223
الخير و البركة في الكتاب و السنّة

إلَيها بَعدُ.
فَقالوا: كَيفَ نَصنَعُ؟ دُلَّنا.
قالَ: أودِعوها مَن يَحفَظُها ويَدفَعُ عَنها ويُربيها ويَجعَلُ الواحِدَ مِنها أعظَمَ مِنَ الدُّنيا وما فيها، ثُمَّ يَرُدُّها ويُوَفِّرُها عَلَيكُم أحوَجَ ما تَكونونَ إلَيها.
قالوا: مَن ذاكَ؟ قالَ: ذاكَ رَبُّ العالَمينَ.
قالوا: وكَيفَ نودِعُهُ؟
قالَ: تَتَصَدَّقونَ بِهِ عَلى ضُعَفاءِ المُسلِمينَ.
قالوا: وأنّى لَنَا الضُّعَفاءُ بِحَضرَتِنا هذِهِ؟!
قالَ: فَاعزِموا۱ عَلى أن تَتَصَدَّقوا بِثُلُثِها لِيَدفَعَ اللّهُ عَن باقيها مَن تَخافونَ.
قالوا: قَد عَزَمنا.
قالَ: فَأَنتُم في أمانِ اللّهِ، فَامضوا، فَمَضَوا، فَظَهَرَت لَهُمُ البارِقَةُ فَخافوا.
فَقالَ الصّادِقُ عليه‏السلام: كَيفَ تَخافونَ وأنتُم في أمانِ اللّهِ عز و جل ؟! فَتَقَدَّمَ البارِقَةُ وتَرَجَّلوا وقَبَّلوا يَدَ الصّادِقِ عليه‏السلام وقالوا: رَأَينَا البارِحَةَ في مَنامِنا رَسولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يَأمُرُنا بِعَرضِ أنفُسِنا عَلَيكَ، فَنَحنُ بَينَ يَدَيكَ ونَصحَبُكَ وهؤُلاءِ لِنَدفَعَ عَنهُمُ الأَعداءَ وَاللُّصوصَ.
فَقالَ الصّادِقُ عليه‏السلام: لا حاجَةَ بِنا إلَيكُم، فَإِنَّ الَّذي دَفَعَكُم عَنّا يَدفَعُهُم، فَمَضَوا سالِمينَ، وتَصَدَّقوا بِالثُّلُثِ وبورِكَ لَهُم في تِجاراتِهِم، فَرَبِحوا لِلدِّرهَمِ عَشَرَةً، فَقالوا: ما أعظَمَ بَرَكَةِ الصّادِقِ عليه‏السلام !

1.. في المصدر«فاعرضوا» والصحيح ما أثبتناه كما في بحار الأنوار ووسائل الشيعة.


الخير و البركة في الكتاب و السنّة
222

۸۴۷.فاطمة عليهاالسلام: فَرَضَ اللّهُ الإِيمانَ تَطهيرا مِنَ الشِّركِ... وَالزَّكاةَ زِيادَةً فِي الرِّزقِ.۱

۸۴۸.الإمام الحسن عليه‏السلام: فَرَضَ [اللّهُ] عَلَيكُم لِأَولِيائِهِ حُقوقا، فَأَمَرَكُم بِأَدائِها إلَيهِم، لِيُحِلَّ لَكُم ما وَراءَ ظُهورِكُم مِن أزواجِكُم وأموالِكُم ومَأكَلِكُم ومَشرَبِكُم، ويُعَرِّفَكُم بِذلِكَ البَرَكَةَ وَالنَّماءَ وَالثَّروَةَ، ولِيَعلَمَ مَن يُطيعُهُ مِنكُم بِالغَيبِ.۲

۸۴۹.الكافي عن السكوني عن الإمام الصادق عليه‏السلام: ما أحسَنَ عَبدٌ الصَّدَقَةَ فِي الدُّنيا إلاّ أحسَنَ اللّهُ الخِلافَةَ عَلى وُلدِهِ مِن بَعدِهِ.
وقالَ: حُسنُ الصَّدَقَةِ يَقضِي الدَّينَ ويَخلُفُ عَلَى البَرَكَةِ.۳

۸۵۰.الإمام الكاظم عليه‏السلام: كانَ الصّادِقُ عليه‏السلام في طَريقٍ ومَعَهُ قَومٌ مَعَهُم أموالٌ، وذُكِرَ لَهُم أنَّ بارِقَةً فِي الطَّريقِ يَقطَعونَ عَلَى النّاسِ، فَارتَعَدَت فَرائِصُهُم، فَقالَ لَهُمُ الصّادِقُ عليه‏السلام: ما لَكُم؟ قالوا: مَعَنا أموالُنا نَخافُ عَلَيها أن تُؤخَذَ مِنّا، أفَتَأخُذُها مِنّا؟ فَلَعَلَّهُم يَندَفِعونَ عَنها إذا رَأَوا أنَّها لَكَ، فَقالَ: وما يُدريكُم لَعَلَّهُم لا يَقصِدونَ غَيري، ولَعَلَّكُم تُعَرِّضونّي بِها لِلتَّلَفِ !
فَقالوا: فَكَيفَ نَصنَعُ، نَدفِنُها؟
قالَ: ذلِكَ أضيَعُ لَها، فَلَعَلَّ طارِئاً يَطرَأُ عَلَيها فَيَأخُذُها، ولَعَلَّكُم لا تَغتَدونَ۴

1.. من لا يحضره الفقيه : ۳ / ۵۶۸ / ۴۹۴۰ ، علل الشرايع : ۲۴۸ / ۲ كلاهما عن زينب بنت الإمام عليّ عليه‏السلام ، نهجالبلاغة : الحكمة ۲۵۲ ، غرر الحكم : ۶۶۰۸ وفيهما «تسبيبا للرزق» بدل «زيادة في الرزق» ، الاحتجاج : ۱ / ۲۵۸ / ۴۹ عن عبد اللّه‏ بن الحسن بإسناده عن آبائه عليهم‏السلام عنها عليهاالسلام وفيه «جعل اللّه‏ . . . الزكاة تزكية للنفس ونماءً في الرزق» ، بحار الأنوار : ۶ / ۱۰۷ / ۱ .

2.. علل الشرايع : ۲۴۹ / ۶ عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري ، بحار الأنوار : ۲۳ / ۱۰۰ / ۳ .

3.. الكافي : ۴ / ۱۰ / ۵ عن السكونيّ .

4.. في البحار : «لا تهتدون إليها»

  • نام منبع :
    الخير و البركة في الكتاب و السنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد التقديري
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1381
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2778
صفحه از 360
پرینت  ارسال به