159
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

العُليا ، وضَرَبَهُ مُسلِمٌ في جَوفِهِ فَقَتَلَهُ ، وطُعِنَ مِن خَلفِهِ فَسَقَطَ مِن فَرَسِهِ فَاُسِرَ. ۱

۱۲۰۹.الفتوح :أرسَلَ إلَيهِ [أي إلى مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ] عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ أن أعطِهِ الأَمانَ ؛ فَإِنَّكَ لَن تَقدِرَ عَلَيهِ إلّا بِالأَمانِ . فَجَعَلَ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ يَقولُ : وَيحَكَ يَابن عَقيلٍ ! لا تَقتُل نَفسَكَ ، لَكَ الأَمانُ ، ومُسلِمُ بنُ عَقيلٍ يَقولُ : لا حاجَةَ إلى أمانِ الغَدَرَةِ ، ثُمَّ جَعَلَ يُقاتِلُهُم وهُوَ يَقولُ :

أقسَمتُ لا اُقتَلُ إلّا حُرّاولَو وَجَدتُ المَوتَ كَأسا مُرّا
أكرَه أن اُخدَعَ أو اُغَرّاكُلُّ امرِى ءٍ يَوما يُلاقي شَرّا
أضرِبُكُم ولا أخافُ ضُرّا
قالَ : فَناداهُ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ وقالَ : وَيحَكَ يَابنَ عَقيلٍ ! إنَّكَ لا تُكذَبُ ولا تُغَرُّ ، القَومُ لَيسوا بِقاتِليكَ فَلا تَقتُل نَفسَكَ .
قالَ : فَلَم يَلتَفِت مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ـ رَحِمَهُ اللّهُ ـ إلى كَلامِ ابنِ الأَشعَثِ ، وجَعَلَ يُقاتِلُ حَتّى اُثخِنَ بِالجِراحِ ، وضَعُفَ عَنِ القِتالِ ، وتَكاثَروا عَلَيهِ فَجَعَلوا يَرمونَهُ بِالنَّبلِ وَالحِجارَةِ ، فَقالَ مُسلِمٌ : وَيلَكُم ! ما لَكُم تَرمونَني بِالحِجارَةِ كَما تُرمَى الكُفّارُ ، وأنَا مِن أهلِ بَيتِ الأَنبِياءِ الأَبرارِ ؟ ! وَيلَكُم ! أما تَرعَونَ حَقَّ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وذُرِّيَّتِهِ ؟
قالَ : ثُمَّ حَمَلَ عَلَيهِم ـ عَلى ضَعفِهِ ـ فَكَسَرَهُم وفَرَّقَهُم فِي الدُّروبِ ، ثُمَّ رَجَعَ وأسنَدَ ظَهرَهُ إلى بابِ دارٍ هُناكَ ، فَرَجَعَ القَومُ إلَيهِ فَصاحَ بِهِم مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ : ذَروهُ حَتّى اُكَلِّمَهُ بِما يُريدُ .
قالَ : ثُمَّ دَنا مِنهُ ابنُ الأَشعَثِ حَتّى وَقَفَ قُبالَتَهُ ، وقالَ : وَيلَكَ يَابنَ عَقيلٍ ، لا تَقتُل نَفسَكَ ، أنتَ آمِنٌ ودَمُكَ في عُنُقي . فَقالَ لَهُ مُسلِمٌ : أتَظُنُّ يَابنَ الأَشعَثِ

1.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۳ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
158

الأَمانُ . فَقالَ لَهُ مُسلِمٌ : وأيُّ أمانٍ لِلغَدَرَةِ الفَجَرَةِ ! ثُمَّ أقبَلَ يُقاتِلُهُم ويَرتَجِزُ بِأبياتِ حَمرانَ بنِ مالِكٍ الخَثعَمِيِّ يَومَ القرنِ ، حَيثُ يَقولُ :

أقسَمتُ لا اُقتَلُ إلّا حُرّاوإن رَأَيتُ المَوتَ شَيئا نُكرا
أكرَهُ أن اُخدَعَ أو اُغَرّاأو أخلِطَ البارِدَ سُخنا مُرّا
كُلُّ امرِئٍ يَوما يُلاقي شَرّاأضرِبُكُم ولا أخافُ ضُرّا
فَقالوا لَهُ : إنَّكَ لا تُخدَعُ ولا تُغَرُّ ، فَلَم يَلتَفِت إلى ذلِكَ ، وتَكاثَروا عَلَيهِ بَعدَ أن اُثخِنَ بِالجِراح ، فَطَعَنَهُ رَجُلٌ مِن خَلفِهِ ، فَخَرَّ إلَى الأَرضِ ، فَاُخِذَ أسيرا. ۱

۱۲۰۸.المناقب لابن شهر آشوب :قالَ [ابنُ الأَشعَثِ] : وَيحَكَ ابنَ عَقيلٍ ! لَكَ الأَمانُ . وهُوَ يَقولُ : لا حاجَةَ لي في أمانِ الفَجَرَةِ ! وهُوَ يَرتَجِزُ :

أقسَمتُ لا اُقتَلُ إلّا حُرّاوإنَ رَأَيتُ المَوتَ شَيئا نُكرا
أكرَهُ أن اُخدَعَ أو اُغَرّاكُلُّ امرِئٍ يَوما يُلاقي شَرّا
أضرِبُكُم ولا أخافُ ضُرّاضَربَ غُلامٍ قَطُّ لَم يَفِرّا
فَضَرَبوهُ بِالسِّهامِ وَالأَحجارِ حَتّى عَيِيَ وَاستَنَدَ حائِطا ، فَقالَ : ما لَكُم تَرموني بِالأَحجارِ كَما تُرمَى الكُفّارُ ، وأنَا مِن أهلِ بَيتِ الأَنبِياءِ الأَبرارِ ؟ ! ألا تَرعَونَ حَقَّ رَسولِ اللّهِ في ذُرِّيَّتِهِ ؟!
فَقالَ ابنُ الأَشعَثِ : لا تَقتُل نَفسَكَ ، وأنتَ في ذِمَّتي ، قالَ : اُؤسَرُ وبي طاقَةٌ ؟! لا وَاللّهِ ، لا يَكونُ ذلِكَ أبَدا . وحَمَلَ عَلَيهِ فَهَرَبَ مِنهُ ، فَقالَ مُسلِمٌ : اللّهُمَّ إنَّ العَطَشَ قَد بَلَغَ مِنّي .
فَحَمَلوا عَلَيهِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، فَضَرَبَهُ بُكَيرُ بنُ حُمرانَ الأَحمَرِيُّ عَلى شَفَتِهِ

1.الملهوف : ص ۱۲۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8391
صفحه از 458
پرینت  ارسال به