راجع : ص ۲۰۰ (الفصل الرابع / الدعاء له في ليلة الثالثة والعشرين) .
۷ / ۲
دُعاءُ «اللهم ادفع عن وليك»
۱۰۹۰.مصباح المتهجّد : رَوى يونُسُ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ۱ : أنَّ الرِّضا عليه السلام كانَ يَأمُرُ بِالدُّعاءِ لِصاحِبِ الأَمرِ بِهذا :
اللَّهُمَّ ادفَع عَن وَلِيِّكَ وخَليفَتِكَ وحُجَّتِكَ عَلى خَلقِكَ ، ولِسانِكَ المُعَبِّرِ عَنكَ ، النّاطِقِ بِحُكمِكَ ، وعَينِكَ النّاظِرَةِ بِإِذنِكَ ، وشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ ، الجَحجاحِ۲ المُجاهِدِ ، العائِذِ بِكِ ، العابِدِ عِندَكَ ، وأَعِذهُ مِن شَرِّ جَميعِ ما خَلَقتَ وبَرَأتَ وأَنشَأتَ وصَوَّرتَ ، وَاحفَظهُ مِن بَينِ يَدَيهِ ومِن خَلفِهِ ، وعَن يَمينِهِ وعَن شِمالِهِ ، ومِن فَوقِهِ ومِن تَحتِهِ ، بِحِفظِكَ الَّذي لا يَضيعُ مَن حَفِظتَهُ بِهِ ، وَاحفَظ فيهِ رَسولَكَ وآباءَهُ ، أئِمَّتَكَ ودَعائِمَ دينِكَ ، وَاجعَلهُ في وَديعَتِكَ الَّتي لا تَضيعُ ، وفي جِوارِكَ الَّذي لا يُخفَرُ۳ ، وفي مَنعِكَ وعِزِّكَ الَّذي لا يُقهَرُ ، وآمِنهُ بِأَمانِكَ الوَثيقِ الَّذي لا يُخذَلُ مَن آمَنتَهُ بِهِ ، وَاجعَلهُ في كَنَفِكَ الَّذي لا يُرامُ مَن كانَ فيهِ ، وَانصُرهُ بِنَصرِكَ العَزيزِ ، وأَيِّدهُ بِجُندِكَ الغالِبِ ، وقَوِّهِ بِقُوَّتِكَ ، وأَردِفهُ بِمَلائِكَتِكَ ، ووالِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ ، وأَلبِسهُ دِرعَكَ الحَصينَةَ ، وحُفَّهُ بالمَلائِكَةِ حَفّاً .
اللَّهُمَّ اشعَب بِهِ الصَّدعَ ، وَارتُق بِهِ الفَتقَ ، وأَمِت بِهِ الجَورَ ، وأَظهِر بِهِ العَدلَ ، وزَيِّن بِطولِ بَقائِهِ الأَرضَ ، وأَيِّدهُ بِالنَّصرِ ، وَانصُرهُ بِالرُّعبِ ، وقَوِّ ناصِريهِ ، وَاخذُل خاذِليهِ ، ودَمدِم۴ مَن نَصَبَ لَهُ ، ودَمِّر مَن غَشَّهُ ، وَاقتُل بِهِ جَبابِرَةَ الكُفرِ وعُمُدَهُ ودَعائِمَهُ ، وَاقصِم بِهِ رُؤوسَ الضَّلالَةِ ، وشارِعَةَ البِدَعِ ، ومُميتَةَ السُّنَّةِ ، ومُقَوِّيَةَ الباطِلِ ، وذَلِّل بِهِ الجَبّارينَ ، وأَبِر بِهِ الكافِرينَ وجَميعَ المُلحِدينَ في مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها ، وبَرِّها وبَحرِها ، وسَهلِها وجَبَلِها ، حَتّى لا تَدَعَ مِنهُم دَيّاراً ، ولا تُبقِيَ لَهُم آثاراً .
اللَّهُمَّ طَهِّر مِنهُم بِلادَكَ ، وَاشفِ مِنهُم عِبادَكَ ، وأَعِزَّ بِهِ المُؤمِنينَ ، وأَحيِ بِهِ سُنَنَ المُرسَلينَ ، ودارِسَ۵ حُكمِ النَّبِيّينَ ، وجَدِّد بِهِ مَا امتَحى مِن دينِكَ ، وبُدِّلَ مِن حُكمِكَ ، حَتّى تُعيدَ دينَكَ بِهِ وعَلى يَدَيهِ جَديداً غَضّاً ، مَحضاً صَحيحاً ، لا عِوَجَ فيهِ ولا بِدعَةَ مَعَهُ ، وحَتّى تُنيرَ بِعَدلِهِ ظُلَمَ الجَورِ ، وتُطفِئَ بِهِ نيرانَ الكُفرِ ، وتوضِحَ بِهِ مَعاقِدَ الحَقِّ ومَجهولَ العَدلِ ، فَإِنَّهُ عَبدُكَ الَّذِي استَخلَصتَهُ لِنَفسِكَ وَاصطَفَيتَهُ عَلى غَيبِكَ ، وعَصَمتَهُ مِنَ الذُّنوبِ ، وبَرَّأتَهُ مِنَ العُيوبِ ، وطَهَّرتَهُ مِنَ الرِّجسِ ، وسَلَّمتَهُ مِنَ الدَّنَسِ .
