169
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

أمَرَهُ ابنُ عَقيلٍ .
وقالَ لَهُ : هذا زادُكَ وجَهازُكَ ومُتعَةٌ لِعِيالِكَ ، فَقالَ : مِن أينَ لي بِراحِلَةٍ ؟ فَإِنَّ راحِلَتي قَد أنضَيتُها ۱ ، قالَ : هذِهِ راحِلَةٌ فَاركَبها بِرَحلِها ، ثُمَّ خَرَجَ فَاستَقبَلَهُ بِزُبالَةَ ۲
لِأَربَعِ لَيالٍ ، فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ ، وبَلَّغَهُ الرِّسالَةَ ، فَقالَ لَهُ حُسينٌ عليه السلام : كُلُّ ما حُمَّ ۳ نازِلٌ ، وعِندَ اللّهِ نَحتَسِبُ أنفُسَنا ، وفَسادَ اُمَّتِنا. ۴

۱۲۱۸.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :لَمّا رَكِبَ [مُسلِمٌ] عَلَى البَغلَةِ ، ونُزِعَ مِنهُ السَّيفُ ، اِستَرجَعَ ، وقالَ : هذا أوَّلُ الغَدرِ ، وأيِسَ مِن نَفسِهِ ، وعَلِمَ أن لا أمانَ لَهُ مِنَ القَومِ ، فَقالَ لِمُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ : إنّي لَأَظُنُّكَ أن تَعجِزَ عَن أماني ، أفَتَستَطيعُ أن تَبعَثَ رَجُلاً عَن لِساني يُبلِغُ حُسَينا عليه السلام ؛ فَإِنّي لا أراهُ إلّا قَد خَرَجَ إلى ما قِبَلَكُم ، هُوَ وأهلُ بَيتِهِ ، فَيقولَ لَهُ : إنَّ مُسلِما بَعَثَني إلَيكَ ، وهُوَ أسيرٌ في يَدِ العَدُوِّ ، يَذهَبونَ بِهِ إلَى القَتلِ ، فَارجِع بِأَهلِكَ ، ولا يَغُرَّنَّكَ أهلُ الكوفَةِ ؛ فَإِنَّهُم أصحابُ أبيكَ الَّذي كانَ يَتَمَنّى فِراقَهُم بِالمَوتِ أوِ القَتلِ ، إنَّ أهلَ الكوفَةِ قَد كَذَبوني فَكَتَبتُ إلَيكَ ، ولَيسَ لِمكذوبٍ رَأيٌ .
فَقالُ مُحَمَّدٌ : وَاللّهِ لَأَفعَلَنَّ ، ودَعا بِإِياسٍ الطائِيِّ ، وكَتَبَ مَعَهُ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ما قالَهُ مُسلِمٌ عَن لِسانِ مُسلِمٍ ، وأعطاهُ راحِلَةً وزادا ، فَذَهَبَ فَاستَقبَلَ الحُسَينَ عليه السلام

1.أنضى فلان بعيره : أي هَزَلَه (الصحاح : ج ۶ ص ۲۵۱۱ «نضا») .

2.زُبالة : منزل معروف بطريق مكّة من الكوفة (معجم البلدان : ج ۳ ص ۱۲۹) .

3.حُمَّ الأمرُ حَمّا : قُضي (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۱۰۰ «حمّ») .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۷۴ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۸ وفيه «إياس بن العبّاس الطائي» ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۵۹ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۳ وليس فيهما ذيله من «قال أبو مخنف» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۳ وراجع : الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۳ ومقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۷ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
168

إلَيهِ راجِعونَ .
فَقالَ بَعضُ مَن حَولَهُ : إنَّ مَن يَطلُبُ مِثلَ الَّذي تَطلُبُ ، لا يَبكي إذا نَزَلَ بِهِ هذا !
فَقالَ : أمَا وَاللّهِ لَستُ أبكي عَلى نَفسي ، ولكِن أبكي عَلَى الحُسَينِ وآلِ الحُسَينِ ، إنَّهُ قَد خَرَجَ إلَيكُمُ اليَومَ أو أمسِ مِن مَكَّةَ. ۱

۴ / ۳۰

نداء مُسلِمٍ إلَى الحُسَينِ عليه السلام بِعَدَمِ المَجيءِ إلَى الكوفَةِ

۱۲۱۷.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن قدامة بن سعيد بن زائدة بن قدامة الثقفي :ثُمَّ أقبَلَ [مُسلِمٌ ]عَلى مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ فَقالَ : يا عَبدَ اللّهِ ، إنّي أراكَ وَاللّهِ سَتَعجِزُ عَن أماني ، فَهَل عِندَكَ خَيرٌ؟ تَستَطيعُ أن تَبعَثَ مِن عِندِكَ رَجُلاً عَلى لِساني يُبلِغُ حُسَينا عليه السلام ـ فَإِنّي لا أراهُ إلّا قَد خَرَجَ إلَيكُمُ اليَومَ مُقبِلاً ، أو هُوَ خارِجٌ ۲ غَدا هُوَ وأهلُ بَيتِهِ ، وإنَّ ماتَرى مِن جَزَعي لِذلِكَ ـ فَيَقولَ : إنَّ ابنَ عَقيلٍ بَعَثَني إلَيكَ ، وهُوَ في أيدِي القَومِ أسيرٌ ، لا يَرى أن تَمشِيَ حَتّى تُقتَلَ ۳ ، وهُوَ يَقولُ : اِرجِع بِأَهلِ بَيتِكَ ، ولا يَغُرُّكَ أهلُ الكوفَةِ ، فَإِنَّهُم أصحابُ أبيكَ الَّذي كانَ يَتَمَنّى فِراقَهُم بِالمَوتِ أوِ القَتلِ ، إنَّ أهلَ الكوفَةِ قَد كَذَّبوكَ ، وكَذَّبوني ، ولَيسَ لِمُكَذَّبٍ رَأيٌ .
فَقالَ ابنُ الأَشعَثِ : وَاللّهِ لَأَفعَلَنَّ ، ولَاُعلِمَنَّ ابنَ زِيادٍ أنّي قَد آمَنتُكَ .
قالَ أبو مِخنَفٍ : فَحَدَّثَني جَعفَرُ بنُ حُذَيفَةَ الطّائِيُّ . . . قالَ : دَعا مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ إياسَ بنَ العَثِلِ الطائِيَّ ، مِن بَني مالِكِ بنِ عَمرِو بنِ ثُمامَةَ ، وكانَ شاعِرا ، وكانَ لِمُحَمَّدٍ زَوّارا ، فَقالَ لَهُ : اِلقَ حُسَينا فَأَبلِغهُ هذَا الكِتابَ ، وكَتَبَ فيهِ الَّذي

1.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۵ .

2.في المصدر : «أو هو خرج» وهو تصحيف ، والصواب ما أثبتناه كما في المصادر الاُخرى .

3.في الإرشاد وإعلام الورى : «لا يرى أن يمشيَ حتّى يُقتل» .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4581
صفحه از 458
پرینت  ارسال به