147
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

وخُروجِكِ مِنهُ باكِيَةً ، ما قِصَّتُكِ ؟
فَقالَت : يا وَلَداه ، إنّي مُخبِرَتُكَ بِشَيءٍ لا تُفشِهِ لِأَحَدٍ ، فَقالَ لَها : قولي ما أحبَبتِ ، فَقالَت لَهُ : يا بُنَيَّ ، إنَّ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ في ذلِكَ البَيتِ ، وقَد كانَ مِن قِصَّتِهِ كَذا وكَذا .
قالَ : فَسَكَتَ الغُلامُ ولَم يَقُل شَيئا ، ثُمَّ أخَذَ مَضجَعَهُ ونامَ. ۱

۴ / ۲۳

فَحصُ ابنِ زِيادٍ عَن مُسلِمٍ وأصحابِهِ

۱۱۸۵.تاريخ الطبري عن المجالد بن سعيد :لَمّا طالَ عَلَى ابنِ زِيادٍ ، وأخَذَ لا يَسمَعُ لِأَصحابِ ابنِ عَقيلٍ صَوتا كَما كانَ يَسمَعُهُ قَبلَ ذلِكَ ، قالَ لِأَصحابِهِ : أشرِفوا ، فَانظُروا هَل تَرَونَ مِنهُم أحَدا ؟
فَأَشرَفوا فَلَم يَرَوا أحَدا ، قالَ : فَانظُروا لَعَلَّهُم تَحتَ الظِّلالِ قَد كَمَنوا لَكُم ، فَفَرَعوا ۲ بَحابِحَ ۳ المَسجِدِ ، وجَعَلوا يَخفِضونَ شُعَلَ النّارِ في أيديهِم ، ثُمَّ يَنظُرونَ هَل فِي الظِّلالِ أحَدٌ ؟ وكانَت أحيانا تُضيءُ لَهُم ، وأحيانا لا تُضيءُ لَهُم كَما يُريدونَ ، فَدَلَّوا القَناديلَ وأنصافَ الطِّنانِ ۴ تُشَدُّ بِالحِبالِ ، ثُمَّ تُجعَلُ فيهَا النيرانُ ، ثُمَّ تُدَلّى حَتّى تَنتَهِيَ إلَى الأَرضِ ، فَفَعَلوا ذلِكَ في أقصَى الظِّلالِ وأدناها وأوسَطِها ، حَتّى فَعَلوا ذلِكَ بِالظُّلَّةِ الَّتي فيهَا المِنبَرُ. ۵

1.الفتوح : ج ۵ ص ۵۰ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۰۷ نحوه .

2.فَرَعَ الشيء : علاه (لسان العرب : ج ۸ ص ۲۴۷ «فرع») .

3.بحبوحة الدار : وسطها (النهاية : ج ۱ ص ۹۸ «بحبح») .

4.الطُّنّ : حُزمة القصب (الصحاح : ج ۶ ص ۲۱۵۸ «طنن») .

5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۷۲ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۵۵ نحوه وفيه «فنزعوا تخاتج المسجد» بدل «ففرعوا بحابح المسجد» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۱ وراجع : الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۱ ومقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۵ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
146

بِالجِراحاتِ ، حَتّى صارَ إلى دارِ امرَأَةٍ يُقالُ لَها : طَوعَةُ ، وقَد كانَت فيما مَضَى امرَأَةَ قَيسٍ الكِندِيِّ ، فَتَزَوَّجَها رَجُلٌ مِن حَضرَمَوتَ يُقالُ لَهُ : أسَدُ بنُ البطينِ ۱ ، فَأَولَدَها وَلَدا يُقالُ لَهُ أسَدٌ. ۲
وكانَتِ المَرأَةُ واقِفَةً عَلى بابِ دارِها ، فَسَلَّمَ عَلَيها مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ، فَرَدَّت عَلَيهِ السَّلامَ ، ثُمَّ قالَت : ما حاجَتُكَ ؟ قالَ : اِسقيني شُربَةً مِنَ الماءِ ، فَقَد بَلَغَ مِنِّي العَطَشُ .
قالَ : فَسَقَتهُ حَتّى رَوِيَ ، فَجَلَسَ عَلى بابِها .
فَقالَت : يا عَبدَ اللّهِ ، ما لَكَ جالِسٌ ؟ أما شَرِبتَ ؟ فَقالَ : بَلى وَاللّهِ ، ولكِنّي ما لي بِالكوفَةِ مَنزِلٌ ، وإنّي غَريبٌ قَد خَذَلني مَن كُنتُ أثِقُ بِهِ ، فَهَل لَكِ في مَعروفٍ تَصطَنِعيهِ إلَيَّ ، فَإِنّي رَجُلٌ مِن أهلِ بَيتِ شَرَفٍ وكَرَمٍ ، ومِثلي مَن يُكافِئُ بِالإِحسانِ .
فَقالَت : وكَيفَ ذلِكَ ، ومَن أنتَ ؟ فَقالَ مُسلِمٌ رَحِمَهُ اللّهُ : خَلّي هذَا الكَلامَ وأدخِليني مَنزِلَكِ ، عَسَى اللّهُ أن يُكافِئَكِ غَدا بِالجَنَّةِ .
فَقالَت : يا عَبدَ اللّهِ ، خَبِّرنِي اسمَكَ ولا تَكتُمني شَيئا مِن أمرِكَ ؛ فَإِنّي أكرَهُ أن يُدخَلَ مَنزلي مِن قَبلِ مَعرِفَةِ خَبَرِكَ ، وهذِهِ الفِتنَةٌ قائِمَةٌ ، وهذا عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ بِالكوفَةِ .
فَقالَ لَها مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ : إنَّكِ لَو عَرَفتِني حَقَّ المَعرِفَةِ لَأَدخَلتِني دارَكِ ، أَنا مُسلِمُ بنُ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ ، فَقالَتِ المَرأَةُ : قُم فَادخُل رَحِمَكَ اللّهُ ! فَأَدخَلَتهُ مَنزِلَها ، وجاءَتهُ بِالمِصباحِ وبِالطَّعامِ ، فَأَبى أن يَأكُلَ .
فَلَم يَكُن بِأَسرَعَ مِن أن جاءَ ابنُها ، فَلَمّا أتى وَجَدَ اُمَّهُ تُكِثرُ دُخولَها وخُروجَها إلى بَيتٍ هُناكَ ، وهِيَ باكِيَةٌ ، فَقالَ لَها : يا اُمّاهُ ، إنَّ أمرَكِ يُريبُني لِدُخولِكِ هذَا البَيتَ

1.في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي «اُسيد الحضرمي» .

2.في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : «بلال بن أسيد» .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8392
صفحه از 458
پرینت  ارسال به