175
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

إنَّ بَيني وبَينَكَ قَرابَةً ، ولي إلَيكَ حاجَةٌ ، وقَد يَجِبُ لي عَلَيكَ نُجحَ حاجَتي وهُوَ سِرٌّ ، فَأَبى أن يُمَكِّنَهُ مِن ذِكرِها .
فَقالَ لَهُ عُبَيدُ اللّهِ : لا تَمتَنِع أن تَنظُرَ في حاجَةِ ابنِ عَمِّكَ . فَقامَ مَعَهُ فَجَلَسَ حَيثُ يَنظَرُ إلَيهِ ابنُ زِيادٍ ، فَقالَ لَهُ : إنَّ عَلَيَّ بِالكوفَةِ دَينا استَدَنتُهُ مُنذُ قَدِمتُ الكوفَةَ سَبعَمِئَةِ دِرهَمٍ فَاقضِها عَنّي ، وَانظُر جُثَّتي فَاستَوهِبها مِنِ ابنِ زِيادٍ فَوارِها ، وَابعَث إلى حُسَينٍ عليه السلام مَن يَرُدُّهُ ؛ فَإِنّي قَد كَتَبتُ إلَيهِ اُعلِمُهُ أنَّ النّاسَ مَعَهُ ، ولا أراهُ إلّا مُقبِلاً .
فَقالَ عُمَرُ لِابنِ زِيادٍ : أتَدري ما قالَ لي ؟ إنَّهُ ذَكَرَ كَذا وكَذا ، قالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : إنَّه لا يَخونُكَ الأَمينُ ، ولكِن قَد يُؤتَمَنُ الخائِنُ ، أمّا مالُك فَهُوَ لَكَ ولَسنا نَمنَعُكَ أن تَصنَعَ فيه ما أحبَبتَ ، وأمّا حُسَينٌ فَإِنَّهُ إن لَم يُرِدنا لَم نُرِدهُ ، وإن أرادَنا لَم نَكُفَّ عَنهُ ، وأمّا جُثَّتُهُ فَإِنّا لَن نُشَفِّعَكَ فيها ، إنَّهُ لَيسَ بِأَهلٍ مِنّا لِذلِكَ ، قَد جاهَدَنا وخالَفَنا وجَهَدَ عَلى هلاكِنا . وزَعَموا أنَّهُ قالَ : أمّا جُثَّتُهُ فَإِنّا لا نُبالي إذا قَتَلناهُ ما صُنِعَ بِها .
ثُمَّ إنَّ ابنَ زِيادٍ قالَ : إيهِ يَابنَ عَقيلٍ ، أتَيتَ النّاسَ وأمرُهُم جَميعٌ ، وكَلِمَتُهُم واحِدَةٌ ، لِتُشَتِّتَهُم وتُفَرِّقَ كَلِمَتَهُم ، وتَحمِلَ بَعضَهُم عَلى بَعضٍ ؟ قالَ : كَلّا ، لَستُ أتَيتُ ، ولكِنَّ أهلَ المِصرِ زَعَموا أنَّ أباكَ قَتَلَ خِيارَهُم ، وسَفَكَ دِماءَهُم ، وعَمِلَ فيهِم أعمالَ كِسرى وقَيصرَ ، فَأَتَيناهُم لِنَأمُرَ بِالعَدلِ ، ونَدعُوَ إلى حُكمِ الكِتابِ .
قالَ : وما أنتَ وذاكَ يا فاسِقُ ؟ ! أوَلَم نَكُن نَعمَلُ بِذاكَ فيهِم ؛ إذ أنتَ بِالمَدينَةِ تَشرَبُ الخَمرَ ؟
قالَ : أنَا أشرَبُ الخَمرَ ؟! وَاللّهِ ، إنَّ اللّهَ لَيَعلَمُ إنَّكَ غَيرُ صادِقٍ ، وإنَّكَ قُلتَ بِغَيرِ عِلمٍ ، وإنّي لَستُ كَما ذَكَرتَ ، وإنَّ أحَقَّ بِشُربِ الخَمرِ مِنّي وأولى بِها مَن يَلَغُ في دِماءِ المُسلِمينَ وَلغا ، فَيَقتُلُ النَّفسَ الَّتي حَرَّمَ اللّهُ قَتلَها ، ويَقتُلُ النَّفسَ بِغَيرِ النَّفسِ ،


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
174

۴ / ۳۲

ماجَرى بَينَ مُسلِمٍ وَابنِ زِيادٍ في دارِ الإِمارَةِ

۱۲۲۴.أنساب الأشراف :اُتِيَ بِهِ [أي بِمُسلِمٍ] ابنَ زِيادٍ ، وقَد آمَنَهُ ابنُ الأَشعَثِ ، فَلَم يُنفِذ أمانَهُ . ۱

۱۲۲۵.تاريخ الطبري عن جعفر بن حذيفة الطائي :أقبَلَ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ بِابنِ عَقيلٍ إلى بابِ القَصرِ ، فَاستَأذَنَ فَاُذِنَ لَهُ ، فَأَخبَرَ عُبَيدَ اللّهِ خَبَرَ ابنِ عَقيلٍ ، وضَربِ بُكَيرٍ إيّاهُ ، فَقالَ : بُعدا لَهُ ! فَأَخبَرَهُ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ بِما كانَ مِنهُ ، وما كانَ مِن أمانِهِ إيّاهُ .
فَقالَ عُبَيدُ اللّهِ : ما أنتَ وَالأَمانُ ، كَأَنّا أرسَلناكَ تُؤمِنُهُ ! إنَّما أرسَلناكَ لِتَأتِيَنا بِهِ . فَسَكَتَ .
وَانتَهَى ابنُ عَقيلٍ إلى بابِ القَصرِ وهُوَ عَطشانُ ، وعَلى بابِ القَصرِ ناسٌ جُلوسٌ يَنتَظِرونَ الإِذنَ ، مِنهُم : عُمارَةُ بنُ عُقبَةَ بنِ أبي مُعَيطٍ ، وعَمرُو بنُ حُرَيثٍ ، ومُسلِمُ بنُ عَمرٍو ، وكَثيرُ بنُ شِهابٍ. ۲

۱۲۲۶.تاريخ الطبري عن سعيد بن مدرك بن عمارة :اُدخِلَ مُسلِمٌ عَلَى ابنِ زِيادٍ فَلَم يُسَلِّم عَلَيهِ بِالإِمرَةِ ، فَقالَ لَهُ الحَرَسِيُّ : ألا تُسَلِّم عَلَى الأَميرِ ؟ فَقالَ لَهُ : إن كانَ يُريدُ قَتلي ، فَما سلامي عَلَيهِ ؟ وإن كانَ لا يُريدُ قَتلي ، فَلَعَمري لَيَكثُرَنَّ سَلامي عَلَيهِ .
فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : لَعَمري لَتُقتَلَنَّ . قالَ : كَذلِكَ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : فَدَعني اُوصِ إلى بَعضِ قَومي ، فَنَظَرَ إلى جُلَساءِ عُبَيدِ اللّهِ ، وفيهِم عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، فَقالَ : يا عُمَرُ ،

1.أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۹ .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۷۵ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۳ وليس فيه ذيله من «وانتهى» ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۶۰ وفيه «بكر» بدل «بكير» ، روضة الواعظين : ص ۱۹۵ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۴ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۴ وراجع : الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4452
صفحه از 458
پرینت  ارسال به