171
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

۴ / ۳۱

طَلَبُ مُسلِمٍ الماءَ

۱۲۲۰.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن قدامة بن سعد :إنَّ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ حينَ انتَهى إلى بابِ القَصرِ ، فَإِذا قُلَّةٌ ۱ بارِدَةٌ مَوضوعَةٌ عَلَى البابِ ، فَقالَ ابنُ عَقيلٍ : اِسقوني مِن هذَا الماءِ ، فَقالَ لَهُ مُسلِمُ بنُ عَمرٍو : أتَراها ما أبرَدَها ؟! لا وَاللّهِ، لا تَذوقُ مِنها قَطرَةً أبَدا ، حَتّى تَذوقَ الحَميمَ في نارِ جَهَنَّمَ !
قالَ لَهُ ابنُ عَقيلٍ : وَيحَكَ ! مَن أنتَ ؟ قالَ : أنَا ابنُ مَن عَرَفَ الحَقَّ إذ أنكَرتَهُ ، ونَصَحَ لِاءِمامِهِ إذ غَشَشتَهُ ، وسَمِعَ وأطاعَ إذ عَصَيتَهُ وخالَفتَ ، أنَا مُسلِمُ بنُ عَمرٍو الباهِلِيُّ .
فَقالَ ابنُ عَقيلٍ : لِاُمِّكَ الثُّكلُ ، ما أجفاكَ وما أفَظَّكَ! وأقسى قَلبَكَ وأغلَظَكَ ! ! أنتَ يَابنَ باهِلَةَ أولى بِالحَميمِ وَالخُلودِ في نارِ جَهَنَّمَ مِنّي . ثُمَّ جَلَسَ مُتَسانِدا إلى حائِطٍ .
قالَ أبو مِخنَفٍ : فَحَدَّثَني قُدامَةُ بنُ سَعدٍ : أنَّ عَمرَو بنَ حُرَيثٍ بَعَثَ غُلاما يُدعى سُلَيمانَ ، فَجاءَهُ بِماءٍ في قُلَّةٍ فَسَقاهُ .
قال أبو مِخنَفٍ : وحَدَّثَني سَعيدُ بنُ مُدركِ بنِ عُمارَةَ : أنَّ عُمارَةَ بنَ عُقبَةَ بَعَثَ غُلاما لَهُ يُدعى قَيسا ، فَجاءَهُ بِقُلَّةٍ عَلَيها مِنديلٌ ومَعَهُ قَدَحٌ ، فَصَبَّ فيه ماءً ثُمَّ سَقاهُ ، فَأَخَذَ كُلَّما شَرِبَ امتَلَأَ القَدَحُ دَما ، فَلَمّا مَلَأَ القَدَحَ المَرَّةَ الثّالِثَةَ ذَهَبَ لِيَشرَبَ فَسَقَطَت ثَنِيَّتاهُ فيهِ . فَقَالَ : اَلحَمدُ للّهِِ ، لَو كانَ لي مِنَ الرِّزقِ المَقسومِ شَرِبتُهُ. ۲

1.القُلّة : الحُبُّ العظيم . وقيل : الجرّة العظيمة . و قيل : الجرّة عامّة . وقيل : الكوز الصغير (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۵۶۵ «قلل») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۷۵ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۳ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۷ وفيه «نسيما» بدل «قيسا» ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۶۰ وفيه «عمرو بن حريث» بدل «عمارة بن عقبة» وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۵ وراجع : مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۸ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۴ وروضة الواعظين : ص ۱۹۵ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
170

بِزُبالَةَ ، وكانَ مُسلِمٌ حينَ تَحَوَّلَ إلى دارِ هاني كَتَبَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام كِتابا ، ذَكَرَ فيهِ كَثرَةَ مَن بايَعَهُ ، فَهُوَ قَولُهُ : كَذَبوني فَكَتَبتُ إلَيكَ ۱ .

۱۲۱۹.الأخبار الطوال :لَمّا وافى [أيِ الإِمامُ الحُسَين عليه السلام ] زُبالَةَ ، وافاهُ بِها رَسولُ مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ وعُمَرَ بنِ سَعدٍ بِما كانَ سَأَلَهُ مُسلِمٌ أن يَكتُبَ بِهِ إلَيهِ مِن أمرِهِ ، وخِذلانِ أهلِ الكوفَةِ إيّاهُ بَعدَ أن بايَعوهُ ، وقَد كانَ مُسلِمٌ سَأَلَ مُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ ذلِكَ .
فَلَمّا قَرَأَ الكِتابَ استَيقَنَ بِصِحَّةِ الخَبَرِ ، وأفظَعَهُ قَتلُ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ وهانِئِ بنِ عُروَةَ ، ثُمَّ أخبَرَهُ الرَّسولُ بِقَتلِ قَيسِ بنِ مُسهِرٍ ، رَسولِهِ الَّذي وَجَّهَهُ مِن بَطنِ الرِّمَّةِ .
وقَد كانَ صَحِبَهُ قَومٌ مِن مَنازِلِ الطَّريقِ ، فَلَمّا سَمِعوا خَبَرَ مُسلِمٍ ـ وقَد كانوا ظَنّوا أنَّهُ يَقدَمُ عَلى أنصارٍ وعَضُدٍ ـ تَفَرَّقوا عَنهُ ، ولَم يَبقَ مَعَهُ إلّا خاصَّتُهُ ۲ .

ملاحظة

رغم أنّ سلوك ابن الأشعث وابن سعد كان في الظاهر هو العمل بوصيّة مسلم عليه السلام وإيصال رسالته إلى الإمام الحسين عليه السلام ۳ إلّا أنّ من البديهي أنّ هدفهما الرئيس كان هو الحيلولة دون مجيء الإمام إلى الكوفة ومنع وصوله إلى مركز الثورة، أي الكوفة، ولذلك فعندما واصل الإمام طريقه باتّجاه الكوفة خلافاً لتوصية مسلم عليه السلام ، فقد سدّا الطريق عليه وقتلاه هو وأصحابه في كربلاء.

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۱۱ .

2.الأخبار الطوال : ص ۲۴۷ .

3.راجع: ص ۱۸۲ (وصايا مسلم بن عقيل).

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4478
صفحه از 458
پرینت  ارسال به