241
الخير و البركة في الكتاب و السنّة

أجهَدُ مِن ذلِكَ، قالَ: أتَأذَنينَ لي أن أحلُبَها؟ قالَت: بِأَبي أنتَ واُمّي إن رَأَيتَ بِها حَلَبا فَاحلُبها.
فَدَعا بِها رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فَمَسَحَ بِيَدِهِ ضَرعَها وسَمَّى اللّهَ تَعالى ودَعا في شاتِها فَتَفاجَت عَلَيهِ ودَرَّت فَاجتَرَّت، فَدَعا بِإِناءٍ يُربِضُ الرَّهطَ، فَحَلَبَ فيهِ ثَجّا حَتّى عَلاهُ البَهاءُ، ثُمَّ سَقاها حَتّى رَوِيَت وسَقى أصحابَهُ حَتّى رَووا وشَرِبَ آخِرُهُم حَتّى أراضوا. ثُمَّ حَلَبَ فيهِ الثّانِيَةَ عَلى هِدَةٍ۱ حَتّى مَلَأَ الإِناءَ، ثُمَّ غادَرَهُ عِندَها، ثُمَّ بايَعَها وَارتَحَلوا عَنها.
فَقَلَّ ما لَبِثَت حَتّى جاءَها زَوجُها أبو مَعبَدٍ لِيَسوقَ أعنُزا عِجافا ؛ يَتَساوَكنَ هِزالاً ؛ مُخُّهُنَّ قَليلٌ، فَلَمّا رَأى أبو مَعبَدٍ اللَّبَنَ أعجَبَهُ، قالَ: مِن أينَ لَكِ هذا يا اُمَّ مَعبَدٍ وَالشّاءُ عازِبٌ حائِلٌ، ولا حَلوبَ فِي البَيتِ؟ قالَت: لا وَاللّهِ إلاّ أنَّهُ مَرَّ بِنا رَجُلٌ مُبارَكٌ مِن حالِهِ كَذا وكَذا.۲

۹۲۲.الخرائج والجرائح عن جعيل الأشجعيّ: غَزَوتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في بَعضِ غَزَواتِهِ فَقالَ: سِر يا صاحِبَ الفَرَسِ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللّهِ، عَجفاءُ ضَعيفَةٌ، فَرَفَعَ مِخفَقَةً مَعَهُ فَضَرَبَها ضَربا خَفيفا وقالَ: اللّهُمَّ بارِك لَهُ فيها.
قالَ: لَقَد رَأَيتُني ما اُمسِكُ رَأسَها أن تَقَدَّمَ النّاسَ، ولَقَد بِعتُ مِن بَطنِها

1.. في بعض المصادر «على بدء» بدل «على هدة» .

2.. المستدرك على الصحيحين : ۳ / ۱۰ / ۴۲۷۴ ، المعجم الكبير : ۴ / ۴۸ / ۳۶۰۵ ، دلائل النبوّة لأبي نعيم :۲ / ۳۳۷ / ۲۳۸ كلاهما عن حبيش بن خالد ، الطبقات الكبرى : ۱ / ۲۳۰ عن أبي معبد الخزاعي نحوه ، كنز العمّال : ۱۶ / ۶۶۹ / ۴۶۳۰۰ ؛ بحار الأنوار : ۱۹ / ۹۹ / ۵۲ نقلاً عن الفائق للزمخشري وراجع كشف الغمّة : ۱ / ۲۴ ، إعلام الورى : ۱ / ۷۶ وراجع مسند ابن حنبل : ۹ / ۲۱۸ / ۲۳۸۸۳ و ج ۵ / ۱۷۴ / ۱۵۰۳۲ ، مسند أبي يعلى : ۲ / ۱۹۳ / ۱۵۱۴ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ۳ / ۲۲۹ ، صحيح مسلم : ۳ / ۱۶۲۵ / ۱۷۴ .


