۴ / ۱۵
اِعتِقالُ هانِئٍ وما جَرى فيهِ
۱۱۳۸.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن المعلّى بن كليب عن أبي الودّاك :كانَ هانِئٌ يَغدو ويَروحُ إلى عُبَيدِ اللّهِ ، فَلَمّا نَزَلَ بِهِ مُسلِمٌ انقَطَعَ مِنَ الاِختِلافِ ، وتَمارَضَ فَجَعَلَ لا يَخرُجُ ، فَقالَ ابنُ زِيادٍ لِجُلَسائِهِ : ما لي لا أرى هانِئا ؟ فَقالوا : هُوَ شاكٍ ، فَقالَ : لَو عَلِمتُ بِمَرَضِهِ لَعُدتُهُ .
قالَ أبو مِخنَفٍ : فَحَدَّثَنِي المُجالِدُ بنُ سَعيدٍ ، قالَ : دَعا عُبَيدُ اللّهِ مُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ وأسماءَ بنَ خارِجَةَ .
قالَ أبو مِخنَفٍ : حدََّثَنِي الحَسَنُ بنُ عُقبَةَ المُرادِيُّ : أنَّهُ بَعَثَ مَعَهُما عَمرَو بنَ الحَجّاجِ الزُّبيدِيَّ .
قالَ أبو مِخنَفٍ : وحَدَّثَني نُمَيرُ بنُ وَعلَةَ عَن أبِي الوَدّاكِ ، قالَ : كانَت رَوعَةُ ، اُختُ عَمرِو بنِ الحَجّاجِ تَحتَ هانِئِ بنِ عُروَةَ ، وهِيَ اُمُّ يَحيَى بنِ هانِئٍ ، فَقالَ لَهُم [ابنُ زِيادٍ] : ما يَمنَعُ هانِئَ بنَ عُروَةَ مِن إتيانِنا ؟ قالوا : ما نَدري ـ أصلَحَكَ اللّهُ ـ وإنَّهُ لَيَتَشَكّى ، قالَ : قَد بَلَغَني أنَّهُ قَد بَرَأَ وهُوَ يَجلِسُ عَلى بابِ دارِهِ ، فَالقَوهُ فَمُروهُ ألّا يَدَعَ ما عَلَيهِ في ذلِكَ مِنَ الحَقِّ ؛ فَإِنّي لا اُحِبُّ أن يَفسُدَ عِندي مِثلُهُ مِن أشرافِ العَرَبِ .
فَأَتَوهُ حَتّى وَقَفوا عَلَيهِ عَشِيَّةً ـ وهُوَ جالِسٌ عَلى بابِهِ ـ فَقالوا : ما يَمنَعُكَ مِن لِقاءِ الأَميرِ ، فَإِنَّهُ قَد ذَكَرَكَ ، وقَد قالَ : لَو أعلَمُ أنَّهُ شاكٍ لَعُدتُهُ ؟ فَقالَ لَهُم : اَلشَّكوى تَمنَعُني ، فَقالوا لَهُ : يَبلُغُهُ أنَّكَ تَجلِسُ كُلَّ عَشِيَّةٍ عَلى بابِ دارِكَ ، وقَدِ استَبطَأَكَ ، وَالإِبطاءُ وَالجَفاءُ لا يَحتَمِلُهُ السُّلطانُ ، أقسَمنا عَلَيكَ لَمّا رَكِبتَ مَعَنا .
فَدَعا بِثِيابِهِ فَلَبِسَها ، ثُمَّ دَعا بِبَغلَةٍ فَرَكِبَها ، حَتّى إذا دَنا مِنَ القَصرِ ؛ كَأَنَّ نَفسَهُ