المِصرِ مَنزِلٌ ولا عَشيرَةٌ ، فَهَل لَكِ إلى أجرٍ ومَعروفٍ ، ولَعَلّي مُكافِئُكِ بِهِ بَعدَ اليَومِ ؟ فَقالَت : يا عَبدَ اللّهِ وما ذاكَ ؟ قالَ : أنَا مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ، كَذَبَني هؤُلاءِ القَومُ وغَرّوني .
قالَت : أنتَ مُسلِمٌ ؟ ! قالَ : نَعَم .
قالَت : اُدخُل ، فَأَدخَلَتهُ بَيتا في دارِها غَيرَ البَيتِ الَّذي تَكونُ فيهِ ، وفَرَشَت لَهُ ، وعَرَضَت عَلَيهِ العَشاءَ فَلَم يَتَعَشَّ ، ولَم يَكُن بِأَسرَعَ مِن أن جاءَ ابنُها ، فَرَآها تُكِثرُ الدُّخولَ فِي البَيتِ وَالخُروجَ مِنهُ ، فَقالَ : وَاللّهِ إنَّهُ لَيُريبُني كَثرَةُ دُخولِكِ هذَا البَيتَ مُنذُ اللَّيلَةِ وخُروجِكِ مِنهُ ، إنَّ لَكِ لَشَأنا !
قالَت : يا بُنَيَّ الهَ ۱ عَن هذا . قالَ لَها : وَاللّهِ لَتُخبِرِنّي . قالَت : أقبِل عَلى شَأنِكَ ولا تَسَأَلني عَن شَيءٍ ، فَأَلَحَّ عَلَيها ، فَقالَت : يا بُنَيَّ لا تُحَدِّثَنَّ أحَدا مِنَ النّاسِ بِما اُخبِرُكَ بِهِ ، وأخَذَت عَلَيهِ الأَيمانَ ، فَحَلَفَ لَها ، فَأَخبَرَتهُ ، فَاضطَجَعَ وسَكَتَ ، وزَعَموا أنَّهُ قَد كانَ شَريدا مِنَ النّاسِ ، وقالَ بَعضُهُم : كانَ يَشرَبُ مَعَ أصحابٍ لَهُ . ۲
۱۱۷۷.أنساب الأشراف :دُفِعَ [مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ] إلى بابِ امرَأَةٍ يُقالُ لَها : طَوعَةُ ، فَاستَسقى ماءً فَسَقَتهُ ، ثُمَّ قالَ : يا أمَةَ اللّهِ ، أنَا مُسلِمُ بنُ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ ، كَذَبَني هؤُلاءِ القَومُ وغَرّوني ، فَآويني .
فَأَدخَلَتهُ مَنزِلَها وآوَتهُ ، وجاءَ ابنُها فَجَعَلَ يُنكِرُ كَثرَةَ دُخولِها إلى مُسلِمٍ وخُروجِها مِن عِندِهِ ، فَسَأَلَها عَن قِصَّتِها ، فَأَعلَمَتهُ إجارَتَها مُسلِما ، فَأَتى عَبدَ الرَّحمنِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ فَأَخبَرَهُ بِذلِكَ. ۳
1.إلهَ عن هذا : أي اتركه (تاج العروس : ج ۲۰ ص ۱۷۰ «لهو») .
2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۷۱ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۱ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۴ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۵ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۵۴ ، روضة الواعظين : ص ۱۹۳ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۲ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۰ وراجع : الثقات لابن حبّان : ج ۲ ص ۳۰۸ .
3.أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۸ .