رَأى ذلِكَ قالَ : أكُلُّ ما أرى مِنَ الإِحلابِ ۱ لِقَتلِ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ؟ يا نَفسُ اخرُجي إلَى المَوتِ الَّذي لَيسَ عَنهُ مَحيصٌ .
فَخَرَجَ إلَيهِم مُصلِتا سَيفَهُ إلَى السِّكَّةِ فَقاتَلَهُم ، وَاختَلَفَ هُوَ وبُكَيرُ بنُ حُمرانَ الأَحمَرِيُّ ضَربَتَينِ : فَضَرَبَ بُكَيرٌ فَمَ مُسلِمٍ فَقَطَعَ السَّيفُ شَفَتَهُ العُليا وشَرَعَ فِي السُّفلى ، وضَرَبَهُ مُسلِمٌ ضَربَةً مُنكَرَةً في رَأسِهِ ، ثُمَّ ضَرَبَهُ اُخرى عَلى حَبلِ العاتِقِ فَكادَ يَصِلُ إلى جَوفِهِ ، وهُوَ يَرتَجِزُ ويَقولُ :
اُقسِمُ لا اُقتَلُ إلّا حُرّاوإنَ رَأَيتُ المَوتَ شَيئا مُرّا
كُلُّ امرِئٍ يَوما مُلاقٍ شَرّاأخافُ أن اُكذَبَ أو اُغَرّا ۲
۱۲۰۱.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :أمَرَ ابنُ زِيادٍ خَليفَتَهُ عَمرَو بنَ حُرَيثٍ المَخزوِميَّ أن يَبعَثَ مَعَ مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ ثَلاثَمِئَةِ رَجُلٍ مِن صَناديدِ أصحابِهِ ، فَرَكِبَ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ حَتّى وافَى الدّارَ الّتي فيها مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ، فَسَمِعَ مُسلِمٌ وَقعَ حَوافِرِ الخَيلِ وأصواتَ الرِّجالِ ، فَعَلِمَ أنَّهُ قَد اُتِيَ ، فَبادَرَ مُسرِعا إلى فَرَسِهِ ، فَأَسرَجَهُ وألجَمَهُ وصَبَّ عَلَيهِ دِرعَهُ ، وَاعتَجَرَ بِعِمامَتِهِ وتَقَلَّدَ سَيفَهُ ، وَالقَومُ يَرمونَ الدّارَ بِالحِجارَةِ ، ويُلهِبونَ النّارَ في هوارِي القَصَبِ ، فَتَبَسَّمَ مُسلِمٌ ثُمَّ قالَ : يا نَفسِي ! اخرُجي إلَى المَوتِ الَّذي لَيسَ مِنهُ مَحيصٌ ولا مَحيدٌ .
ثُمَّ قالَ لِلمَرأَةِ : رَحِمَكِ اللّهُ وجَزاكِ خَيرا ، اِعلَمي إنّي ابتُليتُ مِن قِبَلِ ابنِكِ ، فَافتَحِي البابَ ، فَفَتَحَتهُ ، وخَرَجَ مُسلِمٌ في وُجوهِ القَومِ كَالأَسَدِ المُغضَبِ ، فَجَعَلَ يُضارِبُهُم بِسَيفِهِ حَتّى قَتَلَ جَماعَةً ، وبَلَغَ ذلِكَ ابنَ زِيادٍ ، فَأَرسَلَ إلى مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ : سُبحانَ اللّهِ أبا عَبدِ الرَّحمنِ ، بَعَثناكَ إلى رَجُلٍ واحِدٍ لِتَأتِيَنا بِهِ ، فَثَلَمَ مِن