35
الخير و البركة في الكتاب و السنّة

بديهي أنّ هذا التمييز يصدُق على الناس الذين لا يزالون يعيشون الفطرة بصفاء، ولم تتلوّث جبلّتهم الإنسانية. أمّا من تلوَّثت فطرته وأصابه الدَرَن فيصدق عليه عكس هذه المعادلة تماما، فكلّما كانت الفطرة أكثر لوثا شقّت عليها أفعال الخير أكثر، وخفّ عليها اجتراح الشرّ وسهلت عليها مآخذه، وبحسب نصّ الإمام الباقر عليه‏السلام:

«إنَّ اللّهَ ثَقَّلَ الخَيرَ عَلى أهلِ الدُّنيا كَثِقلِهِ في مَوازينِهِم يَومَ القِيامَةِ، وإنَّ اللّهَ عز و جل خَفَّفَ الشَّرَّ عَلى أهلِ الدُّنيا كَخِفَّتِهِ في مَوازينِهِم يَومَ القِيامَةِ».۱

1.. راجع : ح ۳۰ .


الخير و البركة في الكتاب و السنّة
34

الخَمسَةِ وَالسَّبعينَ الجُندَ: الخَيرُ ؛ وهُوَ وَزيرُ العَقلِ، وجَعَلَ ضِدَّهُ الشَّرَّ ؛ وهُوَ وَزيرُ الجَهلِ».۱

جاء العقل هنا بمعنى الوجدان الأخلاقيّ۲، ومن ثَمَّ صار الالتزام بأفعال الخير موجبا لتقويته، واجتراح أفعال الشرّ موجبا لتضعيفه. ولمّا كان الخير أعمّ من جميع القيم العقائدية والأخلاقية والعملية، والشرّ أيضا أعمّ من جميع ما يقع خلاف القيم ويضادّها، فقد تبوّءا على هذا الأساس موقعهما في صدر جنود العقل والجهل.

۴ ـ الفرق بين «الخَيْر» و «البَركة»

الخير بمعنى العمل الحسَن النافع، أمّا البَرَكة فبمعنى دوام الخير وسعته واستقراره. بتعبير آخر: أينما كان موضع للبَرَكة فثمّة «خير» أيضا، بينما لا يصدق العكس. وبلغة الاصطلاح العلمي: بين اللفظين عموم وخصوص مطلق.۳

۵ ـ سهولة فعل الخير

اتّضح ممّا سلف أنّ الجُنوح صوب الخير والميل نحو الحسن، وفي المقابل النفرة من الشرّ والسوء، أمر فطري. على هذا تعيش الفِطَر السليمة النقيّة إحساسا بالطمأنينة والاستقرار عند النهوض بأفعال الخير، وهي إلى ذلك لا تُطيق الشرّ وترتاب من الإثم، وبذلك فإنّ القيام بأفعال الخير أسهل من اجتراح السيّئات وارتكاب الشرّ، تماما كما نصّ الإمام عليّ عليه‏السلام على ذلك بقوله:

۰.«الخَيرُ أسهَلُ مِن فِعلِ الشَّرِّ».۴

1.. الكافي : ۱ / ۲۱ / ۱۴ .

2.. راجع : العقل والجهل في الكتاب والسنّة : ص ۲۲ .

3.. راجع : ص ۱۸۳ القسم الثاني : المدخل .

4.. راجع : ح ۲۹ .

  • نام منبع :
    الخير و البركة في الكتاب و السنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد التقديري
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1381
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2367
صفحه از 360
پرینت  ارسال به