راجع : ص ۸۶ (الفصل الأوّل / دعاء الإمام الرضا عليه السلام) .
۷ / ۳
دُعاءُ المَعرِفَةِ المَروِيُّ مِنَ النّاحِيَةِ المُقَدَّسَةِ
۱۰۹۱.مصباح المتهجّد : رُوِيَ عَن أبي عَمرِو بنِ سَعيدٍ العَمرِيِّ رضي اللَّه عنه قالَ : أخبَرَنا جَماعَةٌ عَن أبي مُحَمَّدٍ هارونَ بنِ موسَى التَّلَّعُكبَرِيِّ : أنَّ أبا عَلِيٍّ مُحَمَّدَ بنَ هَمّامٍ أخبَرَهُ بِهذَا الدُّعاءِ ، وذَكَرَ أنَّ الشَّيخَ أبا عَمرٍو العَمرِيَّ قَدَّسَ اللَّهُ روحَهُ أملاهُ عَلَيهِ ، وأَمَرَهُ أن يَدعُوَ بِهِ ، وهُوَ الدُّعاءُ في غَيبَةِ القائِمِ مِن آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيهِ وعَلَيهِمُ السَّلامُ۱ :
اللَّهُمَّ عَرِّفني نَفسَكَ ؛ فَإِنَّكَ إن لَم تُعَرِّفني نَفسَكَ لَم أعرِف رَسولَكَ ، اللَّهُمَّ عَرِّفني رَسولَكَ ؛ فَإِنَّكَ إن لَم تُعَرِّفني رَسولَكَ لَم أعرِف حُجَّتَكَ ، اللَّهُمَّ عَرِّفني حُجَّتَكَ ؛ فَإِنَّكَ إن لَم تُعَرِّفني حُجَّتَكَ ضَلَلتُ عَن ديني ، اللَّهُمَّ لا تُمِتني ميتَةً جاهِلِيَّةً ، ولا تُزِغ قَلبي بَعدَ إذ هَدَيتَني .
اللَّهُمَّ فَكَما هَدَيتَني لِوِلايَةِ مَن فَرَضتَ عَلَيَّ طاعَتَهُ مِن وِلايَةِ وُلاةِ أمرِكَ بَعدَ رَسولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ ، حَتّى والَيتُ وُلاةَ أمرِكَ : أميرَ المُؤمِنينَ ، وَالحَسَنَ ، وَالحُسَينَ ، وعَلِيّاً ، ومُحَمَّداً ، وجَعفَراً ، وموسى ، وعَلِيّاً ، ومُحَمَّداً ، وعَلِيّاً ، وَالحَسَنَ ، وَالحُجَّةَ القائِمَ المَهدِيَّ ، صَلَواتُكَ عَلَيهِم أجمَعينَ ، اللَّهُمَّ فَثَبِّتني عَلى دينِكَ ، وَاستَعمِلني بِطاعَتِكَ ، ولَيِّن قَلبي لِوَلِيِّ أمرِكَ ، وعافِني مِمَّا امتَحَنتَ بِهِ خَلقَكَ ، وثَبِّتني عَلى طاعَةِ وَلِيِّ أمرِكَ الَّذي سَتَرتَهُ عَن خَلقِكَ ، فَبِإِذنِكَ غابَ عَن بَرِيَّتِكَ ، وأَمرَكَ يَنتَظِرُ ، وأَنتَ العالِمُ غَيرُ المُعَلَّمِ بِالوَقتِ الَّذي فيهِ صَلاحُ أمرِ وَلِيِّكَ ، فِي الإِذنِ لَهُ بِإِظهارِ أمرِهِ وكَشفِ سِرِّهِ۲ ، فَصَبِّرني عَلى ذلِكَ حَتّى لا اُحِبَّ تَعجيلَ ما أخَّرتَ ، ولا تَأخيرَ ما عَجَّلتَ ، ولا أكشِفَ ما سَتَرتَ ، ولا أبحَثَ عَمّا كَتَمتَ ، ولا اُنازِعَكَ في تَدبيرِكَ ، ولا أقولَ لِمَ ؟ وكَيفَ ؟ وما بالُ وَلِيِّ الأَمرِ لا يَظهَرُ وقَدِ امتَلَأَتِ الأَرضُ مِنَ الجَورِ ؟ واُفَوِّضُ اُموري كُلَّها إلَيكَ .
اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ أن تُرِيَني وَلِيَّ الأَمرِ ظاهِراً نافِذَ الأَمرِ ، مَعَ عِلمي بِأَنَّ لَكَ السُّلطانَ وَالقُدرَةَ ، وَالبُرهانَ وَالحُجَّةَ وَالمَشِيَّةَ ، وَالحَولَ وَالقُوَّةَ ، فَافعَل ذلِكَ بي وبِجَميعِ المُؤمِنينَ ، حَتّى نَنظُرَ إلى وَلِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ ظاهِرَ المَقالَةِ ، واضِحَ الدَّلالَةِ ، هادِياً مِنَ الضَّلالَةِ ، شافِياً مِنَ الجَهالَةِ ، أبرِز يا رَبِّ مُشاهَدَتَهُ۳ ، وثَبِّت قَواعِدَهُ ، وَاجعَلنا مِمَّن تَقَرُّ عَينُهُ بِرُؤيَتِهِ ، وأَقِمنا بِخِدمَتِهِ ، وتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِهِ ، وَاحشُرنا في زُمرَتِهِ .
اللَّهُمَّ أعِذهُ مِن شَرِّ جَميعِ ما خَلَقتَ وذَرَأتَ وبَرَأتَ وأَنشَأتَ وصَوَّرتَ ، وَاحفَظهُ مِن بَينِ يَدَيهِ ومِن خَلفِهِ ، وعَن يَمينِهِ وعَن شِمالِهِ ، ومِن فَوقِهِ ومِن تَحتِهِ ، بِحِفظِكَ الَّذي لا يَضيعُ مَن حَفِظتَهُ بِهِ ، وَاحفَظ فيهِ رَسولَكَ ووَصِيَّ رَسولِكَ عَلَيهِمُ السَّلامُ .
اللَّهُمَّ ومُدَّ في عُمُرِهِ ، وزِد في أجَلِهِ ، وأَعِنهُ عَلى ما وَلَّيتَهُ۴ وَاستَرعَيتَهُ ، وزِد في كَرامَتِكَ لَهُ ، فَإِنَّهُ الهادِي المَهدِيُّ ، وَالقائِمُ المُهتَدي ، وَالطّاهِرُ التَّقِيُّ ، الزَّكِيُّ النَّقِيُّ ، الرَّضِيُّ المَرضِيُّ ، الصّابِرُ الشَّكورُ المُجتَهِدُ .
اللَّهُمَّ ولا تَسلُبنَا اليَقينَ لِطولِ الأَمَدِ في غَيبَتِهِ وَانقِطاعِ خَبَرِهِ عَنّا ، ولا تُنسِنا ذِكرَهُ وَانتِظارَهُ ، وَالإِيمانَ بِهِ ، وقُوَّةَ اليَقينِ في ظُهورِهِ ، وَالدُّعاءَ لَهُ وَالصَّلاةَ عَلَيهِ ، حَتّى لا يُقَنِّطَنا طولُ غَيبَتِهِ مِن قِيامِهِ ، ويَكونَ يَقينُنا في ذلِكَ كَيَقينِنا في قِيامِ رَسولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ ، وما جاءَ بِهِ مِن وَحيِكَ وتَنزيلِكَ .
اللَّهُمَّ وقَوِّ قُلوبَنا عَلَى الإِيمانِ بِهِ حَتّى تَسلُكَ بِنا عَلى يَدِهِ مِنهاجَ الهُدى ، وَالمَحَجَّةَ العُظمى ، وَالطَّريقَةَ الوُسطى ، وقَوِّنا عَلى طاعَتِهِ ، وثَبِّتنا عَلى مُشايَعَتِهِ ، وَاجعَلنا في حِزبِهِ ، وأَعوانِهِ وأَنصارِهِ ، وَالرّاضينَ بِفِعلِهِ ، ولا تَسلُبنا ذلِكَ في حَياتِنا ولا عِندَ وَفاتِنا ، حَتّى تَتَوَفّانا ونَحنُ عَلى ذلِكَ ، لا شاكّينَ ولا ناكِثينَ ، ولا مُرتابينَ ولا مُكَذِّبينَ .