الخير و البركة في الكتاب و السنّة
240

أزوادِهِم فَتَجمَعَها ثُمَّ تَدعُوَ اللّهَ فيها بِالبَرَكَةِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ سَيُبَلِّغُنا بِدَعوَتِكَ ـ أو قالَ: سَيُبارِكُ لَنا في دَعوَتِكَ ـ فَدَعَا النَّبِيُ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بِبَقايا أزوادِهِم، فَجَعَلَ النّاسُ يَجيؤونَ بِالحَثيَةِ مِنَ الطَّعامِ وفَوقَ ذلِكَ، وكانَ أعلاهُم مَن جاءَ بِصاعٍ مِن تَمرٍ فَجَمَعَها رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله. ثُمَّ قامَ فَدَعا ما شاءَ اللّهُ أن يَدعُوَ، ثُمَّ دَعَا الجَيشَ بِأَوعِيَتِهِم فَأَمَرَهُم أن يَحتَثوا، فَما بَقِيَ فِي الجَيشِ وِعاءٌ إلاّ مَلَؤوهُ وبَقِيَ مِثلُهُ، فَضَحِكَ رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله حَتّى بَدَت نَواجِذُهُ، فَقالَ: أشهَدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّهُ وأنّي رَسولُ اللّهِ، لا يَلقَى اللّهَ عَبدٌ مُؤمِنٌ بِهِما إلاّ حُجِبَت عَنهُ النّارُ يَومَ القِيامَةِ.۱

۹۲۰.الإمام الكاظم عليه‏السلام ـ في بَيانِ مُعجِزاتِ النَّبِيِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لِنَفَرٍ مِنَ اليَهودِ ـ: إنَّهُ نَزَلَ بِاُمِّ شَريكٍ، فَأَتَتهُ بِعُكَّةٍ فيها سَمنٌ يَسيرٌ، فَأَكَلَ هُوَ وأصحابُهُ، ثُمَّ دَعا لَها بِالبَرَكَةِ، فَلَم تَزَلِ العُكَّةُ تَصُبُّ سَمنا أيّامَ حَياتِها.۲

۹۲۱.المستدرك على الصحيحين عن هشام بن حبيش بن خويلد: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله خَرَجَ مِن مَكَّةَ مُهاجِرا إلَى المَدينَةِ وأبو بَكرٍ ومَولى أبي بَكرٍ عامِرُ بنُ فُهَيرَةَ ودَليلُهُمَا اللَّيثِيُ عَبدُ اللّهِ بنُ اُرَيقِطٍ، مَرّوا عَلى خَيمَتَي اُمِّ مَعبَدٍ الخُزاعِيَّةِ، وكانَتِ امرَأَةً بَرزَةً جَلدَةً تَحتَبي بِفِناءِ الخَيمَةِ ثُمَّ تَسقي وتُطعِمُ، فَسَأَلوها لَحما وتَمرا لِيَشتَروا مِنها، فَلَم يُصيبوا عِندَها شَيئا مِن ذلِكَ، وكانَ القَومُ مُرمِلينَ مُسنِتينَ، فَنَظَرَ رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إلى شاةٍ في كِسرِ الخَيمَةِ، فَقالَ: ما هذِهِ الشّاةُ يا اُمَّ مَعبَدٍ؟ قالَت: شاةٌ خَلَّفَهَا الجَهدُ عَنِ الغَنَمِ، قالَ: هَل بِها مِن لَبَنٍ؟ قالَت: هِيَ

1.. مسند ابن حنبل : ۵ / ۲۶۴ / ۱۵۴۴۹ ، الطبقات الكبرى : ۱ / ۱۸۰ ، الزهد لابن المبارك : ۳۲۱ / ۹۱۷ ، المعجمالكبير : ۱ / ۲۱۱ / ۵۷۵ نحوه وراجع صحيح ابن حبّان : ۱ / ۴۵۴ / ۲۲۱ .

2.. قرب الإسناد : ۳۲۹ / ۱۲۲۸ عن معمر عن الإمام الرضا عليه‏السلام ، بحار الأنوار : ۱۷ / ۲۳۵ وراجع المناقبلابن شهرآشوب : ۱ / ۱۰۳ .

  • نام منبع :
    الخير و البركة في الكتاب و السنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد التقديري
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1381
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2630
صفحه از 360
پرینت  ارسال به