أزوادِهِم فَتَجمَعَها ثُمَّ تَدعُوَ اللّهَ فيها بِالبَرَكَةِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ سَيُبَلِّغُنا بِدَعوَتِكَ ـ أو قالَ: سَيُبارِكُ لَنا في دَعوَتِكَ ـ فَدَعَا النَّبِيُ صلىاللهعليهوآله بِبَقايا أزوادِهِم، فَجَعَلَ النّاسُ يَجيؤونَ بِالحَثيَةِ مِنَ الطَّعامِ وفَوقَ ذلِكَ، وكانَ أعلاهُم مَن جاءَ بِصاعٍ مِن تَمرٍ فَجَمَعَها رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله. ثُمَّ قامَ فَدَعا ما شاءَ اللّهُ أن يَدعُوَ، ثُمَّ دَعَا الجَيشَ بِأَوعِيَتِهِم فَأَمَرَهُم أن يَحتَثوا، فَما بَقِيَ فِي الجَيشِ وِعاءٌ إلاّ مَلَؤوهُ وبَقِيَ مِثلُهُ، فَضَحِكَ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله حَتّى بَدَت نَواجِذُهُ، فَقالَ: أشهَدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّهُ وأنّي رَسولُ اللّهِ، لا يَلقَى اللّهَ عَبدٌ مُؤمِنٌ بِهِما إلاّ حُجِبَت عَنهُ النّارُ يَومَ القِيامَةِ.۱
۹۲۰.الإمام الكاظم عليهالسلام ـ في بَيانِ مُعجِزاتِ النَّبِيِ صلىاللهعليهوآله لِنَفَرٍ مِنَ اليَهودِ ـ: إنَّهُ نَزَلَ بِاُمِّ شَريكٍ، فَأَتَتهُ بِعُكَّةٍ فيها سَمنٌ يَسيرٌ، فَأَكَلَ هُوَ وأصحابُهُ، ثُمَّ دَعا لَها بِالبَرَكَةِ، فَلَم تَزَلِ العُكَّةُ تَصُبُّ سَمنا أيّامَ حَياتِها.۲
۹۲۱.المستدرك على الصحيحين عن هشام بن حبيش بن خويلد: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله خَرَجَ مِن مَكَّةَ مُهاجِرا إلَى المَدينَةِ وأبو بَكرٍ ومَولى أبي بَكرٍ عامِرُ بنُ فُهَيرَةَ ودَليلُهُمَا اللَّيثِيُ عَبدُ اللّهِ بنُ اُرَيقِطٍ، مَرّوا عَلى خَيمَتَي اُمِّ مَعبَدٍ الخُزاعِيَّةِ، وكانَتِ امرَأَةً بَرزَةً جَلدَةً تَحتَبي بِفِناءِ الخَيمَةِ ثُمَّ تَسقي وتُطعِمُ، فَسَأَلوها لَحما وتَمرا لِيَشتَروا مِنها، فَلَم يُصيبوا عِندَها شَيئا مِن ذلِكَ، وكانَ القَومُ مُرمِلينَ مُسنِتينَ، فَنَظَرَ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله إلى شاةٍ في كِسرِ الخَيمَةِ، فَقالَ: ما هذِهِ الشّاةُ يا اُمَّ مَعبَدٍ؟ قالَت: شاةٌ خَلَّفَهَا الجَهدُ عَنِ الغَنَمِ، قالَ: هَل بِها مِن لَبَنٍ؟ قالَت: هِيَ