اللَّهُمَّ عَجِّل فَرَجَهُ ، وأَيِّدهُ بِالنَّصرِ ، وَانصُر ناصِريهِ ، وَاخذُل خاذِليهِ ، ودَمدِم۵ عَلى مَن نَصَبَ لَهُ وكَذَّبَ بِهِ ، وأَظهِر بِهِ الحَقَّ ، وأَمِت بِهِ الجَورَ ، وَاستَنقِذ بِهِ عِبادَكَ المُؤمِنينَ مِنَ الذُّلِّ ، وَانعَش بِهِ البِلادَ ، وَاقتُل بِهِ جَبابِرَةَ الكُفرِ ، وَاقصِم بِهِ رُؤوسَ الضَّلالَةِ ، وذَلِّل بِهِ الجَبّارينَ وَالكافِرينَ ، وأَبِر۶ بِهِ المُنافِقينَ وَالنّاكِثينَ ، وجَميعَ المُخالِفينَ وَالمُلحِدينَ ، في مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها ، وبَرِّها وبَحرِها ، وسَهلِها وجَبَلِها ، حَتّى لا تَدَعَ مِنهُم دَيّاراً۷ ، ولا تُبقِيَ لَهُم آثاراً ، طَهِّر مِنهُم بِلادَكَ ، وَاشفِ مِنهُم صُدورَ عِبادِكَ ، وجَدِّد بِهِ مَا امتَحى مِن دينِكَ ، وأَصلِح بِهِ ما بُدِّلَ مِن حُكمِكَ وغُيِّرَ مِن سُنَّتِكَ ، حَتّى يَعودَ دينُكَ بِهِ وعَلى يَدَيهِ غَضّاً جَديداً صَحيحاً ، لا عِوَجَ فيهِ ولا بِدعَةَ مَعَهُ ، حَتّى تُطفِئَ بِعَدلِهِ نيرانَ الكافِرينَ ، فَإِنَّهُ عَبدُكَ الَّذِي استَخلَصتَهُ لِنَفسِكَ ، وَارتَضَيتَهُ لِنُصرَةِ دينِكَ ، وَاصطَفَيتَهُ بِعِلمِكَ ، وعَصَمتَهُ مِنَ الذُّنوبِ ، وبَرَّأتَهُ مِنَ العُيوبِ ، وأَطلَعتَهُ عَلَى الغُيوبِ ، وأَنعَمتَ عَلَيهِ ، وطَهَّرتَهُ مِنَ الرِّجسِ ، ونَقَّيتَهُ مِنَ الدَّنَسِ .
اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيهِ وعَلى آبائِهِ الأَئِمَّةِ الطّاهِرينَ ، وعَلى شيعَتِهِ المُنتَجَبينَ ، وبَلِّغهُم مِن آمالِهِم ما يَأمُلونَ ، وَاجعَل ذلِكَ مِنّا خالِصاً مِن كُلِّ شَكٍّ وشُبهَةٍ ورِياءٍ وسُمعَةٍ ، حَتّى لا نُريدَ بِهِ غَيرَكَ ، ولا نَطلُبَ بِهِ إلّا وَجهَكَ .
اللَّهُمَّ إنّا نَشكو إلَيكَ فَقدَ نَبِيِّنا ، وغَيبَةَ وَلِيِّنا ، وشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَينا ، ووُقوعَ الفِتَنِ ، وتَظاهُرَ الأَعداءِ ، وكَثرَةَ عَدُوِّنا ، وقِلَّةَ عَدَدِنا ، اللَّهُمَّ فَافرُج ذلِكَ عَنّا بِفَتحٍ مِنكَ تُعَجِّلُهُ ، ونَصرٍ مِنكَ تُعِزُّهُ ، وإمامِ عَدلٍ تُظهِرُهُ ، إلهَ الحَقِّ آمينَ .
