المقدّمة
الحمد للّه ربّ العالمين، والصلاة والسلام على عبده المصطفى محمّد وآله الطاهرين وأصحابه الخيار الميامين.
يعدّ موضوع «الخير» و «البَرَكة» من أهمّ المسائل الثقافية للمجتمع البشري. فإذا ما رام الإنسان ـ أيّ إنسان ومهما كان انتماؤه العقيدي وإطاره الفكري والمذهبي ـ أن تقترن حياته بالخير وتزدهر بالبَرَكة، تراه يجنح صوبَ توفير أسباب ذلك في حياته، وفي الوقت ذاته يبادر إلى دفع الموانع والعقبات التي تحول بينهما وبين حياته.
والإسلام نفسه ما هو إلاّ دعوة إلى الخير وتوفير أسبابه ودواعيه للإنسان والمجتمع الإنساني، وفي المقابل استئصال الموانع التي تحول دون تحققه، وإزالة العقبات التي تقف في طريق ذلك. انطلاقا من هذه الرؤية تنطوي كلمتا الخير والبَرَكة في القرآن والأحاديث الإسلاميّة على مجال استعمالي واسع يمتدّ ليشمل دلالات ثريّة وخصبة تبرز في مختلف المجالات: العقائدية، والأخلاقية، والعملية، والسياسية، والاجتماعية.