109
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

وقفة عند الرواية التي تفيد التخطيط لاغتيال ابن زياد

من القضايا التي تستحقّ التأمّل في أحداث الكوفة قبل استشهاد مسلم عليه السلام ، هي موضوع رواية التخطيط لاغتيال ابن زياد . واستناداً إلى الروايات التي مرّت ، فقد طُرح هذا الاقتراح على مسلم من قبل شريك بن الأعور ، أو هاني بن عروة ، أو عمارة بن عبيد ، وقد وافق عليه وتقرّر أن ينفّذ مسلم هذا المخطّط ـ مع ثلاثين رجلاً مسلحاً ـ عندما يأتي ابن زياد لعيادة هاني ، أو شريك بن الأعور .
فجاء ابن زياد لعيادة شريك بن الأعور أو هاني ، وهيّأ الأرضية لتنفيذ مخطّط الاغتيال ، ولكنّ مسلماً امتنع في اللحظة الأخيرة عن تنفيذه .
وتختلف الروايات بشأن الإجابة على السؤال حول سبب عدم نجاح مسلم في اغتيال ابن زياد ، حيث تدلّ بعض الروايات على أنّ ابن زياد اكتشف من خلال بعض القرائن مخطّط اغتياله، فغادر المكان من فوره . ۱
وتصرّح بعض الروايات بأن امرأة في دار هاني حالت دون أن يقدم مسلم على الاغتيال . ۲
وتفيد بعض الروايات بأنّ مسلماً قال فيإجابته على السؤال حول سبب عدم إقدامه على اغتيال ابن زياد أنّ هناك أمرين منعاه من التنفيذ ، أحدهما : أنّ هاني لم يكن يرغب في

1.راجع : ص۹۸ ح۱۱۲۱ وص۱۰۵ ح۱۱۲۸ وص۱۰۷ ح۱۱۳۱ و ۱۱۳۲ .

2.راجع : ص۱۰۳ ح۱۱۲۵ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
108

مُسلِمٌ عَن قَتلِهِ ، وخَرَجَت جارِيَةٌ بِكوزٍ مِن ماءٍ فَوَجَدَت مُسلِما فِي الخِباءِ ، فَاستَحيَت ورَجَعَت بِالماءِ ثَلاثا ، ثُمَّ قالَ : اِسقوني ولَو كانَ فيهِ ذَهابُ نَفسي ، أتَحمونَني مِنَ الماءِ ؟ فَفَهِمَ مِهرانُ الغَدرَ ، فَغَمَزَ مَولاهُ ، فَنَهَضَ سَريعا وخَرَجَ .
فَقالَ شَريكٌ : أيُّهَا الأَميرُ ! إنّي اُريدُ أن اُوصِيَ إلَيكَ ، فَقالَ : سَأَعودُ !
فَخَرَجَ بِهِ مَولاهُ فَأَركَبَهُ وطَرَّدَ بِهِ ـ أي ساقَ بِهِ ـ وجَعَلَ يَقولُ لَهُ مَولاهُ : إنَّ القَومَ أرادوا قَتلَكَ ، فَقالَ : وَيحَكَ ، إنّي بِهِم لَرَفيقٌ ، فَما بالُهُم ؟ !
وقالَ شَريكٌ لِمُسلِمٍ : ما مَنَعَكَ أن تَخرُجَ فَتَقتُلَهُ ؟ قالَ : حَديثٌ بَلَغَني عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أنَّهُ قالَ : الإيمانُ ضِدُّ الفَتكِ ، لا يَفتِكُ مُؤمِنٌ ، وكَرِهتُ أن أقتُلَهُ في بَيتِكَ .
فَقالَ : أما لَو قَتَلتَهُ لَجَلَستَ فِي القَصرِ ، لَم يَستَعِدَّ مِنهُ أحَدٌ ، ولَيُكفَيَنَّكَ أمرُ البَصرَةِ ، ولَو قَتَلتَهُ لَقَتَلتَ ظالِما فاجِرا . وماتَ شَريكٌ بَعدَ ثَلاثٍ . ۱

۱۱۳۳.الأمالي للشجري عن سعيد بن خالد :مَرِضَ شَريكُ بنُ الأَعورِ ، ومُسلِمٌ في مَنزِلِهِ في حَجَلَةٍ ۲ لِشَريكٍ ومَعَهُ السَّيفُ ، فَقالَ لَهُ شَريكٌ : إنَّ عُبَيدَ اللّهِ ـ يَعني ابنَ زِيادٍ ـ سَيَأتيني عائِدا السّاعَةَ ، فَإِذا جاءَكَ فَدونَكَ هُوَ . فَجاءَ عُبَيدُ اللّهِ فَدَخَلَ عَلَيهِ وسَأَلَهُ ، وخَرَجَ عُبَيدُ اللّهِ فَلَم يَصنَع مُسلِمٌ شَيئا .
وتَحَوَّلَ مُسلِمٌ إلى هانِئِ بنِ عُروَةَ المُرادِيِّ ، وبَلَغَ عُبَيدَ اللّهِ الخَبَرُ ، فَقالَ : وَاللّهِ لَولا أن تَكونَ سُبَّةً ، لَسَبَبتُ شَريكا . ۳

1.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۳ .

2.الحَجَلَةُ : بيتٌ يُزيّن بالثياب والأسِرّة والستور (الصحاح : ج ۴ ص ۱۶۶۷ «حجل») .

3.الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۶۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4627
صفحه از 458
پرینت  ارسال به