173
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

فَقالَ لَهُ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ : أنتَ أولى بِالخُلودِ وَالحَميمِ ، إذ آثَرتَ طاعَةَ بَني سُفيانَ عَلى طاعَةِ الرَّسولِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله .
ثُمَّ قالَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ـ رَحِمَهُ اللّهُ ـ : وَيحَكُم يا أهلَ الكوفَةِ ! اِسقوني شُربَةً مِن ماءٍ . فَأَتاهُ غُلامٌ لِعَمرِو بنِ حُرَيثٍ الباهِلِيِّ بِقُلَّةٍ فيها ماءٌ ، وقَدَحٍ فيها ، فَناوَلَهُ القُلَّةَ ، فَكُلَّما أرادَ أن يَشرَبَ امتَلَأَ القَدَحُ دَما ، فَلَم يَقدِر أن يَشرَبَ مِن كَثرَةِ الدَّمِ ، وسَقَطَت ثَنِيَّتاهُ فِي القَدَحِ ، فَامتَنَعَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ـ رَحِمَهُ اللّهُ ـ مِن شُربِ الماءِ .
قالَ : واُتِيَ بِهِ حَتّى اُدخِلَ عَلى عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ. ۱

۱۲۲۳.البداية والنهاية :لَمَّا انتَهى مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ إلى بابِ القَصرِ ، إذا عَلى بابِهِ جَماعَةٌ مِنَ الاُمَراءِ مِن أبناءِ الصَّحابَةِ ، مِمَّن يَعرِفُهُم ويَعرِفونَهُ ، يَنتَظِرونَ أن يُؤذَنَ لَهُم عَلَى ابنِ زِيادٍ ، ومُسلِمٌ مُخَضَّبٌ بِالدِّماءِ في وَجهِهِ وثِيابِهِ ، وهُوَ مُثخَنٌ بِالجِراحِ ، وهُوَ في غايَةِ العَطَشِ ، وإذا قُلَّةٌ مِن ماءٍ بارِدٍ هُنالِكَ ، فَأَرادَ أن يَتَناوَلَها لِيَشرَبَ مِنها ، فَقالَ لَهُ رَجُلٌ مِن اُولئِكَ : وَاللّهِ لا تَشرَبُ مِنها حَتّى تَشرَبَ مِنَ الحَميمِ !
فَقالَ لَهُ : وَيلَكَ يَابنَ ناهِلَةَ ۲ ، أنتَ أولى بِالحَميمِ وَالخُلودِ في نارِ الجَحيمِ مِنّي . ثُمَّ جَلَسَ فَتَسانَدَ إلَى الحائِطِ مِنَ التَّعَبِ وَالكَلالِ وَالعَطَشِ ، فَبَعَثَ عُمارةُ بنُ عُقبَةَ بنِ أبي مُعَيطٍ مَولىً لَهُ إلى دارِهِ ، فَجاءَ بِقُلَّةٍ عَلَيها مِنديلٌ ومَعَهُ قَدَحٌ ، فَجَعَلَ يُفرِغُ لَهُ فِي القَدَحِ ويُعطيهِ فَيَشرَبُ ، فَلا يَستَطيعُ أن يُسيغَهُ مِن كَثرَةِ الدِّماءِ الَّتي تَعلو عَلَى الماءِ ، مَرَّتَينِ أو ثَلاثا ، فَلَمّا شَرِبَ سَقَطَت ثَناياهُ مَعَ الماءِ ، فَقالَ : اَلحَمدُ للّهِِ ، لَقَد كانَ بَقِيَ لي مِنَ الرِّزقِ المَقسومِ شُربَةُ ماءٍ. ۳

1.الفتوح : ج ۵ ص ۵۵ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۱۰ وفيه «لعمرو بن حريث المخزومي» .

2.هكذا في المصدر ، والظاهر : «يابن باهلة» كما مرّ في بعض النقول السابقة ، نسبة إلى قبيلة «باهلة» .

3.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۶ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
172

۱۲۲۱.المحاسن والمساوئ عن أبي معشر :أرسَلَ [ابنُ زِيادٍ] إلى مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، فَخَرَجَ عَلَيهِم بِسَيفِهِ ، فَما زالَ يُناوِشُهُم ويُقاتِلُهُم حَتّى جُرِحَ واُسِرَ ، فَعَطِشَ وقالَ : اِسقوني ماءً ، ومَعَهُ رَجُلٌ مِن آلِ أبي مُعَيطٍ ، ورَجُلٌ مِن بَني سُلَيمٍ .
فَقالَ شِمرُ بنُ ذي جَوشَنٍ : وَاللّهِ لا نَسقيكَ إلّا مِنَ البِئرِ . وقالَ المُعَيطِيُّ : وَاللّهِ لا نَسقيهِ إلّا مِنَ الفُراتِ . فَأَتاهُ غُلامٌ لَهُ بِإِبريقٍ مِن ماءٍ ، وقَدَحٍ قَواريرَ ومِنديلٍ فَسَقاهُ ، فَتَمَضمَضَ فَخَرَجَ الدَّمُ ، فَما زالَ يَمُجُّ ۱ الدَّمَ ولا يُسيغُ ۲ شَيئا ، حَتّى قالَ : أخِّرهُ عَنّي ، فَلَمّا أصبَحَ دَعاهُ عُبَيدُ اللّهِ لِيَضرِبَ عُنُقَهُ. ۳

۱۲۲۲.الفتوح :فَجَعَلَ [مُسلِمٌ] يَقولُ : اِسقوني شُربَةً مِنَ الماءِ ، فَقالَ لَهُ مُسلِمُ بنُ عَمرٍو الباهِلِيُّ : وَاللّهِ لا تَذوقُ الماءَ يَابنَ عَقيلٍ أو تَذوقَ المَوتَ ، فَقالَ لَهُ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ : وَيلَكَ يا هذا ، ما أجفاكَ وأفَظَّكَ وأغلَظَكَ ! ! اُشهِدُ عَلَيكَ أنَّكَ إن كُنتَ مِن قُرَيشٍ فَإِنَّكَ مُلصَقٌ ۴ ، وإن كُنتَ مِن غَيرِ قُرَيشٍ فَإِنَّكَ مُدَّعٍ إلى غَيرِ أبيكَ . مَن أنتَ يا عَدُوَّ اللّهِ ؟
فَقالَ : أنَا مَن عَرَفَ الحَقَّ إذ أنكَرتَهُ ، ونَصَحَ لِاءِمامِهِ إذ غَشَشتَهُ ۵ ، وسَمِعَ وأطاعَ إذ خالَفتَهُ ، أنَا مُسلِمُ بنُ عَمرٍو الباهِلِيُّ .

1.مَجَّ الرجلُ الماء من فيه : رمى به (المصباح المنير : ص ۵۶۴ «مج») .

2.يُسيغُ : يبتلعُ (المصباح المنير : ص ۲۹۶ «سوغ») .

3.المحاسن والمساوئ : ص ۶۰ ، الإمامة والسياسة : ج ۲ ص ۱۰ وفيه «شهر بن حوشب» بدل «شمر بن ذي جوشن» ، المحن : ص ۱۴۵ .

4.في الطبعة المعتمدة : «مصلق» ، والتصويب من طبعة دار الفكر .

5.في المصدر : «فششته» ، وهو تصحيف .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4619
صفحه از 458
پرینت  ارسال به