اللَّهُمَّ فَإِنّا نَشهَدُ لَهُ يَومَ القِيامَةِ ويَومَ حُلولِ الطّامَّةِ۶ أنَّهُ لَم يُذنِب ذَنباً ، ولا أتى حَوباً ، ولَم يَرتَكِب مَعصِيَةً ، ولَم يُضِع لَكَ طاعَةً ، ولَم يَهتِك لَكَ حُرمَةً ، ولَم يُبَدِّل لَكَ فَريضَةً ، ولَم يُغَيِّر لَكَ شَريعَةً ، وأَ نَّهُ الهادِي المُهتَدِي ، الطّاهِرُ التَّقِيُّ النَّقِيُّ ، الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ .
اللَّهُمَّ أعطِهِ في نَفسِهِ وأَهلِهِ ووَلَدِهِ وذُرِّيَّتِهِ ، واُمَّتِهِ وجَميعِ رَعِيَّتِهِ ، ما تُقِرُّ بِهِ عَينَهُ ، وتَسُرُّ بِهِ نَفسَهُ ، وتَجمَعُ لَهُ مُلكَ المَملَكاتِ كُلِّها ، قَريبِها وبَعيدِها ، وعَزيزِها وذَليلِها ، حَتّى يَجرِيَ حُكمُهُ عَلى كُلِّ حُكمٍ ، ويَغلِبَ۷بِحَقِّهِ كُلَّ باطِلٍ .
اللَّهُمَّ اسلُك بِنا عَلى يَدَيهِ مِنهاجَ الهُدى ، وَالمَحَجَّةَ العُظمى ، وَالطَّريقَةَ الوُسطى ، الَّتي يَرجِعُ إلَيهَا الغالي ، ويَلحَقُ بِهَا التّالي ، وقَوِّنا عَلى طاعَتِهِ ، وثَبِّتنا عَلى مُشايَعَتِهِ ، وَامنُن عَلَينا بِمُتابَعَتِهِ ، وَاجعَلنا في حِزبِهِ ، القَوّامينَ بِأَمرِهِ ، الصّابِرينَ مَعَهُ ، الطّالِبينَ رِضاكَ بِمُناصَحَتِهِ ، حَتّى تَحشُرَنا يَومَ القِيامَةِ في أنصارِهِ وأَعوانِهِ ومُقَوِّيَةِ سُلطانِهِ .
اللَّهُمَّ وَاجعَل ذلِكَ لَنا خالِصاً مِن كُلِّ شَكٍّ وشُبهَةٍ ، ورِياءٍ وسُمعَةٍ ، حَتّى لا نَعتَمِدَ بِهِ غَيرَكَ ، ولا نَطلُبَ بِهِ إلّا وَجهَكَ ، وحَتّى تُحِلَّنا مَحَلَّهُ ، وتَجعَلَنا فِي الجَنَّةِ مَعَهُ ، وأَعِذنا مِنَ السَّأمَةِ وَالكَسَلِ وَالفَترَةِ ، وَاجعَلنا مِمَّن تَنتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ ، وتُعِزُّ بِهِ نَصرَ وَلِيِّكَ ، ولا تَستَبدِل بِنا غَيرَنا ؛ فَإِنَّ استِبدالَكَ بِنا غَيرَنا عَلَيكَ يَسيرٌ ، وهُوَ عَلَينا كَثيرٌ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى وُلاةِ عَهدِهِ وَالأَئِمَّةِ مِن بَعدِهِ ، وبَلِّغهُم آمالَهُم ، وزِد في آجالِهِم ، وأَعِزَّ نَصرَهُم ، وتَمِّم لَهُم ما أسنَدتَ إلَيهِم مِن أمرِكَ لَهُم ، وثَبِّت دَعائِمَهُم ، وَاجعَلنا لَهُم أعواناً وعَلى دينِكَ أنصاراً ؛ فَإِنَّهُم مَعادِنُ كَلِماتِكَ ، وخُزّانُ عِلمِكَ ، وأَركانُ تَوحيدِكَ ، ودَعائِمُ دينِكَ ، ووُلاةُ أمرِكَ ، وخالِصَتُكَ مِن عِبادِكَ ، وصَفوَتُكَ مِن خَلقِكَ ، وأَولِياؤُكَ وسَلائِلُ أولِيائِكَ ، وصَفوَةُ أولادِ نَبِيِّكَ ، وَالسَّلامُ عَلَيهِ وعَلَيهِم ورَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ .
1.قال الشيخ الطوسي : أخبرنا بجميع كتبه ورواياته جماعة ، عن أبي جعفر بن بابويه ، عن محمّد بن الحسن ، وعن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عنه.
وأخبرنا بذلك ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن ، عن سعد والحميري وعليّ بن إبراهيم ومحمّد بن الحسن الصفّار ، كلّهم عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بنمرار وصالح بن السندي ، عنه (الفهرست للطوسي : ص ۲۶۶ الرقم ۸۱۳) .
2.الجَحجاحُ : السيّد الكريم (النهاية : ج ۱ ص ۲۴۰ «جحجح») .
3.خفرت الرجل : إذا نقضت عهده وغدرت به (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۵۲۸ «خفر») .
4.دَمْدَمَ عليهم : أي أهلكهم وأزعجهم (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۳۱۷ «دمدم») .
5.دَرَسَ المَنزِلُ : عفا وخفيت آثاره (المصباح المنير : ص ۱۹۲ «درس») .
6.الطامَّةُ : هي القيامة تطمُّ كلّ شيء (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۳۷۰ «طمم») .
7.في الطبعة المعتمدة : «تغلب» وهو تصحيف ، والصواب ما أثبتناه كما في جميع المصادر وكذلك في النسخ الخطّية للمصدر .