اللَّهُمَّ إنّا نَسأَ لُكَ أن تَأذَنَ لِوَلِيِّكَ في إظهارِ عَدلِكَ في عِبادِكَ۸ ، وقَتلِ أعدائِكَ في بِلادِكَ ، حَتّى لا تَدَعَ لِلجَورِ يا رَبِّ دِعامَةً إلّا قَصَمتَها ، ولا بَقِيَّةً إلّا أفنَيتَها ، ولا قُوَّةً إلّا أوهَنتَها ، ولا رُكناً إلّا هَدَمتَهُ ، ولا حَدّاً إلّا فَلَلتَهُ ، ولا سِلاحاً إلّا أكلَلتَهُ ، ولا رايَةً إلّا نَكَّستَها ، ولا شُجاعاً إلّا قَتَلتَهُ ، ولا جَيشاً إلّا خَذَلتَهُ ، وَارمِهِم يا رَبِّ بِحَجَرِكَ الدّامِغِ ، وَاضرِبهُم بِسَيفِكَ القاطِعِ ، وبَأسِكَ الَّذي لا تَرُدُّهُ عَنِ القَومِ المُجرِمينَ ، وعَذِّب أعداءَكَ وأَعداءَ وَلِيِّكَ وأَعداءَ رَسولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ ، بِيَدِ وَلِيِّكَ وأَيدي عِبادِكَ المُؤمِنينَ .
اللَّهُمَّ اكفِ وَلِيَّكَ وحُجَّتَكَ في أرضِكَ هَولَ عَدُوِّهِ ، وكِد مَن كادَهُ وَامكُر بِمَن مَكَرَ بِهِ ، وَاجعَل دائِرَةَ السَّوءِ عَلى مَن أرادَ بِهِ سوءاً ، وَاقطَع عَنهُ مادَّتَهُم ، وأَرعِب لَهُ قُلوبَهُم ، وزَلزِل أقدامَهُم ، وخُذهُم جَهرَةً وبَغتَةً ، وشَدِّد عَلَيهِم عَذابَكَ ، وأَخزِهِم في عِبادِكَ ، وَالعَنهُم في بِلادِكَ ، وأَسكِنهُم أسفَلَ نارِكَ ، وأَحِط بِهِم أشَدَّ عَذابِكَ ، وأَصلِهِم ناراً ، وَاحشُ قُبورَ مَوتاهُم ناراً ، وأَصلِهِم حَرَّ نارِكَ ، فَإِنَّهُم أضاعُوا الصَّلاةَ ، وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ ، وأَضَلّوا عِبادَكَ .
اللَّهُمَّ فَأَحيِ بِوَلِيِّكَ القُرآنَ ، وأَرِنا نورَهُ سَرمَداً۹ لا لَيلَ فيهِ ، وأَحيِ بِهِ القُلوبَ المَيِّتَةَ ، وَاشفِ بِهِ الصُّدورَ الوَغِرَةَ۱۰ ، وَاجمَع بِهِ الأَهواءَ المُختَلِفَةَ عَلَى الحَقِّ ، وأَقِم بِهِ الحُدودَ المُعَطَّلَةَ وَالأَحكامَ المُهمَلَةَ ، حَتّى لا يَبقى حَقٌّ إلّا ظَهَرَ ، ولا عَدلٌ إلّا زَهَرَ ، وَاجعَلنا يا رَبِّ مِن أعوانِهِ ومُقَوِّيَةِ سُلطانِهِ ، وَالمُؤتَمِرينَ لِأَمرِهِ ، وَالرّاضينَ بِفِعلِهِ ، وَالمُسَلِّمينَ لِأَحكامِهِ ، ومِمَّن لا حاجَةَ بِهِ إلَى التَّقِيَّةِ مِن خَلقِكَ ، أنتَ يا رَبِّ الَّذي تَكشِفُ الضُّرَّ وتُجيبُ المُضطَرَّ إذا دَعاكَ ، وتُنجي مِنَ الكَربِ العَظيمِ ، فَاكشِفِ الضُّرَّ عَن وَلِيِّكَ ، وَاجعَلهُ خَليفَةً في أرضِكَ كَما ضَمِنتَ لَهُ .
اللَّهُمَّ ولا تَجعَلني مِن خُصَماءِ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام ، ولا تَجعَلني مِن أعداءِ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام ، ولا تَجعَلني مِن أهلِ الحَنَقِ وَالغَيظِ عَلى آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام ، فَإِنّي أعوذُ بِكَ مِن ذلِكَ فَأَعِذني ، وأَستَجيرُ بِكَ فَأَجِرني .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاجعَلني بِهِم فائِزاً عِندَكَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، ومِنَ المُقَرَّبينَ ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ۱۱ .۱۲
1.راجع : ص ۴۲۰ ح ۱۱۲۱ .
