فَقالَ عليه السلام : كُلوا ؛ فَإِنَّما يَستَبينُ مَوَدَّةُ الرَّجُلِ لِأَخيهِ في أكلِهِ عِندَهُ .
قالَ : فَأَقبَلنا نُغِصَ۱ أنفُسَنا كَما تُغَصُّ الإِبِلُ !۲
۱۱۴.الإمام الصادق عليه السلام - لِبَعضِ أصحابِهِ وهُوَ يَأكُلُ مَعَهُ - : إنَّما تُعرَفُ مَوَدَّةُ الرَّجُلِ لِأَخيهِ بِجَودَةِ أكلِهِ مِن طَعامِهِ ، وإنَّهُ لَيُعجِبُنِي الرَّجُلُ يَأكُلُ مِن طَعامي فَيُجيدُ الأَكلَ ، يَسُرُّني بِذلِكَ .۳
۱۱۵.الكافي عن عنبسة بن مصعب : أتَينا أبا عَبدِ اللَّهِ عليه السلام وهُوَ يُريدُ الخُروجَ إلى مَكَّةَ ، فَأَمَرَ بِسُفرَةٍ فَوُضِعَت بَينَ أيدينا . فَقالَ : كُلوا ، فَأَكَلنا .
فَقالَ : أثبَتُّم ، أثبَتُّم ؛ إنَّهُ كانَ يُقالُ : اعتَبِر حُبَّ القَومِ بِأَكلِهِم ، قالَ : فَأَكَلنا وقَد ذَهَبَتِ الحِشمَةُ .۴
۱۱۶.الكافي عن عبد الرحمن بن الحجّاج : أكَلنا مَعَ أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام فَاُوتينا بِقَصعَةٍ مِن أرُزٍّ ، فَجَعَلنا نُعَذِّرُ ، فَقالَ عليه السلام : ما صَنَعتُم شَيئاً ، إنَّ أشَدَّكُم حُبّاً لَنا أحسَنُكُم أكلاً عِندَنا .
قالَ عَبدُ الرَّحمنِ : فَرَفَعتُ كُسحَةَ المائِدَةِ فَأَكَلتُ ، فَقالَ : نَعَم الآنَ ، وأنشَأَ يُحَدِّثُنا أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله اُهدِيَ إلَيهِ قَصعَةُ أرُزٍّ مِن ناحِيَةِ الأَنصارِ ، فَدَعا سَلمانَ
1.قال في النهاية : غصصت بالماء أغصّ غصصاً : إذا شرقت به أو وقف في حلقك فلم تكد تسيغه . وفي بعض نسخ الكتاب «نعضّ» وهو مِن عَضَّ عليه بالنواجذ ؛ أي استمسكه . وفي بعضها «تضفز أنفسنا كما تضفز الإبل» وهو أظهر ، وقال في النهاية : يقال : ضفزت البعير إذا علفته الضفائز ؛ وهي اللقم الكبار ، الواحدة ضفيزة (مرآة العقول : ج ۲۲ ص ۸۶) .
2.الكافي : ج ۶ ص ۲۷۹ ح ۶ ، المحاسن : ج ۲ ص ۱۸۴ ح ۱۵۳۰ عن يونس بن ربيع وفيه «نصعّر» بدل «نغصّ» و «يصّعر» بدل «تغصّ» ، بحارالأنوار : ج ۷۵ ص ۴۵۰ ح ۸ .
3.دعائم الإسلام : ج ۲ ص ۱۰۷ ح ۳۴۴ ، مستدرك الوسائل : ج ۱۶ ص ۲۴۳ ح ۱۹۷۳۵ .
4.الكافي : ج ۶ ص ۲۷۹ ح ۵ ، المحاسن : ج ۲ ص ۱۸۴ ح ۱۵۲۹ ، بحارالأنوار : ج ۷۵ ص ۴۴۹ ح ۷ .