ذلِكَ ؟ فَقالَ لَهُ : إنّا اشتَغَلنا بِمَوتِ هذَا الرَّجُلِ شَريكِ بنِ عَبدِ اللّهِ ، وقَد كانَ مِن خِيارِ الشّيعَةِ ، ويَتَوَلّى أهلَ هذَا البَيتِ . فَقالَ لَهُ مَعقِلٌ : ومُسلِمُ بنُ عَقيلٍ في مَنزِلِ هانِي بنِ عُروَةَ ؟ فَقالَ لَهُ : نَعَم ، هُوَ في مَنزِلِ هانِي بنِ عُروَةَ ؛ فَقالَ مَعقِلٌ : قُم بِنا إلَيهِ حَتّى أدفَعَ لَهُ هذَا المالَ . فَأَخَذَ بِيَدِهِ وأدخَلَهُ عَلى مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، فَرَحَّبَ بِهِ مُسلِمٌ وأدناهُ ، وأخَذَ بَيعَتَهُ وأمَرَ أن يُقبَضَ ما مَعَهُ مِنَ المالِ .
وأقامَ مَعقِلٌ في مَنزِلِ هانِي بنِ عُروَةَ يَومَهُ ، حَتّى إذا أمسَى انصَرَفَ إلى ابنِ زِيادٍ ، فَأَخبَرَهُ بِأَمرِ مُسلِمٍ ، فَبَقِيَ ابنُ زِيادٍ مُتَعَجِّبا ، وقالَ لِمَعقِلٍ : اُنظُر أن تَختَلِفَ إلى مُسلِمٍ في كُلِّ يَومٍ ولا تَنقَطِع عَنهُ ، فَإِنَّكَ إن قَطَعتَهُ استَرابَكَ ، وتَنَحّى عَن مَنزِلِ هاني إلى مَنزِلٍ آخَرَ ، فَأَلقى في طَلَبِهِ عَناءً. ۱
۱۱۳۷.الأخبار الطوال :خَفِيَ عَلى عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ مَوضِعُ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، فَقالَ لِمَولىً لَهُ مِن أهلِ الشّامِ يُسَمّى مَعقِلاً ، وناوَلَهُ ثَلاثَةَ آلافِ دِرهَمٍ في كيسٍ ، وقالَ : خُذ هذَا المالَ ، وَانطَلِق فَالتَمِس مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ ، وتَأَتَّ ۲ لَهُ بِغايَةِ التَّأَتّي .
فَانطَلَقَ الرَّجُلُ حَتّى دَخَلَ المَسجِدَ الأَعظَمَ ، وجَعَلَ لا يَدري كَيفَ يَتَأَتَّى الأَمرَ ، ثُمَّ إنَّهُ نَظَرَ إلى رَجُلٍ يُكثِرُ الصَّلاةَ إلى سارِيَةٍ مِن سَوارِي المَسجِدِ ، فَقالَ في نَفسِهِ : إنَّ هؤُلاءِ الشّيعَةَ يُكثِرونَ الصَّلاةَ ، وأحسَبُ هذا مِنهُم. ۳
فَجَلَسَ الرَّجُلُ ، حَتّى إذَا انفَتَلَ مِن صلاتِهِ قامَ ، فَدَنا مِنهُ وجَلَسَ ، فَقالَ : جُعِلتُ فِداكَ ، إنّي رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ ، مَولىً لِذي الكِلاعِ ، وقَد أنعَمَ اللّهُ عَلَيَّ بِحُبِّ أهلِ بَيتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وحُبِّ مَن أحَبَّهُم ، ومَعي هذِهِ الثَّلاثَةُ الآلافِ دِرهَمٍ ، اُحِبُّ
1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۰۱ ، الفتوح : ج ۵ ص ۴۱ .
2.تأتّى فلان لحاجته : إذا ترفّق لها وأتاها من وجهها (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۱۷ «أتي») .
3.والملفت هنا أنّ من صفات شيعة آل البيت عليهم السلام البارزة هي كثرة الصلاة والعبادة وحسن السيرة ، وكانوا يُعرفون بذلك .