۴ / ۱۶
خُطبَةُ ابنِ زِيادٍ بَعدَ اعتِقالِ هانِئٍ
۱۱۴۳.تاريخ الطبري عن محمّد بن بشير الهمداني :لَمّا ضَرَبَ عُبَيدُ اللّهِ هانِئا وحَبَسَهُ ، خَشِيَ أن يَثِبَ النّاسُ بِهِ ، فَخَرَجَ فَصَعِدَ المِنبَرَ ، ومَعَهُ أشرافُ النّاسِ ، وشُرَطُهُ وحَشَمُهُ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أمّا بَعدُ ، أيُّهَا النّاسُ ! فَاعتَصِموا بِطاعَةِ اللّهِ وطاعَةِ أئِمَّتِكُم ، ولا تَختَلِفوا ولا تَفَرَّقوا ، فَتَهلِكَوا وتُذَلّوا ، وتُقتَلوا وتُجفَوا وتُحرَموا ، إنَّ أخاكَ مَن صَدَقَكَ ، وقَد أعذَرَ مَن أنذَرَ .
قالَ : ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنزِلَ ، فَما نَزَلَ عَنِ المِنبَرِ حَتّى دَخَلَتِ النَّظّارَةُ المَسجِدَ مِن قِبَلِ التَّمّارينَ يَشتَدّونَ ويَقولونَ : قَد جاءَ ابنُ عَقيلٍ ، قَد جاءَ ابنُ عَقيلٍ ، فَدَخَلَ عُبَيدُ اللّهِ القَصرَ مُسرِعا ، وأغلَقَ أبوابَهُ. ۱
۱۱۴۴.الفتوح :خَرَجَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ مِنَ القَصرِ حَتّى دَخَلَ المَسجِدَ الأَعظَمَ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ التَفَتَ فَرَأى أصحابَهُ عَن يَمينِ المِنبَرِ وعَن شِمالِهِ ، وفي أيديهِمُ الأَعمِدَةُ وَالسُّيوفُ المُسَلَّلَةُ ، فَقالَ : أمّا بَعدُ يا أهلَ الكوفَةِ ، فَاعتَصِموا بِطاعَةِ اللّهِ ورَسولِهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وطاعَةِ أئِمَّتِكُم ، ولا تَختَلِفوا ولا تَفَرَّقوا ، فَتَهلِكوا وتَندَموا ، وتُذَلّوا وتُقهَروا ، فَلا يَجعَلَنَّ أحَدٌ عَلى نَفسِهِ سَبيلاً ، وقَد أعذَرَ مَن أنذَرَ .
قالَ : فَما أتَمَّ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زيادٍ ذلِكَ ـ الخُطبَةَ ـ حَتّى سَمِعَ الصَّيحَةَ ، فَقالَ : ما هذا ؟ فَقيلَ لَهُ : أيُّهَا الأَميرُ ! الحَذَرَ الحَذَرَ ، هذا مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ قَد أقبَلَ في جَميعِ مَن بايَعَهُ .