115
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

ذلِكَ ؟ فَقالَ لَهُ : إنّا اشتَغَلنا بِمَوتِ هذَا الرَّجُلِ شَريكِ بنِ عَبدِ اللّهِ ، وقَد كانَ مِن خِيارِ الشّيعَةِ ، ويَتَوَلّى أهلَ هذَا البَيتِ . فَقالَ لَهُ مَعقِلٌ : ومُسلِمُ بنُ عَقيلٍ في مَنزِلِ هانِي بنِ عُروَةَ ؟ فَقالَ لَهُ : نَعَم ، هُوَ في مَنزِلِ هانِي بنِ عُروَةَ ؛ فَقالَ مَعقِلٌ : قُم بِنا إلَيهِ حَتّى أدفَعَ لَهُ هذَا المالَ . فَأَخَذَ بِيَدِهِ وأدخَلَهُ عَلى مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، فَرَحَّبَ بِهِ مُسلِمٌ وأدناهُ ، وأخَذَ بَيعَتَهُ وأمَرَ أن يُقبَضَ ما مَعَهُ مِنَ المالِ .
وأقامَ مَعقِلٌ في مَنزِلِ هانِي بنِ عُروَةَ يَومَهُ ، حَتّى إذا أمسَى انصَرَفَ إلى ابنِ زِيادٍ ، فَأَخبَرَهُ بِأَمرِ مُسلِمٍ ، فَبَقِيَ ابنُ زِيادٍ مُتَعَجِّبا ، وقالَ لِمَعقِلٍ : اُنظُر أن تَختَلِفَ إلى مُسلِمٍ في كُلِّ يَومٍ ولا تَنقَطِع عَنهُ ، فَإِنَّكَ إن قَطَعتَهُ استَرابَكَ ، وتَنَحّى عَن مَنزِلِ هاني إلى مَنزِلٍ آخَرَ ، فَأَلقى في طَلَبِهِ عَناءً. ۱

۱۱۳۷.الأخبار الطوال :خَفِيَ عَلى عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ مَوضِعُ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، فَقالَ لِمَولىً لَهُ مِن أهلِ الشّامِ يُسَمّى مَعقِلاً ، وناوَلَهُ ثَلاثَةَ آلافِ دِرهَمٍ في كيسٍ ، وقالَ : خُذ هذَا المالَ ، وَانطَلِق فَالتَمِس مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ ، وتَأَتَّ ۲ لَهُ بِغايَةِ التَّأَتّي .
فَانطَلَقَ الرَّجُلُ حَتّى دَخَلَ المَسجِدَ الأَعظَمَ ، وجَعَلَ لا يَدري كَيفَ يَتَأَتَّى الأَمرَ ، ثُمَّ إنَّهُ نَظَرَ إلى رَجُلٍ يُكثِرُ الصَّلاةَ إلى سارِيَةٍ مِن سَوارِي المَسجِدِ ، فَقالَ في نَفسِهِ : إنَّ هؤُلاءِ الشّيعَةَ يُكثِرونَ الصَّلاةَ ، وأحسَبُ هذا مِنهُم. ۳
فَجَلَسَ الرَّجُلُ ، حَتّى إذَا انفَتَلَ مِن صلاتِهِ قامَ ، فَدَنا مِنهُ وجَلَسَ ، فَقالَ : جُعِلتُ فِداكَ ، إنّي رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ ، مَولىً لِذي الكِلاعِ ، وقَد أنعَمَ اللّهُ عَلَيَّ بِحُبِّ أهلِ بَيتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وحُبِّ مَن أحَبَّهُم ، ومَعي هذِهِ الثَّلاثَةُ الآلافِ دِرهَمٍ ، اُحِبُّ

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۰۱ ، الفتوح : ج ۵ ص ۴۱ .

2.تأتّى فلان لحاجته : إذا ترفّق لها وأتاها من وجهها (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۱۷ «أتي») .

