۹۷۶.كمال الدين : حَدَّثَنا أبي ومُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما ، قالا : حَدَّثَنا سَعدُ بنُ عَبدِ اللَّهِ ، عَن مُحَمَّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أبي الخَطّابِ ، عَن مُحَمَّدِ بنِ سِنانٍ ، عَن أبِي الجارودِ زِيادِ بنِ المُنذِرِ ، عَن عَبدِ اللَّهِ بنِ أبي عُقبَةَ الشّاعِرِ ، قالَ : سَمِعتُ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام يَقولُ :
كَأَنّي بِكُم تَجولونَ جَوَلانَ الإِبِلِ ، تَبتَغونَ المَرعى فَلا تَجِدونَهُ ، يا مَعشَرَ الشّيعَةِ .۱
۹۷۷.الغيبة للنعماني : أخبَرَنا أحمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعيدٍ ابنُ عُقدَةَ الكوفِيُّ ، قالَ : حَدَّثَنا أحمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الدّينَوَرِيُّ ، قالَ : حَدَّثَنا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الكوفِيُّ ، عَن عَميرَةَ بِنتِ أوسٍ ، قالَت : حَدَّثَني جَدِّي الحُصَينُ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ ، عَن أبيهِ ، عَن جَدِّهِ عَمرِو بنِ سَعدٍ ، عَن أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام أنَّهُ قالَ يَوماً لِحُذَيفَةَ بنِ اليَمانِ :
يا حُذَيفَةُ ، لاتُحَدِّثِ النّاسَ بِما لا يَعلَمونَ فَيَطغَوا ويَكفُروا ، إنَّ مِنَ العِلمِ صَعباً شَديداً مَحمِلُهُ ، لَوَ حَمَلَتهُ الجِبالُ عَجَزَت عَن حَملِهِ . . . فَوَالَّذي نَفسُ عَلِيٍّ بِيَدِهِ ، لا تَزالُ هذِهِ الاُمَّةُ بَعدَ قَتلِ الحُسَينِ ابني في ضَلالٍ وظُلمٍ وعَسفٍ وجَورٍ وَاختِلافٍ فِي الدّينِ ، وتَغييرٍ وتَبديلٍ لِما أنزَلَ اللَّهُ في كِتابِهِ ، وإظهارِ البِدَعِ ، وإبطالِ السُّنَنِ ، وَاختِلالٍ وقِياسِ مُشتَبِهاتٍ ، وتَركِ مُحكَماتٍ حَتّى تَنسَلِخَ مِنَ الإِسلامِ وتَدَخُلَ فِي العَمى وَالتَّلَدُّدِ۲وَالتَّكَسُّعِ۳ .
ما لَكِ يا بَني اُمَيَّةَ ! لا هُديتِ يا بَني اُمَيَّةَ ! وما لَكِ يا بَنِي العَبّاسِ ! لَكِ الأَتعاسُ ! فَما في بَني اُمَيَّةَ إلّا ظالِمٌ ، ولا في بَنِي العَبّاسِ إلّا مُعتَدٍ مُتَمَرِّدٌ عَلَى اللَّهِ بِالمَعاصي ، قَتّالٌ لِوُلدي ، هَتّاكٌ لِسِتر (ي و) حُرمتي ، فَلا تَزالُ هذِهِ الاُمَّةُ جَبّارينَ يَتَكالَبونَ عَلى حَرامِ الدُّنيا ، مُنغَمِسينَ في بِحارِ الهَلَكاتِ ، وفي أودِيَةِ الدِّماءِ ، حَتّى إذا غابَ المُتَغَيِّبُ مِن وُلدي عَن عُيونِ النّاسِ ، وماجَ النّاسُ بِفَقِدِه أو بِقَتلِهِ أو بِمَوتِهِ ، أطلَعَتِ الفِتنَةُ ، ونَزَلَتِ البَلِيَّةُ ، وَالتَحَمَتِ العَصَبِيَّةُ ، وغَلَا النّاسُ في دينِهِم ، وأَجمَعوا عَلى أنَّ الحُجَّةَ ذاهِبَةٌ ، وَالإِمامَةَ باطِلَةٌ ، ويَحُجُّ حَجيجُ الناسِ في تِلكَ السَّنَةِ مِن شيعَةِ عَلِيٍّ ونَواصِبِهِ لِلتَّحَسُّسِ وَالتَّجَسُّسِ عَن خَلَفِ الخَلَفِ ، فَلا يُرى لَهُ أثَرٌ ، ولا يُعرَفُ لَهُ خَبَرٌ ولا خَلَفٌ .
فَعِندَ ذلِكَ سُبَّت شيعَةُ عَلِيٍّ ، سَبَّها أعداؤُها ، وظَهَرَت عَلَيهَا الأَشرارُ وَالفُسّاقُ بِاحتِجاجِها ، حَتّى إذا بَقِيَتِ الاُمَّةُ حَيارى ، وتَدَلَّهَت۴وأَكَثَرَت في قَولِها : إنَّ الحُجَّةَ هالِكَةٌ وَالإِمامَةَ باطِلَةٌ ، فَوَرَبِّ عَلِيٍّ ! إنَّ حُجَّتَها عَلَيها قائِمَةٌ ماشِيَةٌ في طُرُقِها ، داخِلَةٌ في دورِها وقُصورِها ، جَوّالَةٌ في شَرقِ هذِهِ الأَرضِ وغَربِها ، تَسمَعُ الكَلامَ ، وتُسَلِّمُ عَلَى الجَماعَةِ ، تَرى ولا تُرى إلَى الوَقتِ وَالوَعدِ ، ونِداءِ المُنادي مِنَ السَّماءِ : ألا ذلِكَ يَومٌ (فيهِ) سُرورُ وُلِد عَلِيٍّ وشيعَتِهِ .
1.وفي كمال الدين ح ۱۲ «النعم» بدل «الابل» و «تطلبون» بدل «تبتغون» وليس فيه «يا معشر الشيعة» .
2.اللُدَدُ : الخُصومَةُ الشديدة (النهاية : ج ۴ ص ۲۴۴ «لدد») .
3.تَكَسَّعَ في ضلاله : ذهب ، كتَسَكَّعَ (لسان العرب : ج ۸ ص ۳۱۱ «كسع») .
4.دَلَّهَهُ : أي حيّره وأدهشه (النهاية : ج ۲ ص ۱۳۱ «دله») .