيادٍ .
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : يا فاسِقُ ! ألَم تَكُن تَشرَبُ الخَمرَ فِي المَدينَةِ ؟
فَقالَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ : أحَقُّ وَاللّهِ بِشُربِ الخَمرِ مِنّي مَن يَقتُلُ النَّفسَ الحَرامَ ، وهُوَ في ذلِكَ يَلهو ويَلعَبُ كَأَنَّهُ لَم يَسمَع شَيئا !
فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : يا فاسِقُ ! مَنَّتكَ نَفسُكَ أمرا أحالَكَ اللّهُ دونَهُ ، وجَعَلَهُ لِأَهلِهِ .
فَقالَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ : ومَن أهلُهُ يَابنَ مَرجانَةَ ؟

1.في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : «زياد بن عبيد ...» ، وفي بعض النقول التي ستأتي لاحقا : «وأبوك زياد بن عبيدٍ عبدُ بني علاجٍ من ثقيف» .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
176

ويَسفِكُ الدَّمَ الحَرامَ ، ويَقتُلُ عَلَى الغَضَبِ وَالعَداوَةِ وسوءِ الظَّنِّ ، وهُوَ يَلهو ويَلعَبُ كَأَن لَم يَصنَع شَيئا !
فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : يا فاسِقُ ! إنَّ نَفسَكَ تُمَنّيكَ ما حالَ اللّهُ دونَهُ ، ولَم يَرَكَ أهلَهُ .
قالَ : فَمَن أهلُهُ يَابنَ زِيادٍ ؟
قالَ : أميرُ المُؤمِنينَ يَزيدُ .
فَقالَ : الحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ حالٍ ، رَضينا بِاللّهِ حَكَما بَينَنا وبَينَكُم .
قالَ : كَأَنَّكَ تَظُنُّ أنَّ لَكُم فِي الأَمرِ شَيئا ؟
قالَ : وَاللّهِ ما هُوَ بِالظَّنِّ ولكِنَّهُ اليَقينُ .
قالَ : قَتَلَنِي اللّهُ إن لَم أقتُلكَ قِتلَةً لَم يُقتَلها أحَدٌ فِي الإِسلامِ .
قالَ : أما إنَّكَ أحَقُّ مَن أحدَثَ فِي الإِسلامِ ما لَم يَكُن فيهِ ، أما إنَّكَ لا تَدَعُ سوءَ القِتلَةِ ، وقُبحَ المُثلَةِ ، وخُبثَ السّيرَةِ ، ولُؤمَ الغَلَبَةِ ، ولا أحَدَ مِنَ النّاسِ أحَقُّ بِها مِنكَ .
وأقبَلَ ابنُ سُمَيَّةَ يَشتِمُهُ ، ويَشتِمُ حُسَينا وعَلِيّا وعَقيلاً ، وأخَذَ مُسلِمٌ لا يُكَلِّمُهُ ، وزَعَمَ أهلُ العِلمِ أنَّ عُبَيدَ اللّهِ أمَرَ لَهُ بِماءٍ فَسُقِيَ بِخَزَفَةٍ .
ثُمَّ قالَ لَهُ : إنَّهُ لَم يَمنَعنا أن نَسقِيَكَ فيها ، إلّا كَراهَةَ أن تُحَرَّمَ بِالشُّربِ فيها ، ثُمَّ نَقتُلَكَ ، ولِذلِكَ سَقَيناكَ في هذا. ۱

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۷۶ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۳ وليس فيه من «فقال له ابن زياد : يا فاسق» إلى «اليقين» ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۸ عن مدرك بن عمارة وليس فيه مِن «ثمّ إنّ ابن زياد قال : إيه» إلى «اليقين» ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۶ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۶۱ وليس فيه من «إن أردنا» إلى «ثُمّ إنّ ابن زياد قال : إيه» ، روضة الواعظين : ص ۱۹۵ وليس فيه ذيله من «ثمّ إنّ ابن زياد قال : إيه» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۵ وزاد فيه «فبع سيفي ودرعي» بعد «سبعمئة درهم» وراجع : أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۹ وإعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8476
صفحه از 458
پرینت  ارسال به