3.والملفت هنا أنّ من صفات شيعة آل البيت عليهم السلام البارزة هي كثرة الصلاة والعبادة وحسن السيرة ، وكانوا يُعرفون بذلك .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
114

المالَ وبايَعَهُ ، ورَجَعَ إلى عُبَيدِ اللّهِ فَأَخبَرَهُ. ۱

۱۱۳۶.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :دَعا عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ مَولىً لَهُ يُقالُ لَهُ مَعقِلٌ ، فَقالَ : هذِهِ ثَلاثَةُ آلافِ دِرهَمٍ ، خُذها إلَيكَ وَالتَمِس مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ حَيثُما كانَ بِالكوفَةِ ، فَإِذا عَرَفتَ مَوضِعَهُ ، فَادخُل إلَيهِ ، وأعلِمهُ أنَّكَ مِن شيعَتِهِ وعَلى مَذهَبِهِ ، وَادفَع إلَيهِ هذِهِ الدّراهِمَ ، وقُل لَهُ : اِستَعِن بِها عَلى عَدُوِّكَ ، فَإِنَّكَ إذا دَفَعتَ إلَيهِ هذِهِ الدَّراهِمَ وَثِقَ بِكَ ، وَاطمَأَنَّ إلَيكَ ، ولَم يَكتُمكَ مِن أمرِهِ شَيئا ، ثُمَّ اغدُ عَلَيَّ بِالأَخبارِ عَنهُ .
فَأَقبَلَ مَعقِلٌ حَتّى دَخَلَ المَسجِدَ الأَعظَمَ ، فَنَظَرَ إلى رَجُلٍ مِنَ الشّيعَةِ يُقالُ لَهُ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ الأَسَدِيُّ ، فَجَلَسَ إلَيهِ ثُمَّ قالَ لَهُ : يا عَبدَ اللّهِ ، إنّي رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ ، غَيرَ أنّي اُحِبُّ أهلَ هذَا البَيتِ ، واُحِبُّ مَن يُحِبُّهُم ، ومَعي ثَلاثَةُ آلافِ دِرهَمٍ ، أحبَبتُ أن أدفَعَها إلى رَجُلٍ بَلَغَني أنَّهُ قَد قَدِمَ إلى بَلَدِكُم هذا يَأخُذُ البَيعَةَ لاِبنِ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَإِن رَأَيتَ أن تَدُلَّني عَلَيهِ حَتّى أدفَعَ هذَا المالَ إلَيهِ واُبايِعَهُ ، وإن شِئتَ فَخُذ بَيعَتي لَهُ قَبلَ أن تَدُلَّني عَلَيهِ .
فَظَنَّ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ أنَّ القَولَ عَلى ما يَقولُهُ ، فَأَخَذَ عَلَيهِ الأَيمانَ وَالعُهودَ أنَّهُ ناصِحٌ ، وأنَّهُ يَكونُ مَعَ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ عَلَى ابنِ زِيادٍ ، فَأَعطاهُ مَعقِلٌ مِنَ العُهودِ ماوَثِقَ بِها مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ ؛ ثُمَّ قالَ لَهُ : اِنصَرِف عَنّي الآنَ يَومي هذا حَتّى أنظُرَ في ذلِكَ . فَانصَرَفَ عَنهُ ... .
فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ أقبَلَ مَعقِلٌ إلى مُسلِمِ بنِ عَوسَجَةَ ، فَقالَ لَهُ : إنَّكَ قَد كُنتَ وَعَدتَني أن تُدخِلَني عَلى هذَا الرَّجُلِ فَأَدفَعَ إلَيهِ هذَا المالَ ، فَمَا الَّذي بَدا لَكَ مِن

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۴۸ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۴ ، تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۵۹۱ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۷ ، الإصابة : ج ۲ ص ۷۰ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۱ والثلاثة الأخيرة نحوه ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۹۰ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۵ عن الإمام زين العابدين عليه السلام ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۱ نحوه وراجع : مثير الأحزان : ص ۳۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8353
صفحه از 458
پرینت  ارسال به