103
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

ورَجَعَ إلَى القَصرِ .
وخَرَجَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ إلى شَريكِ بنِ عَبدِ اللّهِ مِن داخِلِ الدّارِ ، فَقالَ لَهُ شَريكٌ : يا مَولايَ ! جُعِلتُ فِداكَ ! مَا الَّذي مَنَعَكَ مِنَ الخُروجِ إلَى الفاسِقِ ، وقَد كُنتُ أمَرتُكَ بِقَتلِهِ ، وشَغَلتُهُ لَكَ بِالكَلامِ ؟!
فَقالَ : مَنَعَني مِن ذلِكَ حَديثٌ سَمِعتُهُ مِن عَمّي عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام أنَّهُ قالَ : «الإيمانُ قَيَّدَ الفَتكَ» ، فَلَم اُحِبَّ أن أقتُلَ عُبَيدَ اللّهِ بنَ زِيادٍ في مَنزِلِ هذَا الرَّجُلِ . فَقالَ لَهُ شَريكٌ : وَاللّهِ لَو قَتَلتَهُ ، لَقَتَلتَ فاسِقا فاجِرا مُنافِقا .
قالَ : ثُمَّ لَم يَلبَث شَريكُ بنُ عَبدِ اللّهِ إلّا ثَلاثَةَ أيّامٍ حَتّى ماتَ ـ رَحِمَهُ اللّهُ ـ وكانَ مِن خِيارِ الشّيعَةِ ، غَيرَ أنَّهُ يَكتُمُ ذلِكَ إلّا عَمَّن يَثِقُ بِهِ مِن إخوانِهِ .
قالَ : وخَرَجَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ فَصَلّى عَلَيهِ ، ورَجَعَ إلى قَصرِهِ . ۱

۱۱۲۵.مثير الأحزان :نَزَلَ [مُسلِمٌ] دَارَ هانِي بنِ عُروَةَ ، وَاختَلَفَ إلَيهِ الشّيعَةُ ، وألَحَّ عُبَيدُ اللّهِ في طَلَبِهِ ، ولا يَعلَمُ أينَ هُوَ ، وكانَ شَريكُ بنُ الأَعوَرِ الهَمدانِيُّ قَدِمَ مِنَ البَصرَةِ مَعَ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ ، ونَزَلَ دارَ هانِي بنِ عُروَةَ ، وكانَ شَريكٌ مِن مُحِبّي أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام وشيعَتِهِ ، عَظيمَ المَنزِلَةِ ، جَليلَ القَدرِ ، فَمَرِضَ وسَأَلَ عُبَيدُ اللّهِ عَنهُ ، فَاُخبِرَ أنَّهُ مَوعوكٌ ، فَأَرسَلَ ابنُ زِيادٍ إلَيهِ : إنّي رائِحٌ إلَيكَ في هذِهِ اللَّيلَةِ لِعِيادَتِكَ .
فَقالَ شَريكٌ لِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ : يَابنَ عَمِّ رَسولِ اللّهِ ، إنَّ ابنَ زِيادٍ يُريدُ عِيادَتي ، فَادخُل بَعضَ الخَزائِنِ ، فَإِذا جَلَسَ فَاخرُج وَاضرِب عُنُقَهُ ، وأنَا أكفيكَ أمرَ مَن بِالكوفَةِ مَعَ العافِيَةِ .
وكانَ مُسلِمٌ ـ رَحِمَهُ اللّهُ ـ شُجاعا مِقداما جَسورا ، فَفَعَلَ ما أشارَ بِهِ شَريكٌ ،

1.الفتوح : ج ۵ ص ۴۲ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۰۱ نحوه .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
102

ولَم يَزَل مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ يَأخُذُ البَيعَةَ مِن أهلِ الكوفَةِ ، حَتّى بايَعَهُ مِنهُم ثَمانِيَةَ عَشَرَ ألفَ رَجُلٍ في سِترٍ ورِفقٍ . ۱

۱۱۲۴.الفتوح :مَرِضَ شَريكُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأَعوَرُ الهَمدانِيُّ في مَنزِلِ هانِئِ بنِ عُروَةَ ، وعَزَمَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ عَلى أن يَصيرَ إلَيهِ فَيَجتَمِعَ بِهِ ، ودَعا شَريكُ بنُ عَبدِ اللّهِ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ ، فَقالَ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ ! غَدا يَأتيني هذَا الفاسِقُ عائِدا ، وأنَا مُشغِلُهُ لَكَ بِالكَلامِ ، فَإِذا فَعَلتُ ذلِكَ فَقُم أنتَ اخرُج إلَيهِ مِن هذِهِ الدّاخِلَةِ فَاقتُلُه ، فَإِن أنَا عِشتُ فَسَأَكفيكَ أمرَ النُّصرَةِ ۲ إن شاءَ اللّهُ .
قالَ : فَلَمّا أصبَحَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ ، رَكِبَ وسارَ يُريدُ دارَ هانِئٍ ۳ ، لِيَعودَ شَريكَ بنَ عَبدِ اللّهِ ، قالَ : فَجَلَسَ وجَعَلَ يَسأَلُ مِنهُ .
قالَ : وهَمَّ مُسلِمٌ أن يَخرُجَ إلَيهِ لِيَقتُلَهُ فَمَنَعَهُ مِن ذلِكَ صاحِبُ المَنزِلِ هانِئٌ ، ثُمَّ قالَ : جُعِلتُ فِداكَ ، في داري صِبيَةٌ وإماءٌ ، وأنَا لا آمَنُ الحَدَثانَ ۴ . قالَ : فَرَمى مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ السَّيفَ مِن يَدِهِ وجَلَسَ ولَم يَخرُج ، وجَعَلَ شَريكُ بنُ عَبدِ اللّهِ يَرمُقُ الدّاخِلَةَ ، وهُوَ يَقولُ :

ما تَنظُرونَ بِسَلمى عِندَ فُرصَتِهافَقَد وَفى وُدُّها وَاستَوسَقَ الصَّرَمُ
فَقالَ لَهُ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ : ما يَقولُ الشَّيخُ ؟ فَقيلَ لَهُ : إنَّهُ مُبرَسَمٌ ۵ أصلَحَ اللّهُ الأَميرَ ! قالَ : فَوَقَعَ في قَلبِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ أمرٌ مِنَ الاُمورِ ، فَرَكِبَ مِن ساعَتِهِ

1.الأخبار الطوال : ص ۲۳۳ .

2.هكذا في المصدر ، وفي مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : «البصرة» ، والظاهر أنّه الصواب ، وتؤيّده النقول الاُخرى .

3.في المصدر : «ابن هانئ» ، والصواب ما أثبتناه .

4.حَدَثانُ الدهر : نُوَبُه وما يحدث منه (لسان العرب : ج ۲ ص ۱۳۲ «حدث») .

5.البِرْسامُ : علّةٌ يُهذى فيها ، بُرسِمَ فهو مبرسمٌ (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۷۹ «برسم») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8460
صفحه از 458
پرینت  ارسال به