31
الخير و البركة في الكتاب و السنّة

و«التوفيق»، و«صُحبة الأخيار»، وأمثال ذلك ممّا ينطوي تحت عنوان المبادئ العملية والأخلاقية.

حريّ بالقول أنّ الأحاديث التي جاءت تحت عنوان «ما يُنال به خير الدنيا والآخرة» و«جوامع الخير» ترتبط بهذه الدائرة غالبا.

سيماء الأخيار

لقد توفّر الفصل الرابع على بيان معالم المجتمعات التي يشيع فيها الخير، كما مرّ بالتفصيل على ذكر خصائص الصالحين والأخيار، وما يتّسم به الإنسان الأفضل والمسلم المتميّز انطلاقا من وجهة نظر الأحاديث الإسلاميّة وما تذكره من معالِم بهذا الشأن.

آثار الخير

عُني الفصل الخامس بذكر آثار الخير وبركات الصلاح، حيث تمّ في هذا الفصل إثبات أنّ الخير من منظور الإسلام هو رصيد نموّ الإنسان وتكامل المجتمع الإنساني، وأنّ الإنسان الخيّر إنّما يسدي ـ في الحقيقة ـ الخدمة لنفسه، وإن كان عمله يصبّ في خدمة الآخرين.

إنّ اللّه‏ سبحانه يحبّ الإنسان الصالح الخيّر، والخير ليس مجلبا للثواب الإلهي فحسب، بل إنّ هذا الثواب يمكن أن يمتدّ ويتّسع إلى ما لا نهاية. فالخير يبعث على تنوّر القلب ووضاءة النفس، ويدفع إلى حسن السمعة، وإلى المودّة عند الناس، ويفضي في النهاية إلى خير الدنيا والآخرة.

الإحسان إلى الناس يفتح القلوب ويضع أزمّتها بيد الإنسان المحسن، كما يدفع الأحرار للانقياد والطاعة بحيث يسلس قيادهم، كما أنّه يدفع ضروب البلاء عن الإنسان المحسن ويضعه في مظانّ المدح والثناء.


الخير و البركة في الكتاب و السنّة
30

«إنَّ اللّهَ سُبحانَهُ أنزَلَ كِتابا هادِيا بَيَّنَ فيهِ الخَيرَ وَالشَّرَّ، فَخُذوا نَهجَ الخَيرِ تَهتَدوا، وَاصدِفوا عَن سَمتِ الشَّرِّ تَقصِدوا».۱

أسباب الخير

اتّضح حتّى الآن أنّ مفهوم الخير وما يقع على شاكلته هو من حيث الأساس مفهوم فطريّ بديهيّ، والإسلام الذي يُمثّل برنامجا لتكامل الإنسان، يدعو الإنسان إلى هذا الأمر الفطري البديهي، ويحثّه عليه ؛ من أجل بلوغ المقصد الماثل بالتكامل المادّي والمعنوي، والوصول إلى الكمال المطلق. بيد أنّ هذه المعرفة المبدئية ليست كافية لبلوغ هذا المقصد، وإنّما يحتاج الإنسان إلى الوحي لكي يعرف من خلاله جميع جوانب الخير وأبعاده، والإحاطة بمصاديقه كافّة، والأهمّ من ذلك لكي يطوي سُبل الخير ويجتازها. من هذه الجهة، ستأتي النصوص الدينيّة التي لها دلالة على هذه الدعوى في الفصلين الأوّل والثاني من القسم الأوّل من الكتاب.

أمّا الفصل الثالث فيتوفّر على بيان أسباب الخير واُصوله وأدواته، حيث تمّ في هذا الفصل استقصاء النصوص الدالّة على هذا المعنى بالقدر الميسور. لقد تمّ تقسيم هذه النصوص إلى المجموعتين التاليتين:

المجموعة الاُولى: تشمل ما له دور في تشخيص الخير، وقد جاءت تحت عنوان «المبادئ العلمية»، مثل القرآن الذي يعدّ المصداق الذي لا يضاهى للوحي الإلهي، و«أهل البيت» وهم مفسِّرو القرآن، وكذلك «العقل» الذي جاء في الأحاديث الإسلاميّة بوصف الوجدان الأخلاقي غالبا. ومن المبادئ العلمية أيضا «العلم».

المجموعة الثانية: تشمل ما يكون مؤثّرا في تحصيل الخير، مثل «المثابرة»،

1.. راجع : ح ۱۲ .

  • نام منبع :
    الخير و البركة في الكتاب و السنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد التقديري
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1381
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2666
صفحه از 360
پرینت  ارسال به