2.في كمال الدين والبلد الأمين : «ستره» .
3.في كمال الدين وبحار الأنوار : «مَشاهِدَهُ» .
4.في كمال الدين وبحار الأنوار : «أولَيتَهُ» .
5.دَمدَمَ : أي أطبقَ عليهم العَذابُ (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۶۰۸ «دمدم») .
6.أبَرَ القَومَ : أهلَكَهُم (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۳۶۱ «أبر») .
7.دَيّارٌ : أي ساكِنٌ (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۳۲۱ «دار») .
8.في الطبعة المعتمدة : «بلادك» بدل «عبادك» ، وما أثبتناه من كمال الدين وجمال الاُسبوع ونسخة اُخرى من المصدر وبحار الأنوار .
9.السَّرْمَدُ : الدائم (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۴۰۸ «سرمد») .
10.وَغِر صَدرُهُ : أي امتلأ غيظاً (المصباح المنير : ص ۶۶۶ «وغر») .
11.قال في كمال الدين : «حدّثنا أبو محمّد الحسين بن أحمد المكتّب ، قال : حدّثنا أبو عليّ بن همّام بهذا الدعاء ، وذكر أنّ الشيخ العمري - قدّس اللَّه روحه - أملاه عليه ، وأمره أن يدعو به ، وهو الدعاء في غيبة القائم عليه السلام» ، وقال في جمال الاُسبوع : «أخبرني الجماعة الذين قدمت الإشارة إليهم بإسنادهم إلى جدي أبي جعفر الطوسي - رضوان اللَّه جلّ جلاله عليه ، قال : أخبرنا جماعة عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبرى ...» .
12.جاء هذا الدعاء في المصادر بشكلين مختصر (نقلاً عن الإمام الصادق عليه السلام، و مفصّل (نقلاً عن النائب الثاني لوليّ العصر عليه السلام). و قد تمت توصيتهما كليهما لعصر الغيبة و كما قال السيد ابن طاووس في جمال الأسبوع (ص ۳۱۵) فإن بداية الدعاء المفصل شبيهة بالدعاء المختصر. بل إننا سنرى من خلال تأملهما أن الدعاء المختصر هو القسم الأول من الدعاء المفصل و الذي جاء في المصادر الروائية. و يبدو أن بعض الأسباب مثل التلخيص، و شهرة الدعاء أدت إلي أن لا تأتي فيه سوى أقسام من الفقرات الأولى. و على سبيل المثال فإن التعبير «إلى آخره» من جانب الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة (ص ۳۳۴) يمكن أن يكون شاهداً على هذا الموضوع. و كما مرّ فإن الدعاء المفصل نقل في معظم المصادر عن النائب الثاني، و اعتبر هذا الدعاء من إملائه. هذا في حين أن الشيخ الصدوق ذكره في كمال الدين في قسم توقيعات إمام الزمان، كما يعتبره الكفعمي في البلد الأمين مروياً عن ولي العصر عليه السلام. و يبدو أن أصل هذا الدعاء للأمام الصادق عليه السلام حيث أنشيء لعصر الغيبة و كان عند الأئمة عليه السلام و بعض الأصحاب. و في عصر النائب الثاني حيث كان الشيعة يرضخون شيئاً فشيئاً لوطأة الآثار و الضغوط النفسية و العاطفية للغيبة، وضعه النائب الثاني تحت تصرف الشيعة الذين كانوا يعيشون تلك الظروف. كما أن ذكر هذا الدعاء في قسم التوقيعات من كتاب كمال الدين، و نسبته إلي إمام الزمان عليه السلام في البلد الأمين، يمكن أن يكون هو أيضاً باعتبار نسبته إلي النائب الثاني. علماً أن النواب لم يكونوا يقومون بأي عمل إلا بإذن الإمام و طلبه، و لذلك يمكن أن يحمل أيضاً عنوان توقيع الإمام وليّ العصر عليه السلام.