167
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

۴ / ۲۹

بُكاءُ مُسلِمٍ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام وأهلِ بَيتِهِ

۱۲۱۴.تاريخ الطبري عن قدامة بن سعيد بن زائدة بن قدامة الثقفي :واُتِيَ [مُسلِمٌ ]بِبَغلَةٍ فَحُمِلَ عَلَيها ، وَاجتَمَعوا حَولَهُ ، وَانتَزَعوا سَيفَهُ مِن عُنُقِهِ ، فَكَأَنَّهُ عِندَ ذلِكَ أيِسَ مِن نَفسِهِ ، فَدَمَعَت عَيناهُ ، ثُمَّ قالَ : هذا أوَّلُ الغَدرِ .
قالَ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ : أرجو ألّا يَكونَ عَلَيكَ بَأسٌ .
قالَ : ما هُوَ إلّا الرَّجاءُ ، أينَ أمانُكُم ؟ إنّا للّهِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ، وبَكى ، فَقالَ لَهُ عَمرُو بنُ عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ : إنَّ مَن يَطلُبُ مِثلَ الَّذي تَطلُبُ ، إذا نَزَلَ بِهِ مِثلُ الَّذي نَزَلَ بِكَ لَم يَبكِ !
قالَ : إنّي وَاللّهِ ما لِنَفسي أبكي ، ولا لَها مِنَ القَتلِ أرثي ، وإن كُنتُ لَم اُحِبَّ لَها طَرفَةَ عَينٍ تَلَفا ، ولكِن أبكي لِأَهلِيَ المُقبِلينَ إلَيَّ ، أبكي لِحُسَينٍ وآلِ حُسَينٍ . ۱

۱۲۱۵.مثير الأحزان :فَاُتِيَ [مُسلِمٌ] بِبَغلَةٍ فَرَكِبَها ، فَكَأَنَّهُ عنِدَ ذلِكَ يَئِسَ مِن نَفسِهِ ، فَدَمَعَت عَيناهُ ، فَقالَ لَهُ عُبَيدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ : إنَّ مَن يَطلُبُ مِثلَ ما تَطلُبُ لا يَجزَعُ !
فَقالَ : وَاللّهِ ما لِنَفسي أجزَعُ ، وإن كُنتُ لا اُحِبُّ لَها ضُرّا طَرفَةَ عَينٍ ، ولكِنَّ جَزَعي لِلحُسَينِ وأهلِ بَيتِهِ المُغتَرّينَ بِكتابي . وقالَ : هذا أوانُ الغَدرِ . ۲

۱۲۱۶.البداية والنهاية :وجاؤوا بِبَغلَةٍ فَأَركَبوهُ عَلَيها ، وسَلَبوا عَنهُ سَيفَهُ ، فَلَم يَبقَ يَملِكُ مِن نَفسِهِ شَيئا ، فَبَكى عِندَ ذلِكَ ، وعَرَفَ أنَّهُ مَقتولٌ ، فَيَئِسَ مِن نَفسِهِ ، وقالَ : إنّا للّهِِ وإنّا

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۷۴ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۲ وفيه «المنقلبين» بدل «المقبلين»، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۷ عن قدامة بن سعد بن زائدة الثقفي ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۱۰ نحوه ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۵۹ ، روضة الواعظين : ص ۱۹۵ وفي الأربعة الأخيرة «عبيد اللّه بن عبّاس» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۳ وراجع : إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۳ .

2.مثير الأحزان : ص ۳۵ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
166

أكبر ، وخصوصا إذا كان إعطاء الأمان من جانب فاسق وفاجر مثل ابن زياد ، ليس سوى خدعة ، فكيف يمكن القبول بأنّ مسلماً لم يدرك هذا المعنى ، وأنّه قبل أمانه دون نقاش وسلّم نفسه؟!
ويبدو فيما يتعلّق بالرواية الثانية التي تفيد أنّ استسلام مسلم قد تمّ عندما عجز عن القتال بسبب كثرة الجراح ، هو الذي دفع الراوي إلى أن يتصوّر قبول الأمان .
وعلى هذا الأساس فإنّ الرواية الاُولى التي نقلتها المصادر الكثيرة ، والتي ينسجم نصّها مع شهامة أصحاب سيّد الشهداء وعزمهم الراسخ وجرأتهم وشجاعتهم ، هي أقرب إلى الواقع القاضي بأنّ مسلماً لم يقبل أبداً عرض الأمان ، وأنّه حارب حتّى آخر رمق من حياته ، وأنّه اُسر عندما فقد القدرة على الدفاع عن نفسه .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4516
صفحه از 458
پرینت  ارسال به