الفصل الأول : أدعِيَةُ أهلِ البَيتِ لِلإِمامِ المَهدِيِّ عليه السلام
۱ / ۱
دُعاءُ الإِمامِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام
۱۰۳۷.الغيبة للنعماني : حَدَّثَنا عَلِيُّ بنُ أحمَدَ ، قالَ : حَدَّثَني عُبَيدُ اللَّهِ بنُ موسَى العَلَوِيُّ ، عَن أبي مُحَمَّدٍ موسَى بنِ هارونَ بنِ عيسَى المَعبَدِيِ۱ ، قالَ : حَدَّثَنا عَبدُ اللَّهِ بنُ مَسلَمَةَ بِن قَعنَبٍ ، قالَ : حَدَّثَنا سُلَيمانُ بنُ بِلالٍ ، قالَ : حَدَّثَنا جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ ، عَن أبيهِ ، عَن جَدِّهِ ، عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليهم السلام ، قالَ : جاءَ رَجُلٌ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَ لَهُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، نَبِّئنا بِمَهدِيِّكُم هذا .
فَقالَ عليه السلام : إذا دَرَجَ۲ الدّارِجونَ ، وقَلَّ المُؤمِنونَ ، وذَهَبَ المُجلِبونَ ، فَهُناكَ هُناكَ . فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، مِمَّنِ الرَّجُلُ ؟
فَقالَ عليه السلام : مِن بَني هاشِمٍ ، مِن ذِروَةِ طَودِ۳ العَرَبِ ، وبَحرِ مَغيضِها۴ إذا وَرَدَت ، ومَخفِرِ أهلِها۵ إذا اُتِيَت ، ومَعدِنِ صَفوَتِها إذَا اكتَدَرَت ، لا يَجبُنُ إذَا المَنايا هَكَعَت۶ ، ولا يَخورُ۷ إذَا المَنونُ اكتَنَعَت۸ ، ولا يَنكُلُ إذَا الكُماةُ۹اصطَرَعَت ، مُشَمِّرٌ مُغلَولِبٌ۱۰ ، ظَفِرٌ ضِرغامَةٌ۱۱ ، حَصدٌ۱۲مُخَدِّشٌ۱۳ ، ذَكَرٌ ۱۴سَيفٌ مِن سُيوفِ اللَّهِ ، رَأسٌ قُثَمٌ۱۵ ، نشؤ۱۶رَأسُهُ في باذِخِ۱۷السُّؤدَدِ ، وعارِزٌ۱۸مَجدُهُ في أكرَمِ المَحتَدِ۱۹ .
فَلا يَصرِفَنَّكَ عَن بَيعَتِهِ صارِفٌ عارِضٌ ، ينَوصُ إلَى الفِتنَةِ كُلَّ مَناصٍ۲۰ ، إن قالَ فَشَرُّ قائِلٍ ، وإن سَكَتَ فَذُو دَعايِرَ۲۱ .
ثُمَّ رَجَعَ إلى صِفَةِ المَهدِيِّ عليه السلام فَقالَ : أوسَعُكُم كَهفاً ، وأَكثَرُكُم عِلماً ، وأَوصَلُكُم رَحِماً ، اللَّهُمَّ فَاجعَل بَعثَهُ خُروجاً مِنَ الغُمَّةِ ، وَاجمَع بِهِ شَملَ الاُمَّةِ ، فَإِن خارَ اللَّهُ لَكَ فَاعزِم ولا تَنثَنِ عَنهُ إن وُفِّقتَ لَهُ ، ولا تَجوزَنَّ عَنهُ إن هُديتَ إلَيهِ ، هاه ! - وأَومَأَ بِيَدِهِ إلى صَدرِهِ - شَوقاً إلى رُؤيَتِهِ .
1.كذا في المصدر ، وفي بحار الأنوار : «العبدي» ، والظاهر أنّ الصحيح : «العُبيدِيِّ».
2.دَرَجَ : مات (النهاية : ج ۲ ص ۱۱۱ «درج») .
3.الطَّودُ : الجبل العظيم (لسان العرب : ج ۳ ص ۲۷۰ «طود») .
4.المغيض : المكان الذي يغيض [ أي يدخل] فيه الماء فيغيب (انظر : لسان العرب : ج ۷ ص ۲۰۱ «غيض»).
ولعلّ المعنى : أنّه بحر العلوم والخيرات ، فهي كامنة فيه ، أو شبّههه ببحر في أطرافه مغايض ؛ فإن شيعتهم مغايض علومهم (بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۱۱۵).
5.خَفَرت الرجلَ - من باب ضرب : إذا آجرته وكنت له حامياً وكفيلاً (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۲۹۱ «خفر») . فالمعنى أنّه عليه السلام مَحَلُّ إجارة أهلها .
6.هكعت : أي نزلت (انظر : لسان العرب : ج ۸ ص ۳۷۴ «هكع») .
7.خار الرجل : ضعف وانكسر ؛ ورجل خوّارٌ : ضعيف (لسان العرب : ج ۴ ص ۲۶۲ «خور»).
8.كَنَعَ : إذا قرب ودنا (النهاية : ج ۴ ص ۲۰۴ «كنع») .
9.الكَمِيّ : الشجاع ، والجمع الكماة (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۲۳۲ «كمي»).
10.مغلولب : ملتفّ (لسان العرب : ج ۱ ص ۶۵۲ «غلب») .
11.الضَّرغم والضِّرغام والضِّرغامة : الأسد ، ورجل ضرغامة : شجاع ، فإمّا أن يكون شبّه بالأسد ، وإمّا أن يكون ذلك أصلاً فيه (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۳۵۷ «ضرغم»).
12.الحصد : جَزّ البرّ ونحوه . وقتل الناس أيضاً حَصدٌ (ترتيب كتاب العين : ص ۱۸۲ «حصد») . أي يحصد الناس بالقتل.
13.مخدّش : أي يخدش الكفّار ويجرحهم (انظر : مجمع البحرين : ج ۴ ص ۱۳۶ «خدش»).
14.رجل ذَكَرٌ : إذا كان قويّاً شجاعاً أنفاً أبيّاً (لسان العرب : ج ۴ ص ۳۰۹ «ذكر»).
15.قال الفيروزآبادي : الرأس : أعلى كلّ شيء ، وسيّد القوم . والقُثَم - كزُفَر : الكثير العطاء (بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۱۱۶) .
16.كذا في الطبعة المعتمدة للمصدر ، وفي بحار الأنوار «نشق» ، وفي بعض النسخ : «لبق» ، وفي بعضها «شق» . ولم نجد لها معنى مناسباً ، واللَّه العالم .
17.الباذخ : العالي (لسان العرب : ج ۳ ص ۷ «بذخ»).
18.عَرِزَ واستعرَزَ : اشتدَّ وصَلُبَ (تاج العروس : ج ۸ ص ۹۹ «عرز») .
19.المحتَدُ : الخالص الأصل من كلّ شيء (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۸۶ «حتد») .
20.المناص : الملجأ . وناص مناصاً : تحرّك ، وعنه : تنحّى ، وإليه : نهض (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۳۲۱ «نوص»).
21.الدَّعْرُ : الفساد ، ورجل داعر : خبيث مفسد (لسان العرب : ج ۴ ص ۲۸۶ «دعر») .